أكدت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال ريا الحسن، انه “من غير المقبول التعرض للصحافيين وهو أمر لا يمكن تبريره، لكن القوى الامنية تعبت والجهوزية ترتفع احيانا الى نسبة 100%، فالعناصر تبقى من دون نوم وتتعرض للشتائم ورمي الاحجار والحديد”.
وقالت الوزيرة الحسن، خلال لقائها أمام مدخل وزارة الداخلية، في حضور مستشارها العميد فارس فارس وكبار ضباط الوزارة، اعلاميين ومصورين صحافيين اعتصموا احتجاجا على ما تعرض له الاعلاميون امس الاربعاء مقابل ثكنة الحلو في كورنيش المزرعة ويوم الثلاثاء في شارع الحمرا: “انا أقدر وقفتكم هنا اليوم، وأنتم تعرفون موقفي جيدا من التظاهرات السلمية منذ انطلاق الحراك في 17 تشرين الاول. منذ البداية أنا معكم، ومع تسلمي لمهامي في الوزراة أصدر الاوامر بعدم التعامل العنفي، وهذا ما أصريت عليه منذ بداية الثورة”.
اضافت: “لقد كان التعامل حضاريا منذ 3 اشهر على الرغم من الضغوطات التي تطالب بتعامل أشد قسوة. فأرجوكم، لا تظنوا ان ما حصل بالامس نابع من أوامر عليا، فلم يصدر عني او عن أي من قادة الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية أي أمر بالتعرض العنفي لاي متظاهر او صحافي او مصور، لكن ما أردت قوله هو ان العناصر الامنية تعبت وهذا الأمر لا يبرر ما حصل، وهم خائفون كما انتم، والجهوزية ترتفع الى مئة بالمئة أحيانا وتبقى العناصر من دون نوم وتتعرض للشتائم ورمي الاحجار والحديد، ما يجعل الاحتكاك أقرب وأقوى، ورغم ذلك نحن لا نبرر التعرض لاي انسان. اتمنى ان تضعوا انفسكم مكان هؤلاء العناصر الذين يتعرضون لهذا الضغط بحيث اصيب منهم 100 عنصر”.
وتابعت: “ما حصل بالامس لا يمكن تبريره وغير مقبول التعرض للصحافيين، وانا أتحمل المسؤولية كاملة لانني رأس الهرم، لكنني لم أصدر أي أمر ولا نية لأحد من قادة الاجهزة الامنية بإعطاء أوامر في هذا الخصوص”.
بدوره، قال الصحافي جاد شحرور: “ان ما حصل بالامس موثق بالصور وعبر شاشات التلفزة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه ليس المشهد الاول للقوى الامنية منذ 17 تشرين الاول 2019. لقد ذكرت ان تعاملا حضاريا كان سائدا، لكن كل مراكز حقوق الانسان الموجودة في بيروت ولبنان وثقت ما تعرض له زملاؤنا الصحافيون من تكسير للمعدات وتهديدهم، وهذا امر غير مقبول. قد يكون لديك معطيات، لكن معطيات الشارع واضحة جدا، وهذا ما تم نقله عبر شاشات التلفزة، والملفات موجودة في القضاء”.
اضاف: “ما أود قوله، انه من الحسن ألا تكون هناك أوامر كما ذكرت، لكن يجب ان تكون هناك محاسبة شفافة وواضحة لتحديد المعتدي على الصحافي، وادانة من أصدر الاوامر لهذه القوى الامنية، فلم يكن هناك تصرف حضاري”.
الحسن
وردت الوزيرة الحسن: “برأيك، ان الدور الذي لعبته القوى الامنية طوال 3 اشهر لم يكن حضاريا؟”. وقالت: “ان القوى الامنية منكم ولكم، وهم بشر، وأكرر القول ان ما حصل بالامس غير مقبول ومدان ولا يجب ان يتكرر، وأنا سأغادر الوزارة قريبا وأتمنى على الحكومة المقبلة ان تتعامل بشكل أفضل”.
يذكر ان الوزيرة الحسن أوفدت في بداية الاعتصام مستشارها العميد فارس، الذي فاوض المعتصمين، طالبا منهم تشكيل وفد للقاء الوزيرة الحسن، الا ان الصحافيين المعتصمين رفضوا طلبه، شارحين له ما تعرضوا له من إهانات وشتائم وضرب مبرح غير مبرر وإساءة معنوية وجسدية. وطالبوه بإبلاغ الوزيرة الحسن الانضمام اليهم ولقاءهم لشرح ما حصل معهم ودعوتها الى اتخاذ الموقف المناسب بحق المعتدين عليهم.
ثم استقبلت الوزيرة الحسن في مكتبها وفدا من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، الذي دعا القوى الامنية الى “ضرورة التعامل مع الصحافيين برأفة واحترام لانهم يقومون بواجبهم المهني ويعرضون أنفسهم للمخاطر لايصال الحقيقة وتغطية الاحداث في لبنان والعالم”.