اعتبر رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أن “من يعمل في الشأن العام دائما معرّض للحساب، والانتخابات هي الوسيلة للمحاسبة، وإذا كان يوجد قضاء عادل ويعمل من الطبيعي ان نعيش المحاسبة”، وقال “لدي أعداء في الداخل والخارج، نحن محكومون بالتفاهمات ولا يمكن لأي فريق ان يحكم لوحده وعلى الناس ان تجلس مع بعضها البعض، هذا النظام السياسي كله عمليا أتينا إليه وهنا النظرة إلينا اننا اندمجنا به وهذا ما ندفع ثمنه”.
وفي حديث الى تلفزيون “الجديد”، أكد باسيل “أننا لم نشارك في الفساد ولم نسكت عنه، وإذا قمت بتفاهمات مع كل الناس فهذا أمر صعب فهذا يدل على قدرتنا بالجمع من أجل ان يسير البلد، عندما يكون لدينا موقف من ملف النازحين سيعادينا الخارج بالطبع وهذا الأمر ينطبق على ملف النفط والغاز”.
ورأى أنه “من الخطأ محاربة الفساد بالتفاهم، لم نتخاو أي يوم مع النظام وصرنا جزءا منه، هناك من لا يريد الكهرباء في البلد ويستفيد من هذا الوضع ونحن منذ 10 سنوات نختلف على هذا الملف ونعمل على القطعة من أجل مصلحة البلد والمعادلة المستحيلة هي اصلاح البلد مع من كان شريكا بالفساد”، مشيرا إلى أن “معارك لبنان متعددة، هناك موضوع الاستقرار السياسي والموضوع الخارجي والموضوع الثالث هي القطاعات الداخلية الخاصة بحياة الناس”.
وقال: “أتحمل مسؤولية ما قمت به ولست شريكا بالفساد مع أحد والحقيقة تبقى واحدة وقد لا ترضي الناس لكنها تبقى واحدة وكل من اختلفنا معهم على موضوع الكهرباء منذ 10 سنوات حتى اليوم أعلنوا عن انفسهم حتى اليوم”، متسائلا “لماذا اعتبار اننا نسكت في وقت نحن نختلف مع الجميع من أجل هذا الملف؟ الناس تريد النتيجة وأنا قمت بواجبي لكنني لست كل الدولة”.
أضاف: “أكثر ما يزعجني ان الناس تقول اننا سكتنا، إلا اننا لم نسكت أبدا ونحن أكثر من تكلم وتشاجرنا مع الجميع ولم أساير يوما وأعرف انه لدي مسؤولية تحكمني بالوصول إلى الهدف، وأعرف انه إذا أنا معارض استطيع ان أعارض من أجل الوصول إلى الهدف”، معتبرا أن “هذا النظام “مش ماشي حالو” ويجب تغييره وموضوع الفساد والخيارات المالية والاقتصادية الخاطئة أوصلتنا إلى ما نحن عليه والحل بمحاربة الفساد في القضاء”.
وتابع باسيل: “نحن بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد، وهذا الاهتراء لا يمكن ان نتعاطى معه بهذا الشكل، فالدولة دخلت بنمط تدمير ذاتي”.
وأشار إلى أن “الطائف هو دستور يمكن تعديله بآلياته”، معتبرا أن “الأولوية هي دفع الناس للبقاء في هذا البلد لا إفقارهم، والأولوية أيضا هي الخروج من هذه الحفرة التي نحن فيها”، وقال: “نحن اليوم إما أمام الانهيار الكبير أو الخلاص. وأذكر بكلمتي في 13 تشرين عندما قلت للناس إن حكامكم لا يشعرون بكم، وسنقلب الطاولة، وأعتقد أنني كنت أرى اننا سنصل إلى ما وصلنا إليه”.
أضاف: “نحن شباب عشنا النضال وأتينا من الشارع، والناس كانوا دائما قوتنا. ما نطالب فيه بالشارع وما نطالب فيه على طاولة الحكومة، هو نفسه بأن نصل إلى دولة من دون فساد، وتحقيق حقوق الناس بالحياة الكريمة. لا نريد ان نكون في أي مشروع فشل جديد للحكومة، فنحن نعمل على ان يكون مشروع نجاح. أنا رئيس كتلة نيابية، فهل أحرم من أن أعطي رأيي؟ عندما أسأل أعطي رأيي، وهذا أمر طبيعي لأنني رئيس كتلة نيابية”.
وتابع باسيل: “أتيت إلى وزارة الاتصالات في عام 2008، ووضعوا لي تحديا بخفض فاتورة الخلوي، فخفضناها من 75 دولارا الى 32 دولارا للفرد، فهل يتذكر أحد؟ وفي السنة نفسها، لم أنجح في الانتخابات النيابية. كان هناك توظيف مبرر في وزارة الاتصالات خلال تولي نقولا الصحناوي الوزارة. وعندها، سألته عما يقال عن التوظيف، فقال: احتجنا إلى التوظيف بسبب توسيع الشبكة. واليوم، يقول ان التوظيف حصل بناء على طلب رفعته الشركات”.
وأردف: “يمكن للوزير ان يخطئ في عمله، ففي النهاية هو انسان، ومن لا يعمل لا يخطئ”.
وفي موضوع كازينو لبنان، قال باسيل: “هناك قرار اداري بمنع التوظيف، وهذا الأمر لا دخل لنا به. والكلام عن توظيف في وزارة الخارجية غير صحيح”.