كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مع استمرار العدوان الإسرائيليّ على القرى الجنوبية، والذي طالَ أمس الإثنين مدينة صيدا، إثر استهداف سيّارة بمسيّرة ونجاة المستهدف القيادي في “حماس” نضال حليحل، تضاربت المعلومات والتحليلات التي واكبت خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، عقب ردّ “الحزب” على إسرائيل فجر الأحد الفائت.
ومع تأكيد نصرالله أن الهجوم الصاروخي على قاعدة غليلوت العسكرية قرب تل أبيب حقق أهدافه، إلّا أنَّ العدو يصّر على مزاعمه بالقول إن القبة الحديدية اعترضت كلّ الصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه فلسطين المحتلة وأن الهجوم الذي نفذه حزب الله كان فاشلاً.
في السياق، تحدثت مصادر أمنية مواكبة عن معادلتين لا يمكن التنكر لهما، الأولى أنَّ حزب الله برّر بوعده لجهة الانتقام لاغتيال أبرز قيادييه فؤاد شكر على قاعدة عسكرية بالقرب من تل أبيب وهذا بحدّ ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً، إذ إنَّ وصول صواريخ “الحزب” إلى العمق الإسرائيلي يُعدّ إشارة واضحة الى توازن القوة بينه وبين العدو، فالأخير فشل، بعد عشرة أشهر من العدوان على إضعافه كما وعد في بداية الحرب، بخلاف الجيش الإسرائيلي الذي أجرى عمليات تبديل لأكثر من لواء عسكري بعد أن انهارت معنوياتهم.
أمّا المسألة الثانية، فتعود بالنسبة للمصادر، إلى كونها تتمثل بالرد والرد على الرد، الذي بقي ضمن قواعد الاشتباك وهذه سابقة بالعلم العسكري يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، والأمر اللافت أيضًا في خطاب نصرالله، كان بمناشدته السكان الجنوبيين العودة إلى منازلهم وقراهم والعيش بسلام، بعد أن أصبح هناك قوة تحميهم.
المصادر استبعدت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية الحديث عن صفقة بين الطرفين، ورأت أن ما جرى هو انعكاس إيجابي للمفاوضات الجارية في الدوحة وفي القاهرة رغم أنها ما زالت عالقة عند معبر فيلادلفيا.
في المواقف، لفتَ النائب الياس جرادي إلى أن المستجدّات الأخيرة كان يجب أن تحدث، لأن الرد على اغتيال شكر كان يجب أن يحصل لإثبات الوجود ووفاء لهذا القيادي الكبير، مشيراً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ أهميته كبيرة جداً رغم اختلاف القراءات لدى البعض.
جرادي ذكّر بما سبق وقاله بأن الضغط الحاصل مرده إما الذهاب نحو هدنة مستدامة، أو الحرب الشاملة، معتبراً أنَّ ما شاهدناه هو جزء من العاصفة قبل الهدوء وليس العكس، مؤكداً أننا ما زلنا في المعادلة عينها.
وفي مؤشرٍ خطير يدلّ على نيّة العدو بإطالة الحرب، مع إعلانه تمديد إقامة النازحين من مستوطنات حدودية مع لبنان وغزة في الفنادق حتى نهاية العام، تبقى الأنظار شاخصة إلى مفاوضات الهدنة وما إذا كانت الوساطة الدولية ستنجح في إنجاز إتفاق وقف إطلاق نار لتجنّب شرارة حرب شاملة وتحييد المنطقة عن الصراعات الكبرى.