أخبار عاجلة

باسيل ترأس اجتماع لبنان القوي: مستعدون لأن نبادل وجودنا في الحكومة بأي عامل نجاح كبير لها

عقد تكتل “لبنان القوي” اجتماعه الدوري برئاسة رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي.

وبعد الاجتماع، تحدث باسيل عن الوضع الحكومي فقال: “موضوعنا اليوم يتعلق بالحكومة وتأليفها والتي هي بالنسبة إلينا، اولوية مطلقة من أجل وقف الانهيار المالي والاقتصادي لتثبيت الوضع المعيشي والشعبي والأمني ولإعادة اطلاق العجلة الاقتصادية والانتعاش النقدي”.

أضاف: “سأقول كلاما أوليا لشرح ما حصل لأنها المرة الأولى التي نتناول فيها هذا الموضوع، معروف ان موقفنا الأساسي كان ان تكون الحكومة مؤلفة من اخصائيين بخلفية سياسية مدعومة، مؤلفة من القوى السياسية ميثاقيا ويتمثل فيها الحراك بالشكل اللازم وتحظى بثقة الناس وثقة المجلس النيابي، وهذا اول ما تقدمنا به ولم تتم الموافقة عليه. ومعروف ايضا، ان موقف دولة الرئيس الحريري كان انه يريد ترؤس حكومة تكنوقراط وحياديين ولم تتم الموافقة على طرحه، وأعلن انه لا يريد تأليف حكومة. ومعلوم ايضا، ان الثنائي الشيعي طرح حكومة مختلطة اي تكنوسياسية برئاسة دولة الرئيس الحريري، وهو لم يوافق وسقط هذا الطرح. وإزاء ذلك تم الاتفاق منذ اكثر من اسبوعين على الصيغة التالية: ان تتشكل حكومة برئاسة شخصية موثوقة يدعمها دولة الرئيس الحريري بالكامل، بالتسمية والثقة، ويتم التوافق عليها وتكون مفتوحة للجميع للمشاركة فيها والحراك ايضا، على اساس احترام التوازنات القائمة في نظامنا البرلماني وفي الحكومة ويتمثل فيها كل طرف بحسب ما يريد هو من سياسيين واخصائيين، ومعروف كل منا مواقفه في هذا الموضوع، على أن يكون طابعها الغالب هو طابع انجاز من أصحاب كفاءة واختصاص ونزاهة بإمكانهم ان يحققوا، بعيدا عن الخلافات السياسية”.

وتابع: “دار الحديث منذ اسبوعين حول الأسماء والتركيبة بمشاركة الأطراف المعنية وكان دور التيار منفتحا ومرنا ومسهلا جدا ليأتي التكليف مسهلا للتأليف، لانه لا يجوز أن يتعرقل ولا ان يتأخر في هذا الظرف الخطير والصعب الذي نمر به. لقد تحملنا كثيرا في المرحلة الماضية اتهامات غير صحيحة، بمطالب وشروط وبعرقلة التكليف، وسكتنا منعا لتأزيم الوضع لان الأولوية بالنسبة إلينا هي النجاح بالتكليف وبالتأليف وبالثقة لنخرج من حال عدم وجود حكومة وتكون لدينا حكومة تتحمل مسؤوليتها وتبدأ العمل. وعلى هذا الأساس، يستعمل رئيس الجمهورية صلاحياته بحكمة وهدوء كي نتمكن من تحقيق هذه الأمور الثلاثة معا، التكليف، التأليف والثقة وكي لا يدخل البلد مجددا في مجهول أخطر من المجهول الذي دخل فيه باستقالة الحكومة”.

وقال: “نأمل خيرا ان تكون الأمور شارفت على خواتيم سعيدة وأصبح بإمكاننا ان نتحدث عن موقفنا نحن من الحكومة ورئيسها، والذي يرتكز على هدف واحد فقط، لدينا معيار واحد هو التنفيذ والإنجاز والنجاح، وان تتمكن هذه الحكومة من النجاح في الاقتصاد والمال والأمن واستقرار البلد الذي يبقى أهم من اي أمر آخر. “كلنا رخاص والبلد غالي” عندما نصبح أمام هذا المعادلة. لذلك، فإن تسمية رئيس الحكومة اولا ومشاركتنا في الحكومة ثانيا وإعطاءها الثقة ثالثا، مرتبط فقط بإمكانية تحقيق هذا الهدف وهو النجاح، والمطلوب أن نثق بتحقيق الحكومة لهذا الامر، وثقة الناس وثقة المجلس النيابي، والثقة تعطى منا في البداية ومن المجلس النيابي ولكن الحكومة تأخذها من الناس بعملها وبإنجازها وبنجاحها”.

أضاف: “هذا هو موقفنا الحقيقي، وكلنا نقر بأن الخطط والمشاريع جاهزة وموجودة وما على الحكومة الا التنفيذ، طبعا الحكومة هي التي تقرر ذلك وهي سيدة قرارها ببيانها الوزاري وبالاصول الدستورية، ولكن كلنا نجمع على انه يجب أن نقر موازنة ال 2020 وننفذ الورقة الإصلاحية وخطة الكهرباء وخطة النفايات وسيدر والخطة الاستثمارية الإنشائية والاقتصاد المنتج عبر ماكينزي والنفط والغاز وغيرها”.

وقال باسيل: “المهم التنفيذ، هذا هو الشيء الذي يتوقعه جميعنا من الحكومة العتيدة. وأنا لا أستطيع أن أتصور ولا أحد من اللبنانيين يتصور أنه يمكن أن تكون هناك حكومة تتبع السياسة المالية والنقدية نفسها التي أوصلتنا الى هنا. أكيد أن الحكومة كما ينص القانون ستضع بالتعاون مع مصرف لبنان سياسة مالية ونقدية جديدة تخرجنا من هذا الوضع الذي نحن فيه، وأكيد أننا لا نستطيع البقاء في السياسة عينها لا شكلا ولا مضمونا ولا تنفيذا، وإن كان الأمر خلاف ذلك وهناك أحد يعتقد أنه علينا اتباع السياسة ذاتها، الأمر بسيط فنحن لا نجد مشكلة في عدم المشاركة فيها من دون أن نقوم بأية إشكالية”.

أضاف: “نحن لا نتصور مثلا أن أحدا يوافق على أن يكون في الحكومة وزراء فاسدون يتسلمون حقائب وزارية وإن كان من يخالفنا الرأي في هذا الأمر لا مشكلة، نحن لن نكون في الحكومة، ونبقى خارجها من دون أية مشكلة. كذلك نحن لا نستطيع أن نتصور أن تكون هناك حكومة تتفرج على الفساد ولا تتخذ القوانين والإجراءات اللازمة، وإن كان خلاف ذلك وإن كان هناك أحد يخالفنا الرأي فلا مشكلة لدينا بعدم المشاركة في الحكومة”.

وتابع: “إذن هذه المرة وجودنا كتيار وكتكتل في الحكومة هو ثانوي بالنسبة الى نجاح الحكومة في الإقتصاد والمال وفي الفساد، ليس لدينا شرط أهم من توفر شروط النجاح ومعيار قبولنا بأي أمر أو مشاركتنا في الحكومة هو مرهون بهذا النجاح. نعرف تماما أنه ينبغي أن تتألف الحكومة على أساس ميثاقي بالطبع، ونحن لا نقبل أبدا بأن يمس بأي مكون، فالميثاقية هي اعتراف متبادل بعضنا بالأخر، ولا تعني أن يلغي أحدنا الآخر، ولا تعني أن بإمكان أحد أن يقول أنا أريد أن أكون موجودا وألغي الآخرين، لا أحد يستطيع أن يستعمل هذه الطريقة مع الآخر”.

وقال: “إن ارتأى أحد أن يرفض أن يكون موجودا في الحكومة، بموجب الميثاقية في التمثيل يختار من يمثله فيها، علينا جميعا أن نتحمل في هذه المرحلة المسؤولية وممنوع الذهاب الى منطق الإقتتال الداخلي أو التناحر فليس هذا هو الوقت المناسب، اللبنانيون الآن يطلبون منا أن نتمكن من إنقاذ البلد وعلى هذا الأساس نجاح الحكومة هو أهم من وجودنا فيها، وإن كان علينا الإختيار بين وجودنا فيها وبين النجاح، نختار النجاح”.

أضاف: “إن كان وجودنا على سبيل المثال برأي أحد يمنع أن ننفذ خطة الكهرباء أو الإنقاذ، نحن مستعدون ألا نكون، فنحن نريد أن يتم الإنقاذ ونريد خطة الكهرباء التي اتفق عليها الكل ان تتم، ونحن مستعدون لأن نبادل وجودنا في الحكومة بأي عامل نجاح كبير لهذه الحكومة، من أجل الكهرباء لأنها تستحق، من أجل اجتثاث الفساد من البلد، الأمر يستحق العناء، ليس تهربا من المسؤولية أبدا، ليس لنقوم بعملية هروب، كثيرون يحاولون ممارستها، أبدا، سوف نتحمل المسؤولية الى حد التضحية بالذات إذا لزم الأمر. النجاح هو أهم من مقاعد الحكومة ونحن غير متمسكين بأي مقعد في الحكومة، نحن متمسكون بمحاربة الفساد. اعطونا قانون كشف الحسابات والممتلكات ولنتخذ هذا القرار، وخذوا كل مقاعدنا في الحكومة. اعطونا الكهرباء ونحن لا نريد أن نكون في الحكومة. اعطونا كشف الحسابات والممتلكات ونحن لا نريد أن نكون في الحكومة”.

وختم: “بت مقتنعا أن أهم من وجودنا في الحكومة اقتناعنا بألا نكون في الحكومة والآن يأتي أحدهم ليقول إننا نعرقل بهذا الأمر، أبدا، نحن نسهل ولا نضع شروطا ونعطي الثقة، ولكن اعطونا كهرباء، اعطونا اجتثاث الفساد، اعطونا كل الأمور التي نزل الناس من أجلها، هذه مطالبنا، وإن كان تنفيذها يتطلب تنازلنا عن كل ما ضحينا به على مر السنين، من أجل خلاص البلد، لا بأس، يرخص الثمن أمام هذا الأمر. وأرجو ألا يوضع ما نقوله إلا في الإطار التسهيلي وإلغاء الذات كي تتشكل حكومة ذات ميثاقية ودستورية وتحافظ على روح هذا البلد وعلى نظامه، ولا نذهب الى مجهول أكبر، بل على العكس نذهب الى الخلاص، وإن كان الخلاص فينا فنحن مستعدون لهذه التضحية”.

عن Editor2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *