أعلنت “جمعية الشبيبة الاهدنية”، في بيان، أنه “بسبب هدفنا المحافظة على الدور التاريخي الذي لعبه رجالات اهدن على مرّ الأزمنة، وحرصنا على اظهار الصورة الحقيقية لإهدن وزغرتا، قررت جمعية الشبيبة الإهدنية تصويب الخطأ الذي حصل في الوثاثقي “كميل شمعون تاريخ وطن” الذي عـُرض على شاشة MTV يوم الأربعاء في 7 آب 2024، والذي لا بدّ من التنويه به والإثناء على عمل معدّيه وعلى برامج المحطة التلفزيونية الراقية.
خلال الوثائقي ذكر الأستاذ الإعلامي والكاتب انطوان سعد في الدقيقة 11 والثانية 13 ما حرفيته: “ان يوسف كرم بينزل على البرلمان وبشيل العلم اللبناني الجديد وبحط العلم الفرنسي، يلي عليه أرزة، على البرلمان، وبيتصدى لإلو نعيم مغبغب، ويعني صار في مشادة واطلاق نار، وبالقوة جرى الحفاظ على الاستقلال وخط الرئيس شمعون ونعيم مغبغب كان من المقربين جدا من الوزير كميل شمعون آنذاك وتصدوا لمحاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء واعادة النفوذ الفرنسي”.
ومن باب حق الرد، سنستعرض بعض ما ذكرته بعض المصادر التي تحدثت عن هذه الواقعة، اظهارا للحقيقة.
ذكرت جريدة النهار في عددها رقم 2892 الصادر يوم السبت 29 نيسان سنة 1944 على الصفحة الثانية : (…) وفي الساعة الاولى بعد الظهر تلقت وزارة الداخلية (الوزير كان كميل شمعون) نبأ من طرابلس مآله ان نائب الشمال الجديد يوسف بك كرم توجه الى بيروت على متن سيارته الخاصة تتبعه اربع سيارات صغيرة. فاطمأنت الحكومة الى الحالة بعض الاطمئنان(…)”. وفي مكان آخر ذكرت النهار ما يلي: كانت سيارات النواب تقطع الطرق الشمالية المؤدية الى بيروت فكانت تندس بينها سيارات غريبة بعضها يحمل الاعلام الفرنسية والبعض الآخر الاعلام نفسها مع رسم صغير للأرزة فيها. فلما تجمعت ارتال السيارات في محلة النهر وكان هناك ينتظرها ولوحظ ان بين الجمهور فريقا كبير يحمل الاعلام نفسها فأخذ العقلاء يطلبون من حاملي هذه الاعلام استبدالها بأعلام لبنانية بحت كما يفعل الكثيرون ممن هم في الموكب وفي ساحة الانتظار فلقيت مساعيهم النفور والاعتراض بشدة، لأن حاملي هذه الاعلام كانوا طبعا من عمال المتآمرين”. وفي تتمة الخبر ذكرت: “وما نازهت الساعة الثالثة حتى كانت ساحة النجمة والشوارع المجاورة لها قد غصت بالجماهير وفي هذه الاثناء وصل فريق من النواب ثم وصلت سيارة النائب يوسف بك كرم وعليها علم لبناني في المقدمة، وقد وقف عليها اثنان من عمال الفتنة يحملان علمين فرنسيين تتبعها سيارات اخرى عليها اعلام مختلفة. (…) وفي هذه اللحظة تقدم شاب وعلق علما فرنسيا على جدار المجلس وكأن هذه الاشارة كانت “كلمة السر” فاقتحم بعضهم للداخل ورمى بعدد من هذه الاعلام عند باب المجلس فاطلق احدهم نار مسدسه على الذي رفع العلم على جدار المجلس فسقط مع العلم على الارض وانطلقت على الاثر العيارات النارية في الفضاء من سطوح البنايات المجاورة.(…)
كما ذكر الاعلامي جبران تويني في افتتاحية جريدة النهار في العدد الآنف ذكره: (…) “أرادوا ان يستثمروا نجاح سليل البيت العريق يوسف بك كرم في الانتخاب ليصلوا الى هدفهم المستنكر، وهو احداث فتنة تهز هذا الصرح الاستقلالي الذي بني على التضحيات الغالية(…)” .
ومتابعة لأخبار تحقيقات هذا الحادث ذُكر ايضا ان 3 من القتلى المتظاهرين كانوا مجهولي الهوية.
وذكرت جريدة صدى الشمال الاسبوعية في العدد رقم 1338 الصادر في 28 نيسان 1944 على الصفحة الأولى البيان الذي وجهه النائب المنتخب يوسف بك كرم الى دولة رئيس مجلس الوزراء رياض الصلح والذي أكد فيه ” ثباتي الدائم على مبادئ استقلال لبنان استقلالا تاما”.
وفي مذكراته “حقائق لبنانية” في الجزء الثاني صفحة 87، كتب رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري:” ان ابن كرم حفيد يوسف بك سيصل الى بيروت ممتطيا جوادا أدهم بلباس جده اللبناني. واستفادت بعض الدوائر التابعة للادارات الفرنسية، والمؤلفة خصوصا من لبنانيين، لبث الدعاية ودفع المال وتوزيع الاسلحة، حتى تبدأ التظاهرة ساعة وصول يوسف كرم الى بيروت، فتنقلب الى شغب ومنها الى ثورة دموية تجتاح العهد، وتريح الدولة المنتدبة من هيكل الحكومة الجديد، فينتعش الانتداب المختصر.” وذكر ايضا ان نعيم مغبغب اطلق من المدخل بعض القنابل اليدوية ارهابا فجُرح، فتفرقت الجموع مع علمها القديم. (…) ودخل يوسف كرم المجلس وحده وافتتحت الجلسة. ”
وذكر ايضا الدكتور عماد مراد في الوثائقي نفسه عن أن الفرنسيين زرعوا بعض المندسين في الوفود المرافقة ل يسوف بك كرم.
لكل ما ذُكر اقتضى التوضيح والتصويب”.