استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بعد ظهر اليوم، في “بيت الوسط”، وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل والوفد المرافق، وتركز البحث على مجمل التطورات في لبنان والمنطقة، واستكملت المباحثات الى مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري في المناسبة.
بعد الاجتماع، قال هيل: “انا في لبنان اليوم بناء على طلب وزير الخارجية مايك بومبيو لألتقي القادة اللبنانيين وأنقل اليهم قلقنا حيال الأوضاع الراهنة في لبنان. لقد انتهيت للتو من لقاء وغداء عمل مع الرئيس سعد الحريري. كما التقيت سابقا اليوم رئيسي الجمهورية ومجلس النواب، ونقلت لكل من هؤلاء القادة الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات إصلاحية جدية ومستدامة من شأنها أن تعيد لبنان على سكة الامن والازدهار”.
أضاف: “لفترة طويلة جدا من الزمن، وضع العديد من الزعماء أولويات احزابهم ومصالحهم الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة الوطنية. واليوم، نرى آثار هذا النمط. إن هذه الاحتجاجات التاريخية وغير الطائفية والسلمية الى حد كبير التي بدأت منذ اكثر من شهرين، تعكس مطالب الشعب اللبناني بضرورة القيام بإصلاحات اقتصادية ومؤسساتية وحوكمة افضل ووضع حد للفساد المستشري في لبنان، والذي يعيق قدراته الهائلة”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تستمر في حث القوى الأمنية اللبنانية على متابعة تأمين سلامة المتظاهرين وامتناع جميع الأطراف عن استعمال العنف او تكتيكات التخويف”، وقال: “ان الولايات المتحدة، لطالما كانت عبر عقود من الزمن، شريكة للبنان، وهي مستعدة لمساعدته في فتح صفحة جديدة من الازدهار الاقتصادي يتسم بالحوكمة الجيدة الخالية من الفساد. كما أننا، وإلى جانب أصدقاء آخرين للبنان، يمكننا القيام بذلك فقط، حين يتخذ القادة اللبنانيون التزامات واضحة وثابتة وذات مصداقية للقيام بالإصلاحات. وليس للولايات المتحدة أي دور أو كلمة أو قرار حيال من يترأس الحكومة او أعضائها، وهذا لا يمكن إلا لقادة لبنان الذين انتخبهم الشعب اللبناني بأن يقوموا به”.
وختم: “ما يهمنا جميعا هو مدى التزام قادة الأحزاب والمجتمعات الوفاء بالتزاماتهم لخدمة حاجات الشعب من خلال الاستجابة لمطالبه والاستماع الى الأصوات التي يطلقها، وعندها فقط يمكن للمجتمع الدولي أن يوظف قدراته لمساعدة هذا البلد”.