الإثنين , 23 ديسمبر 2024

الوفاء للمقاومة دانت الاتهام السياسي: إذا لم يتوافق اللبنانيون على الرؤية الإصلاحية للحكومات المقبلة فالتعثر سيبقى قائما ومن دون أفق

أشارت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان اثر اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، الى أن “يوم الحادي عشر من شهر شباط، هو يوم الثورة الإسلامية المباركة في إيران، حيث أطلت فيه على البشرية برؤية استراتيجية ومنهج تغييري يعبران معا عن هوية حضارية مغايرة لهوية الغرب الاستعماري، واستطاعت أن تفرض نفسها في العالم المعاصر مركز استقطاب ثوري ونقطة انجذاب تهوي إليها كل الشعوب والحركات التي تنشد تحريرا لأرضها من غزو معتدين، أو تحررا لإرادتها من سطوة طواغيت مستبدين”.

 

ولفتت إلى أنه “اليوم الذي يشهد أيضا لعظمة هذه الثورة، بعد اثنين وأربعين عاما على انتصارها، وعلى سيرها الحثيث نحو اكتفائها الذاتي وتوسيع قدراتها المتنامية، وعلى أهليتها لقيادة الصراع ضد تحالف قوى العدوان والتسلط وعلى رأسها الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة والكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين. ويشهد لقدرة هذه الثورة أيضا على إفشال كل سياسات احتوائها ومحاصرتها وفرض العقوبات عليها والتنكر للاتفاقات معها. وها هو الخامنئي القائد على نهج الخميني الرائد، دائم التنبه لتحركات الأعداء وإغوائهم، ملتزم مقالة أمير المؤمنين الإمام علي حين قال: فإن العدو ربما قارب ليتغفل (أي: ليتحين الغفلة)، فخذ بالحزم…”.

 

وقالت: “على بعد أيام من مناسبة انتصار هذه الثورة، وفي 16 شباط الجاري بالتحديد، تطل علينا في لبنان ذكرى الشهداء القادة للمقاومة الإسلامية سماحة السيد عباس الموسوي وسماحة الشيخ راغب حرب والقائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية رضوان الله عليهم جميعا، وهم قادة شهداء لمقاومة إسلامية استطاعت أن تقدم نموذجا فريدا وجاذبا من خلال الهوية التي تلتزمها والرؤية التي تتبناها والمنهجية الواقعية والشجاعة التي تتوسلها للانتقال من مرحلة إلى أخرى، دون أن تغمض لها عين عن ظروف محيطها العربي البائس الذي تخالطه أو عن التحديات التي تواجهها مع حلفائها في لبنان والمنطقة عموما”.

 

أضافت: “المقاومة الإسلامية تتميز بأنها استطاعت أن تربي أجيالها المتعاقبة على الأصالة والمرونة في آن، فلا تخرج الأصالة عن حدودها ولا تتخطى المرونة الضوابط المرسومة لها لتقع في غواية تبديل الهوية، أو تستسهل تبديل الرؤية أو تغيير المنهجية. للثورة الإسلامية الإيرانية ولقائدها الولي الفقيه السيد الخامنئي دام ظله وللمسؤولين فيها ولشعبها العظيم المقدام والمضحي، وللمقاومة الإسلامية في لبنان ولسيدها ولقادتها الشهداء وللمجاهدين من ابناء أبناء شعبها، أسمى وأعز التبريكات لما أنجز من قدرات وانتصارات ولما تحقق من تطوير وتمكين. والله يضاعف لمن يشاء إنه ذو الفضل الكريم”.

 

وأوضحت الكتلة أنها “إذ خصصت اجتماعها اليوم للتداول في أبعاد ودلالات هاتين المناسبتين، لم تغيب عن اهتماماتها الشؤون والقضايا المحلية والإقليمية التي أفردت لها الفقرات الآتية المتضمنة خلاصة ما انتهت إليه بشأنها:

 

1- إن القوى والجهات السياسية كافة في لبنان، مدعوة لتوظيف مواقفها وجهودها المختلفة، من أجل حفظ لبنان وتحصين سيادته ومناعة شعبه ضد الانزلاق نحو درك التبعية والتقليد الأعمى للدول النافذة على الصعيد السياسي والحضاري.

إن رؤية اللبنانيين التي ينبغي أن تخدم الهوية الوطنية هي الرؤية التي تمنع تدخل العدو وحلفاءه من فرض سياسات ومناهج تتعارض ومصالح أبناء البلاد.

وبكل وضوح وصراحة، ما لم يتوافق اللبنانيون على الرؤية والمنهجية الإصلاحية للحكومات المقبلة، فإن التعثر سيبقى قائما ودون أفق، ولذلك فإن قدر اللبنانيين أن يتفاهموا ولو على المستوى المصرفي أو الاقتصادي تماما كما يحصل على الصعيد الصحي الذي تتغلب فيه روح التوافق المهني على كل ما عداها.

 

2- إن البلاد اليوم بأمس الحاجة إلى تضافر جهود كل المؤسسات الدستورية للنهوض بأعبائها وانتشالها من تحت ضغوط الأزمات المتعاقبة التي ألمت بها سواء على الصعيد المالي والاقتصادي أو على الصعيد الصحي والإداري أو غير ذلك، ومع التقدير التام لما تؤديه حكومة تصريف الأعمال من مهام، إلا أن المرحلة تتطلب دون أي تأخير تشكيل حكومة جديدة معززة بصلاحياتها الدستورية الكاملة وقادرة على التصدي بإقدام وسرعة لتحقيق مصالح اللبنانيين ورعاية شؤونهم في الداخل والخارج.

 

3- إن بيان الإدانة الذي أصدره حزب الله حول قتل الناشط لقمان سليم، يعبر حكما عن موقف كتلة الوفاء للمقاومة، التي تجدد اليوم مطالبتها الأجهزة القضائية والأمنية المختصة العمل سريعا على كشف المرتكبين، ونعتبر أن الحملات الاعلامية الموجهة والاتهام السياسي والإدانة المتعمدة القائمة على البهتان والافتراء واستباق نتائج التحقيقات، أعمال مدانة تستوجب الملاحقة والمحاسبة لانها تستهدف التحريض وإثارة الفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي ومشغلته أمريكا.

 

4- خلال أزمة الكورونا فقد لبنان العديد من رجالات السياسة والشأن العام ورجال الأعمال الوازنين، وكان من بينهم الزميلان الكريمان النائبان ميشال المر وجان عبيد.

إن الكتلة تتقدم بآيات العزاء لعائلات ومحبي الأعزاء الراحلين وأمثالهم من المواطنين والأصدقاء الذين فقدناهم إبان محنة الكورونا، وتأمل أن ترتاح أرواحهم عند الملأ الأعلى، إنه أرحم الراحمين.

 

5- إن تعهد الإدارة الأمريكية الجديدة على لسان رئيسها جو بايدن، التركيز على القيم الديمقراطية، لن تكون له أي مصداقية طالما استمر الالتزام الأمريكي بدعم وحماية الإرهاب الصهيوني وتغليب مصالح الكيان الغاصب لفلسطين على كل مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني.

كما أن إعلان أمريكا وقف دعم قوى تحالف العدوان على اليمن وشعبها لن يكون له قيمة عملية وأخلاقية اليوم خصوصا بعد فشل التحالف وهزيمته الميدانية أمام بسالة وصمود الشعب اليمني المظلوم”.

 

وخلصت الى أن “الموقف المطلوب اليوم، هو صياغة حل سياسي يوقف العدوان السعودي على اليمن ويلزم المعتدي بفك الحصار الجوي والبحري والتعويض عن الخسائر التي تكبدها اليمن وشعبه إبان الحرب العدوانية عليه”.

 

 

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *