جاء في “الجمهورية”:
ومع هذه الأجواء الحـ.ـربية تراجعت الملفات الداخلية وتحديداً ملف الانتخابات الرئاسية إلى ما دون الصفر باستثناء ملف الكهرباء. الذي يتعلّق بحياة المواطنين مباشرة. إنما أصبح الهم ينحصر في كيفية الاستعداد حياتياً لمواجهة الحـ.ـرب المحتملة. خصوصا ان الرهان على مفاوضات الهدنة للتخلُّص من الحرب يتضاءل بشكل كبير في ظل الشروط الإسـ.ـرائيلية التعجيزية على قاعدة “هدنة بشروطي أو لا هدنة”. والهدنة هي الباب الإنقاذي الوحيد لتجنُّب توسيع هذه الحـ.ـرب.
وما تقدّم لا يعني ان توسيع الحـ.ـرب أصبح أمرا واقعا. لأنه لا مصلحة لإسرائيل بالدخول في حـ.ـرب مرفوضة أميركياً. ومعلوم ان واشنطن لا تريد هذا التوسيع وتضع جهودها كلها لحصر الحـ.ـرب في غـ.ـزة خشية من تحولها إلى حـ.ـرب إقليمية. فضلا عن ان “محور الممانعة” أعطى أكثر من مؤشر في الأيام الخيرة على ضبط النفس. بدءاً مما صدر عن الحرس الثوري الإيـ.ـراني بأن “فترة انتظار الرد قد تكون طويلة. وعلى العدو انتظار الردود المدروسة بوقتها المناسب”. مروراً بما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمني سوري وآخر أوروبي. أن الرئيس “بشار الأسد أبلغ إيـ.ـران بأنه لا يريد الانجرار إلى حـ.ـرب شاملة مع إسـ.ـرائيل، خصوصاً مع وجود أزمة اقتصادية تعاني منها مناطق سيطرته. جراء سنوات من العقوبات المفروضة علي”، وليس انتهاءً بتريُّث “حـ.ـزب الله” بالرد على اغتـ.ـيال شكر، وحفاظه قدر الإمكان على قواعد الصراع من دون ان يوسِّع ردوده رداً على التوسيع الإسـ.ـرائيلي.
لا شك ان لبنان دخل في مرحلة محفوفة بالمخاطر، والاحتمالات كلها واردة. ولكن لا يوجد أي شيء محسوم حتى الآن. ما يعني ان الحـ.ـرب التي اعتاد عليها اللبناني منذ 8 تشرين الأول 2023 يمكن ان تستمر على المنوال نفسه. خصوصا ان ليس من مصلحة إسـ.ـرائيل التوغُّل عسكريا في لبنان تجنباً لتكبدها خسائر كبرى. وبالتالي يمكن أن يبقى القديم على قدمه. ولكن الخطورة التي يتحدّث عنها البعض تكمن في ثلاثة عناصر أساسية:
العنصر الأول
دخول الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة التي تسبق انتخاباتها الرئاسية. ما يجعلها بموقع المشلول من قدرة الضغط على إسـ.ـرائيل.
العنصر الثاني
يكمن في تعطُّش نتنياهو لاستعادة قرار الردع في ظل شعبيته المتصاعدة بعد الاستهداف الرباعي لميناء الحديدة واغتـ.ـيال محمد ضيف وشكر وإسماعيل هنية.
العنصر الثالث
يتمثّل بما سرِّب عن لقاء نتنياهو مع دونالد ترامب بأن الأخير قال له بضرورة أن ينهي عملياته العسكرية قبل دخوله إلى البيت الأبيض.
وفي هذه الصورة كلها يقف المواطن اللبناني حائراً وخائفا ووسط أوضاع اقتصادية مأسوية مردِّدا القول المأثور “عند تغيير الدول إحفظ رأسك”، متمنيا ان يحفظ رأسه ورأس لبنان في هذا الصراع الإقليمي الكبير.