الإثنين , 23 ديسمبر 2024

باسيل يتحدّى بكركي: مذكّرة “بالحبر السرّي” للبابا فضيحة التلقيح تطيح مصداقية لبنان: التحقيق فوراً… و”الصحة” أولاً

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : منسوب الفيول يتناقص ووزير الطاقة بشّر اللبنانيين بالعتمة بعد نفاد المخزون نهاية آذار، أما ‏عداد إصابات ووفيات كورونا فيعاود الارتفاع على وقع تلاشي مفاعيل الإقفال العام وتحت ‏وطأة البطء الطاغي على عملية التلقيح والتخبط الحاصل في الآليات الرسمية المتبعة في إنجاز ‏المهمة الصحية وفق جدول أولويات الفئات المستهدفة في العملية بجرعاتها الشحيحة الأولى‎.

ولأنّ “دود الخلّ منو وفيه”، لم توفر السلطة فرصة “جرصة” جديدة لاحت أمامها من نافذة ‏لقاح “فايزر” فسارعت إلى مزاحمة الطواقم الطبية والمسنين والعجزة والدخول “خط ‏عسكري” على منصة وزارة الصحة، مكشرةً عن “سواعدها” لتلقي أولى جرعات اللقاح، ‏تعزيزاً لجهاز مناعتها ضد الإصلاح وتكريساً لذهنيتها الموبوءة بفيروس الفساد والمحسوبيات ‏و”ذوي القربى‎”.

فبين قصر بعبدا وعين التينة ووزارة الصحة، ضجت فضيحة تجرّع رئيس الجمهورية ميشال ‏عون وعقيلته وأعضاء الفريق اللصيق بعون ورئيس مجلس النواب نبيه بري مع عدد من ‏النواب، الجرعة الأولى من لقاح فايزر بموافقة من وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال ‏حمد حسن، من دون اعتماد معيار الأولوية المتبعة في منصة تسجيل الأسماء الرسمية ومن ‏دون موافقة اللجنة الوطنية لإدارة ملف اللقاح، “وبلا تقديم أي تبرير واضح لما حصل”، ‏حسبما أكد رئيس اللجنة الوطنية لإدارة ملف اللقاح الدكتور عبد الرحمن البزري خلال مؤتمر ‏صحافي طارئ عقده أمس، على خلفية هذه الفضيحة التي كان بصدد الاستقالة من منصبه ‏احتجاجاً عليها، باعتبارها “خرقاً لا يمكن السكوت عنه وإسفيناً تم دقه في مراحل خطة التلقيح، ‏ما وضع اللجنة في موقف حرج” أمام البنك الدولي، الذي هدد بتعليق تمويل حملة اللقاحات في ‏لبنان، مؤكداً على لسان المدير الإقليمي للبنك ساروج كومار جيها بأنّ ما جرى من تلقيح ‏لبعض المسؤولين “يخرق الخطة الوطنية المتفق عليها للتطعيم العادل”، وأضاف: “أناشد ‏الجميع، أعني الجميع، وبغض النظر عن منصبكم، أن تسجلوا أسماءكم وتنتظروا دوركم‎”.

وبينما آثرت وزارة الصحة التزام الصمت وعدم التعليق على الفضيحة المدموغة بموافقتها، ‏خرج نقيب الأطباء شرف أبو شرف عن صمته فأكد وجود العديد من المخالفات في عملية ‏التلقيح، كاشفاً أنّ “أناساً ليست لهم الأولوية أو لم يتم تسجيل أسمائهم على المنصة تلقوا ‏اللقاحات، بينما لا يزال بعض العاملين في المجال الطبي وكبار السن ينتظرون”. وإزاء ذلك، ‏دعت مصادر صحية إلى ضرورة “إجراء تحقيق فوري ذي مصداقية أمام المجتمع الدولي ‏عموماً والبنك الدولي خصوصاً، بغية تحديد المسؤوليات تجاه عملية تجاوز الآليات الرسمية ‏المتبعة في عملية التلقيح وكشف المسؤولين عن هذه “الزعبرة”، التي كادت تطيح بالتمويل ‏الدولي لتلقيح اللبنانيين”، مع تشديدها على أهمية “عدم رهن هذا الملف بقنوات الدولة لما ‏يشوبها من شوائب مشهودة في المحسوبية والفساد، وتشريع الباب أمام دخول القطاع الخاص ‏على خط استيراد اللقاح، والعمل على تسريع الوتيرة البطيئة التي تعتمدها وزارة الصحة في ‏توزيع اللقاح على المواطنين والمقيمين‎”.

أما على المقلب الآخر من المشهد، فبرزت أمس رسالة دعم أممية لطروحات البطريرك ‏الماروني بشارة الراعي السيادية حملتها القائمة بأعمال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة ‏في لبنان نجاة رشدي إلى بكركي، حيث تباحثت مع الراعي “في مستجدات الأزمة الاقتصادية ‏والاجتماعية المتفاقمة وتأثيرها على الشعب اللبناني، واستمعت إلى طرحه وآرائه بشأن عقد ‏مؤتمر دولي من أجل لبنان”، وفق ما جاء في بيان مركز الإعلام في الامم المتحدة. ونوّه البيان ‏بأنّ رشدي جددت للبطريرك الماروني “دعم الأمم المتحدة الطويل الأمد والمستمر للبنان ‏بالتعاون مع شركاء دوليين آخرين”، مشدداً على أنّ “الأمم المتحدة تأمل أن يعطي قادة لبنان ‏الأولوية للمصلحة الوطنية اللبنانية وأن يتجاوزوا بسرعة خلافاتهم لتشكيل حكومة جديدة، ‏لمعالجة التحديات العديدة في البلاد وتلبية تطلعات الشعب اللبناني وتطبيق الإصلاحات ‏اللازمة”، مع التأكيد على “التزام الأمم المتحدة بدعم لبنان واستقراره واستقلاله السياسي ‏وسيادته‎”.

وفي المقابل، يبدو رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عازماً على رفع سقف التحدي ‏في مواجهة طروحات بكركي الوطنية، التي لا تتقاطع مع تطلعات العهد العوني عموماً ‏وتطلعات باسيل السياسية والشخصية. وفي هذا السياق، غداة تعمّده في إطلالته المتلفزة ‏الأخيرة تهميش مبادرة البطريرك الراعي ونداءاته إلى الأمم المتحدة لرعاية عقد مؤتمر دولي، ‏يرعى حلاً لبنانياً حافظاً للكيان والهوية والدستور في البلد، بادر باسيل أمس إلى إرسال ‏‏”مذكرة” إلى البابا فرنسيس عبر السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سپيتاري، ‏حملها إليه النائب سيزار أبي خليل والوزير السابق منصور بطيش أمس‎.

وإذ تكتم الوفد الثنائي عن مضمون مذكرة باسيل إلى البابا واكتفى بالتطرق إلى عناوين ‏بالعموميات تتعلق بالوجود المسيحي ودوره في الشرق، حاولت “نداء الوطن” تقصي ما ‏تضمنته المذكرة، غير أنّ أوساط ميرنا الشالوحي رفضت الإفصاح عما حملته إلى الحبر ‏الأعظم، مكتفيةً بالإشارة في معرض المزاح إلى أنّ الرسالة مكتوبة “بالحبر السري” ‏ومحتواها أصبح في عهدة الحاضرة الفاتيكانية‎.‎

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *