أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، الذي زاره والوفد المرافق، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، انه “يواصل جهوده لتحقيق تفاهم حول الحكومة الجديدة”، معتبرا “ان الوضع الراهن في لبنان لا يحتمل شروطا وشروطا مضادة، بل علينا العمل معا للخروج من الازمة الراهنة على نحو يحقق مصلحة اللبنانيين ويساهم في حل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد”.
واشار الرئيس عون الى انه “يؤيد غالبية المطالب التي رفعها الحراك الشعبي لأنه سبق ان قدم اقتراحات قوانين لتحقيقها، ولا سيما ما يتصل منها بمكافحة الفساد وتفعيل الاصلاحات ومنع الهدر ورفع الحصانة عن المرتكبين وغيرها، والى انه دعا المتظاهرين، اكثر من مرة، الى الحوار معهم وسيواصل مساعيه لايجاد الحلول المناسبة للأزمة”.
وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والسفير عبد الرحمن الصلح والوفد المرافق، لفت الرئيس عون السفير زكي الى ان “الدعم العربي للبنان يجب ان يترجم في خطوات عملية ولا سيما بالنسبة الى المساعدات لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي والذي نتج في جانب منه بسبب تدفق النازحين السوريين الى لبنان والذي بلغ عددهم مليونا و900 الف نازح “عاد منهم حتى الان زهاء 400 الفا وبقي مليون و500 الف نازح”. وقال: “ان المساعدات التي ترد الى النازحين غير كافية ما ترك انعكاسات سلبية على الواقع الاقتصادي اللبناني بحيث تكبد لبنان حتى الان خسائر فاقت قيمتها 25 مليار دولار نتيجة تضرر البنى التحتية، ناهيك بكلفة الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية، فضلا عن الخسائر التي مني بها الاقتصاد اللبناني والبطالة التي اصابت العمال اللبنانيين.
وحمل رئيس الجمهورية السفير زكي تحياته الى الامين العام لجامعة الدول العربية وشكره على الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان.
وكان زكي ابلغ عون ان الهدف من زيارته والوفد المرافق “الاعراب عن دعم الجامعة العربية للبنان والاطلاع على حقيقة الاوضاع الراهنة فيه وتأكيد التضامن معه والرغبة في المساعدة في المجالات كافة”.
وبعد اللقاء، صرح زكي للصحافيين: “تشرفت بلقاء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موفدا من الأمين العام لجامعة الدول العربية لنقل رسالة حول التطورات في لبنان. فلبنان بلد مهم ومؤسس في المنظومة العربية، والتطورات فيه تهمنا جميعا، وتهم العرب وهي دائما لها تبعات وارتدادات ومنها اقليمية، وبالتالي، فان النظر الى هذه التطورات يكون دائما محل اهتمام واعتبار”.
اضاف: “إن الوضع في لبنان ليس سهلا، فهناك تأزم سياسي وأخطار اقتصادية ووضع غير مستقر في الشارع. ولا بد من أن يكون هناك موفد عربي لمتابعة هذا الوضع مع القيادة اللبنانية، اي مع فخامة الرئيس، ورئيس مجلس النواب، ورئيس حكومة تصريف الاعمال والقادة اللبنانيين الآخرين كي ننقل اليهم جميعا اهتمام الجامعة ودعمها واستعدادها للعمل على مساعدة اللبنانيين للخروج من هذه الازمة، سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية. ولكن بطبيعة الحال، فإن العبء الاكبر يكون على اللبنانيين انفسهم لأن هذا هو بلدهم وهذه الاوضاع تخصهم في المقام الاول، وما الخارج إلا داعم لما يحصل في الداخل من محاولات لإيجاد حل ولتسوية اي ازمات. وسنعقد عددا آخر من اللقاءات اليوم ونتمنى في نهايتها ان تكون اكتملت الصورة لدينا لنستطيع أن نقرر الخطوة التالية في هذا الموضوع”.
وردا على سؤال عن مبادرة ما تعمل عليها الجامعة العربية، اشار زكي الى أن “هذا هو تحرك الجامعة في الوقت الحالي، واي تحرك آخر يأتي في اعقاب الاستماع الى جميع الاطراف لمعرفة مدى امكان ان تقوم الجامعة العربية بدور ما في هذا المجال”.
واستقبل الرئيس عون المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السفير يان كوبيتش الذي أطلعه على المداولات خلال الجلسة التي عقدها مجلس الامن الدولي الاثنين الماضي، والتي تناولت “تطورات الوضع في لبنان ومسار تطبيق القرار الرقم 1701، ومضمون البيان الذي صدر بالاجماع عن اعضاء المجلس بعد الاجتماع والذي أكد اهمية المحافظة على الاستقرار في الجنوب اللبناني ودعم الدور الذي تقوم به القوات الدولية (“اليونيفيل”)، بالتنسيق مع الجيش”.
وخلال اللقاء، الذي حضره الوزير جريصاتي، تم التداول في الاوضاع الداخلية والاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.
على صعيد آخر، ابرق رئيس الجمهورية الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون معزيا بضحايا حادث التصادم بين طائرتين عسكريتين في مالي، والذي اودى بحياة 13 ضابطا فرنسيا.
وجاء في البرقية: “في هذه الظروف الاليمة، اتوجه اليكم باسمي الشخصي وباسم الشعب اللبناني بأحر التعازي، املا نقلها الى عائلات الضحايا والمناطق التي ينتمون اليها، محييا شجاعتهم والتزامهم مكافحة الارهاب اينما كان”