الإثنين , 23 ديسمبر 2024

نداء الوطن الراعي عن إقالة عون: إتبعوا الآليات الدستورية…. تحقيقات البيطار “ضربة عالحافر وضربة عالمسمار‎”!‎

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : تنقسم الآراء إزاء تقويم مسار التحقيقات التي يجريها المحقق العدلي الجديد في قضية انفجار ‏المرفأ، بين من يتوسّم خيراً بزخم انطلاقتها المتجددة لنبش خبايا الملف واستعراض مجمل ‏جوانبه الأمنية والإدارية والجرمية بعيداً من الضجيج السياسي والصخب الإعلامي، وبين من ‏يتوجّس ريبةً من “تكبير حجر” الاستماع إلى إفادات الموقوفين، توصلاً إلى تمهيد أرضية ‏إطلاق سراح بعض منهم وغضّ النظر عن الادعاءات التي سطرها المحقق العدلي السابق ‏فادي صوان بحق مسؤولين سياسيين‎.

وبين هذا الرأي وذاك، يسير القاضي طارق البيطار في خطواته تحت مجهر أهالي شهداء ‏انفجار الرابع من آب، ترقباً للمسارات التي سيسلكها والقرارات التي سيتخذها، على أن يكون ‏حينها “لكل حادث حديث”، وفق مصادر مواكبة للضغوطات السياسية التي مورست على ‏التحقيق العدلي بغية “حرفه عن سكة تحديد المسؤوليات الجنائية وحشره بزاوية التقنيات ‏والتعويضات”، مشيرةً إلى أنّ تحقيقات البيطار لا تزال تراوح حتى الساعة بين “ضربة ‏عالحافر وضربة عالمسمار”، وبالتالي فإنه “من المجحف في الوقت الراهن، الحكم على أدائه ‏قبل اتضاح انعكاس مسار تحقيقاته على القضية وجوهرها المتصل بكشف الحقائق وتوقيف ‏كبار المرتكبين‎”.

غير أنّ المصادر رصدت في المقابل، مؤشرات “لا تبشر بالخير” خلال الساعات الأخيرة، ‏تمثلت بإثارة قوى الثامن من آذار “زوبعة إعلامية” حول مسألة إفادة الوزير السابق يعقوب ‏الصراف، باعتباره يمتلك “معلومات وخرائط مهمة” تفيد التحقيق العدلي في انفجار المرفأ، ‏ونقلت في هذا السياق معطيات مستقاة من أكثر من جهة معنية بالقضية، تؤكد أنّ ما أثير بهذا ‏الخصوص “مبالغ فيه وأغلب الظن أنه يأتي في سياق استكمال تصفية الحسابات السياسية مع ‏القاضي صوان، من باب التصويب على كونه أهمل معلومات مهمة في تحقيقاته”، مبديةً في ‏الوقت عينه تخوفها من أن يكون تضخيم هذه المسألة “باباً جديداً من أبواب تسييس التحقيق ‏العدلي وأخذه في اتجاهات لوجستية، بغرض التعمية على جانب المسؤولية الجرمية للمسؤولين ‏السياسيين والتي نتج عنها انفجار المرفأ‎”.

وبينما عُلم أنّ المحقق العدلي يتجه إلى تحديد جلسة استماع قريبة لإفادة الصراف، يستكمل ‏البيطار هذا الأسبوع استجواب الموقوفين الـ25 قبل البت بطلبات تخلية السبيل، التي لوحظ ‏ارتفاع وتيرتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مع الإشارة إلى أنّ البيطار سطّر استنابة الى ‏هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان لمكافحة تبييض الأموال والإرهاب، تطلب كشف ‏مصدر الحوالة المالية التي أرسلتها شركة “سفارو ليمتد” البريطانية إلى وكيلها القانوني في ‏لبنان، وتحديد ما إذا كانت هذه الشركة التي موّلت شراء شحنة نيترات الأمونيوم تملك ‏حسابات شرعية في المصارف الخارجية‎.

وعن مسار التحقيق، توضح مصادر قضائية رفيعة لـ”نداء الوطن” أنّ المحقق العدلي الجديد ‏‏”بدأ من الصفر” في التحقيقات، بعدما تبيّن له وجود “نواقص كثيرة في تحقيقات سلفه”، وهو ‏يركز راهناً على استكمال استجوابات الموقوفين و”يستعجل إنجازها ما يضطره إلى البقاء ‏أحياناً حتى الليل في مكتبه، وقد حرص على الاطلاع على كامل تحقيقات القوى الأمنية ‏اللبنانية وتلك التي أجرتها أجهزة أمنية أجنبية‎”.

وإذ رجحت أوساط مواكبة للملف أن تشمل أولى إخلاءات السبيل التي سيصدرها البيطار، ‏الرائد في أمن الدولة جوزيف النداف وضباط الأمن العام وبعض الموقوفين من عمال ‏ومهندسين، تجزم المصادر القضائية بأنّ البيطار سيعمد “بطبيعة الحال إلى إطلاق سراح ‏بعض الموقوفين قريباً عندما ينتهي من الاستماع اليهم جميعاً”، من دون أن تستبعد “توقيف ‏آخرين لكن ليس في المدى القريب نظراً لتشعبات القضية والحاجة إلى الوقت لتحديد ‏المسؤوليات”، كاشفةً أنّ المحقق العدلي وضع “ثلاثة محاور في إطار عمله، المحور الأول ‏يتعلق بالباخرة ومسارها قبل أن ترسو في مرفأ بيروت، والثاني يتعلق بوضعية الباخرة بعد ‏دخولها المرفأ إلى حين إفراغ حمولتها، والمحور الثالث يتصل بسبب الانفجار، لناحية كونه ‏ناتجاً عن حادثة، أو أنه مفتعل ومدبّر”، ولفتت في هذا السياق إلى أنّ البيطار يتوسع في ‏تحقيقاته حيال “نقطة بارزة تتمحور حول كمية النيترات التي انفجرت في العنبر رقم 12، لا ‏سيما وأنّ بعض التقارير المنجزة سابقاً كانت قد أشارت إلى انفجار ما يقارب الـ2000 طن ‏من النيترات، قياساً على الحفرة والشعاع التدميري ضمن نطاق العاصمة، بينما أورد تحقيق ‏أمني غربي معلومات تفيد بانفجار 500 طن فقط من النيترات، ما يعني أن الكمية المتبقية ‏من أصل الشحنة المخزنة والبالغة 2700 طن سُرقت وهُرّبت من المرفأ‎”.

أما في مستجدات الملف الحكومي، فتتجه الأنظار إلى الإطلالة الجديدة للأمين العام لـ”حزب ‏الله” السيد حسن نصرالله لرصد مضامين خطابه، بعد البلبلة التي أثارها في إطلالته الأخيرة ‏ومساهمته في تفجير “لقاء الاثنين” الشهير بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة ‏المكلف سعد الحريري، بالتوازي مع إغضاب رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد تهميش ‏مكانته وتصويره ملحقاً بقرار “حزب الله” في الملف الحكومي والتصويب عليه في قضية حاكم ‏المصرف المركزي، ولعلّ زيارة النائب محمد رعد إلى عين التينة عشية إطلالة نصرالله أتت في ‏سياق تصحيح خطأ عدم تنسيق المواقف مع بري قبل إطلاقها‎.

لكن ما لفت الانتباه بقوة أمس، هو تشديد البطريرك الماروني بشارة الراعي على أنه لا يضع ‏‏”خطاً أحمر” حول مسألة إسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون، موضحاً أنّ إقالته “تحتاج إلى ‏آلية دستورية ترتكز على الخيانة الوطنية العظمى” متوجهاً إلى الداعين لذلك بالقول: “إتبعوا ‏الآليات الدستورية ونحن لا نضع خطاً أحمر حول أحد”، وأضاف أمام “لجان المجموعات ‏السيادية”: “لم نغطّ ولن نغطي يوماً أحداً ولم نضع خطوطاً حمراء أمام محاسبة أحد (…) ‏وليطل التدقيق الجميع مهما علا شأنهم، ولتنزل العقوبات بكل الفاسدين والمرتكبين ومن ‏وراءهم‎”.‎

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *