نفذ الاتحاد الوطني لشؤون الاعاقة في كسروان والمتن وقفة، في باحة الصرح البطريركي في بكركي قبل ظهر اليوم، شارك فيها ممثلون لـ 100 مؤسسة يضمها الاتحاد وتهتم بأكثر من 12000 شخص، لمطالبة الدولة بـ”توقيع عقود 2019 ودفع المستحقات لتجنيب هذه المؤسسات خطر الاقفال”.
والتقى البطريرك الراعي، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ريشار قيومجيان، المعتصمين في الصرح “لسماع مطالبهم ومشاركتهم الهموم والهواجس”،
والقى كلمة قال فيها: “أنا سعيد جدا بوجودي بينكم اليوم وأحييكم جميعا، وإنني سعيد ايضا بحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية وقد أتى حاملا خبرا جميلا أتمنى أن يكون هدية الأعياد المجيدة”.
وأضاف: “إن وجودكم هنا، إخوتنا أصحاب الحاجات الخاصة، أعطى قيمة لهذا الصرح، فأنا منذ انتخبت بطريركا كان هدف خدمتي المحتاج والمحتاجين أينما وجدوا وخصوصا أصحاب الحاجات الخاصة، لأنهم لا يعرفون الشر، وبالتالي من حقهم أن تعنى الدولة بهم وبحقوقهم وأن تجنبهم مثل هذه التحركات، فالدول تقاس بمدى اهتمامها بأصحاب الحاجات الخاصة”.
وتابع: ” إن المسيح افتدى كل الناس، وتضامن مع كل مريض ومتألم، ولاهوتيا أنتم تكملون بآلامكم آلام المسيح لفداء العالم”.
وختم: “إن حراككم اليوم هو جزء من الحراك المدني الذي يطالب بحكومة تتحمل المسؤوليات الاقتصادية والسياسية، وهو ليس استعطافا لأحد أو من أحد”.
بدوره، قال الوزير قيومجيان: “أتيت اليوم لأقف الى جانب صاحب الغبطة وأؤكد أنني ما دمت في هذا المنصب، وما دام الصرح البطريركي موجودا، وايماننا بلبنان موجودا، فأنا لن أتخلى عن هذه المؤسسات ولن أقبل بتهديدها بالاقفال، فنحن أبناء رجاء وقيامة وايمان وأبناء الكنيسة، ولا نقبل بأن تمس شعرة من رأس طفل من أصحاب الحاجات الخاصة”.
وأضاف: “ما تعانونه اليوم هو جزء مما يعانيه لبنان من أزمة اقتصادية تنعكس على جميع المؤسسات، ولكن الجمعيات التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة وقعت العقود الخاصة بها، وبعد متابعة مباشرة، عادت هذه العقود من ديوان المحاسبة وسترسلها الوزارة خلال أسبوع إلى وزارة المال لصرف المستحقات، على أمل أن تكون هذه هدية العيد لكم”.
وتابع: “بالتوازي، وفي خطوة احترازية، قمنا بتقديم طلب سلفة من هيئة التشريع والاستشارات وحصلنا على موافقة مبدئية”.
وختم: “أنا دائما معكم، ومن حقكم أن تتظاهروا وتعبروا عن حقوقكم، ولكن أؤكد لكم أنه ما زال يوجد بعض أصحاب الضمائر في الدولة، أتعهد أمام صاحب الغبطة أن أتابع هذه القضية مع كل المعنين حتى نحصل على مستحقاتكم ونحقق مطالبكم المحقة. وأطلب منكم ان يبقى ايمانكم كبيرا لأننا ابناء ايمان، وجبل معاناتكم سيزول عبر هذا الايمان وعبر تضامننا جميعا”.
ثم ألقت ميشالا جبرايل كلمة بإسم لجنة الأهل في مؤسسة “سيزوبيل”، قالت فيها: “أتينا اليوم لنقول إننا لسنا الفئة الأضعف في المجتمع، كما يحلو للبعض تسميتنا، ولنقول إن من حقنا أن نعلم لماذا لم توفر الدولة الدعم اللازم لهذه الجمعيات حتى اليوم، ولماذا لم يصرف أي فصل من عام 2019، ولماذا لم توقع عقود سنة 2020؟”.
وختمت: “صرختنا اليوم من بكركي، من هذا المكان المقدس “هون الصوت بيوصل، هون السما قريبة”.
وباسم ذوي الحاجات الخاصة، قال ايلي طوق: “يا دولتي، أنا موجوع و”على آخر نفس”. في دول العالم كلها الإنسان خط أحمر، لماذا الامر مختلف في دولتي؟ لماذا يتقدم كل شي الانسان عندنا؟”.
وأضاف: “ان المؤسسة التي اعتادت ان تمسح لي دمعتي ودمعة أهلي تبكي اليوم معي. والمؤسسة التي كانت تخفف لي اوجاعي هي موجوعة اليوم. والمؤسسة التي تعودت ان تطمئنني الى مستقبلي، هي اليوم خائفة على مستقبلها ومستقبلنا.
انا اليوم اعيش على الاوكسيجين، ومؤسستي في الرمق الاخير من حياتها. فيا دولتي لا تدعينا نموت، فاذا متنا نحن فستموتين معنا”.
وأنهى: “اذا كانت الدولة وجدت من اجل الإنسان، وهي كذلك، فهذا يعني انه “إذا راح الانسان لمين بتبقى الدولة؟”