الأربعاء , 25 ديسمبر 2024

مساعي بكركي ومبادرة بري وما بينهما…السيناريو- الحل هل يكتمل؟

نشرت “المركزية” مقالا تحت عنوان “مساعي بكركي ومبادرة بري وما بينهما…السيناريو- الحل هل يكتمل؟”

وجاء في نص المقال:

كل الانظار متجهة في الساعات المقبلة نحو بعبدا وبيت الوسط ترقبا لاشارات او مواقف قد تصدر عنهما في الشأن الحكومي سلبا او ايجاباً، على امل ان ترجح كفة الثانية ويخرج الدخان الابيض من القصر. الكلام الشحيح الذي قاله امس امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اوحى بدفع قوي في اتجاه التأليف وجهود كثيفة تبذل في هذا المجال فإلاما يستند وماذا يدور في كواليس التأليف؟

 

اوساط سياسية معنية مباشرة بالملف روت لـ”المركزية” السيناريو من حركة بكركي الى مبادرة الرئيس نبيه بري لتشكيل حكومة وانهاء الازمة الخانقة ، من الفه الى يائه على النحو الآتي:

 

قبل ان يزور الرئيس سعد الحريري بكركي لمناسبة عيد البشاره لتهنئة البطريرك الراعي بالعيد والذكرى العاشرة لانتخابه على السدة البطريركية، كانت له محطة في عين التينة حيث اطلعه الرئيس بري على المبادرة- التسوية التي يسعى اليها مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لانهاء الازمة وتشكيل حكومة. وفي بكركي عرض الحريري المستجدات واستمع الى موقف الراعي ودعوته الى التسوية لتشكيل حكومة لان الاتفاق ضروري بينه وبين الرئيس ميشال عون، فهما وفق الدستور يفترض ان يتفقا لتشكيل الحكومة. خلال نهاية الاسبوع، تحولت بكركي الى محجة زارتها شخصيات سياسية لا سيما في الساعات الـ ٧٢ الاخيرة، وكان تواصل بين الصرح وبعبدا من خلال النائب ابراهيم كنعان جرت متابعته بين عين التينة وبيت الوسط، عبر موفدين. وقد لعب كنعان الذي زار بعبدا والصرح اكثر من مرة وكان على تواصل مع عاملين على خط المعالجة، دورا في تقريب وجهات النظر، واسهمت جهوده في انضاج تصور حل للازمة انطلاقا من الثوابت التي اعلنها الرئيس عون لتشكيل الحكومة والمبادئ التي وضعها البطريرك.

 

الرئيس عون واكب عن كثب حركة الاتصالات والتفاصيل لتذليل العقبات التي تعترض التشكيل.ونتجت عن هذه الحركة، وفق اوساط مطلعة، مبادرة من الصرح لعرضها على الرئاسات والقوى المعنية لتبديد المعوقات من امام التشكيل.

 

وفي معلومات “المركزية” ان مبادرة من خمس نقاط تمت صياغتها في الاجتماع بين البطريرك والنائب كنعان في بكركي وبحثها الأخير مع الرئيس عون في اجتماع معه خلال عطلة نهاية الاسبوع، كما تولت بكركي عرضها على الاطراف الأخرى لتأمين الموافقة عليها، تنص على الاتي:

 

1- تعاون بين الرئيسين عون والحريري لتشكيل الحكومة والتأكيد على دحض فكرة ان عون لا يريد الحريري ويسعى الى تغييره من خلال دفعه الى الاعتذار، وذلك احتراما لنتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية وكلف بنتيجتها الرئيس الحريري .

 

2- التزام الرئيس الحريري بنص المادة 53 الفقرة 4 من الدستور التي تعتبر ان رئيس الجمهورية شريك في التأليف له حق تسمية الوزراء خصوصا وان النائب كنعان والوزير السابق زياد بارود اعدا دراستين تؤكدا دور شراكة الرئيس في التشكيل وليس فقط حق قبول أو رفض الأسماء المعروضة عليه .

 

3- لا ثلث معطلا في الحكومة لاي مكون بمعزل عن حجمها .

 

4- الانفتاح على نقاش حجم الحكومة 18 او 24 وعدم التمسك بحجم محدد.

 

5- الانفتاح على النقاش حول كيفية توزيع الحقائب على المذاهب وهذا كان هدف لائحة الرئيس عون الى الرئيس الحريري.

 

هدف المبادرة، بحسب المعلومات، خلق اجواء ايجابية تساعد على احداث خرق في التشكيل وتجاوز العقد والعقبات. وقد رحب بها الرئيس ميشال عون وكان متجاوبا لجهة تعاون الحريري من خلال الالتزام بالمادة 53 الفقرة 4 من الدستور وهذه النقطة تحظى بتأييد اكثر من موقع وشخصية وتفهم من اكثر العاملين على خط المعالجة والمبادرة.

 

بالفعل، بدأت مطلع الاسبوع عملية الاخراج، فأرسل الراعي وفدا الى عين التينه ليضع بري في اجواء الاجتماعات التي عقدها نهاية الاسبوع ويطلعه على المبادرة التي رحب بها بري ووجد انها تتقاطع مع افكاره ومبادئه. وتحولت الانظار الى بعبدا وبكركي وعين التينة وبيت الوسط.

 

تقر اوساط مواكبة للاتصالات الجارية ان عدم تواصل الحريري مع باسيل ولّد الاشكالية ولا بد من ان يتواصلا، كما تواصل مع القوى السياسية الاخرى المشاركة في الحكومة لتأمين الثقة لحكومته.ان هذه الاشكالية كانت موضع بحث بين العاملين على خط المعالجة لايجاد المخرج اللائق . وثمة سيناريوهات عدة لمعالجة الاشكالية لم يتم الاتفاق بعد على اي منها. ان احجام القوى السياسية المسيحية عن المشاركة في الحكومة باستثناء المرده والطاشناق ، اضطرت الرئيس عون الى التحرك لحفظ الحصة المسيحية وتأمين الغطاء المسيحي للحكومة بعدما اعلن التيار والقوات عدم المشاركة فيها .فطالما لا غطاء سياسيا ميثاقيا للحكومة ، يتولى الرئيس عون توفير التغطية للتشكيلة من خلال تسمية الوزراء المسيحيين فيؤمن لها الميثاقية .

 

هذا هو بازل الحكومة، ولانجاح المبادرة لا بد من مشاركة جميع المكونات. البحث يدور راهنا حول الخطوة التي يمكن ان تنطلق منها. وقد كان كلام وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الاخير والمواقف الاوروبية قاسية جدا باتجاه لبنان لفرض عقوبات على المعرقلين ودافعة اساسية لانهاء الوضع الخانق والازمة الضاغطة على الشعب والسير باتجاه حل الازمة. وتكشف المعلومات ان الاتصالات تتكثف بين المقار بعيدا من الاضواء وان اجتماعات مكثفة عقدت بين مسؤولين وموفدين لتذليل العقبات من طريق المبادرة وعندما تنضج الاتصالات يزور الراعي بعبدا وربما زارها بري ايضا.

 

ان مبادرة بكركي السياسية تهدف لتشيكل حكومة تعمل على تنفيذ بنود المبادرة الاقتصادية التي وضعها رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان والوزير السابق للاقتصاد منصور بطيش بعد موافقة الرئيس عون عليها وتتضمن الاتي:

 

1- المفاوضات مع صندوق النقد للمساعدة السريعة للوضع المالي والاقتصادي

 

2- استعجال اكمال التحقيق في فجوة الـ27 مليار دولارفي المالية الموجود في ديوان المحاسبة

 

3-تحقيق الاصلاحات المطلوبة عبر المشاريع الموجودة في المجلس واستعجال التصديق عليها

 

4-استعجال التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وسائر الادارات واعادة هيكلة القطاع المصرفي

 

5-استقلالية القضاء وتحريك ملف الفساد

 

6- ملء الشواغر في ادارات الدولة من خلال التعيينات

 

7- ملف الكهرباء

 

يترقب الجميع مواقف الرئيسين عون والحريري والسعي لاعادة الثقة بينهما لانها المنطلق والاساس لاي حل .ويتولى بري الحصول على الضمانات المطلوبة ليعيد تشغيل محركاته لدفع المبادرة وترتيب الامور بعد التشكيل ، بين الحريري وباسيل على ان يكون لبكركي دور في هذا المجال.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *