قال الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب، بعد استدعائه لتكليفه في قصر بعبدا:
“تبلغت من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نتائج الاستشارات النيابية الملزمة، وفقا للدستور، وتكليفي بمهمة تشكيل الحكومة العتيدة. بداية، أتوجه بالشكر العميق إلى فخامة الرئيس، وإلى السادة النواب على هذه الثقة التي منحوني إياها، والشكر موصول أيضا إلى جميع السادة النواب على أمل أن نستطيع الحصول على ثقتهم عندما ننجز تشكيل الحكومة التي سأعمل، بالاتفاق مع فخامة الرئيس، واستنادا إلى الدستور، لتكون حكومة بمستوى تطلعات اللبنانيين: تلامس هواجسهم، وتحقق مطالبهم، وتطمئنهم إلى مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمر بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطة إصلاحية واقعية لا تبقى حبرا على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعا”.
أضاف: “سوف أعمل جاهدا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، من خلال التشاور مع رؤساء الحكومات السابقين الذين سأستفيد من آرائهم ونصائحهم ومع الكتل النيابية وسائر النواب. سأتوسع في المشاورات التي سأجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضا الحراك الشعبي. سأستمع لكل الآراء لكي ننطلق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية”.
وتابع: “إن المرحلة دقيقة جدا وحساسة، وتتطلب جهدا استثنائيا وتضافر جميع القوى السياسية، في الحكومة وخارجها، فنحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تحصن البلد وتعطي دفعا لعملية الإنقاذ التي يجب أن تكون أولوية في حسابات الجميع، بهدف الخروج من حالة الشك التي وصلنا إليها، إلى حالة اليقين واستعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، عبر إعطائهم الثقة بمستقبل واعد”.
وأردف: “إنني ومن موقعي كمستقل، أتوجه اليكم بصدق وشفافية، أنتم الذين عبرتم عن غضبكم ووجعكم، لأؤكد أن انتفاضتكم أعادت تصويب الحياة السياسية في لبنان، وأنكم تنبضون بالحياة ولا تستسلمون لليأس، وأنكم أنتم مصدر السلطات فعلا لا قولا. على مدى 64 يوما، استمعت إلى أصواتكم التي تعبر عن وجع مزمن، وغضب من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصا من استفحال الفساد. وكنت أشعر بأن انتفاضتكم تمثلني كما تمثل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبق على الجميع. هذه الأصوات يجب أن تبقى جرس إنذار بأن اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول، وأن الدولة هي ملك الشعب، وأن بناء المستقبل لا يكون إلا بالتفاعل مع مطالب الشعب”.
وقال: “جهودنا جميعا يجب أن تتركز على وقف الانهيار، وعلى استعادة الثقة، وعلى صون الوحدة الوطنية عبر تثبيت جسور التلاقي بين جميع فئات الشعب اللبناني، وعلى حماية أرضنا وثرواتنا الوطنية، برا وبحرا. إن التمسك بالحريات العامة هو صمام أمان لحماية ورشة الإنقاذ، وأي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع وتعيش في برج عاجي، ولن تستطيع حماية البلد. من هنا، أدعو اللبنانيين، في كل الساحات والمناطق، إلى أن يكونوا شركاء في إطلاق ورشة الإنقاذ”.
أضاف: “إن الاستقرار، السياسي والأمني، هو اليوم ضرورة قصوى، وهو حجر الزاوية في حماية البلد. ولذلك، إنني أتوجه بالتحية إلى الجيش اللبناني، وإلى قوى الأمن الداخلي، وجميع الأجهزة العسكرية والأمنية، قيادة وضباطا وأفرادا، على الجهد الذي يبذلونه لحماية الاستقرار. كما أشكر الإعلام اللبناني الذي أكد أنه منارة هذا الشرق، وأدعوه إلى أن يكون شريكا معنا في عملية الإنقاذ. أجدد شكري للجميع، وأتوكل على الله في مهمتي، فهو حسبي ونعم الوكيل”.