عقد النائب السابق مصباح الأحدب مؤتمرا صحافيا في منزله بطرابلس تناول فيه التطورات الأخيرة إستهله بالقول: “منذ قليل كنت أتابع المسيرات في طرابلس وفي عين الرمانة والشياح وفي مناطق أخرى وهذا إن دل على شيء فمن شأنه الدلالة على مدى الصمود لدى الشعب اللبناني وتمسكه بالمطالبة بحقوقه، لاسيما وأنه قد مر أكثر من أربعين يوما على بداية الثورة في لبنان، وإلى الآن كل ما سمعناه من قبل السلطة هو كلام جيد كأن يقولوا للثوار نحن معكم ومطالبكم محقة، واحترنا من يود تبني مطالب الأجيال الصاعدة والشابة التي تتحرك على الساحة اللبنانية اليوم، ولكن عمليا وبعد اربعين يوما، كأنه لم يحصل شيء”.
أضاف: “تم طرح قضايا الكهرباء التي تكلفنا سنويا ملياري دولار فما هي الخطوات التي تم تحقيقها حتى الآن على صعيد معالجة هذه المشكلة؟، وعلى صعيد الفساد القضائي هناك أناس “مشلوحة” بالسجن منذ خمس سنوات أو ست سنوات أو أكثر ماذا فعلت السلطة للآن؟ هل شكلت لجنة للنظر بهذه القضية؟ هل إتصلوا بنادي القضاة مثلا لكي يستشيروه أين أخطأوا وأين يحصل التدخل السياسي في هذه القضية؟ لا شيء”.
وتابع: “اليوم اقول لكم لقد سقطت الأقنعة، لأنه تبين مع الوقت أنهم كانوا يحضرون كيف ينقضون على الثورة، وأن يخرقوها وأن يشوهوا صورتها وأن يضعوا الحدود لها، ولكن بعد اربعين يوما لم تمل الناس من مواصلة الثورة، فإنتقلوا إلى مرحلة جديدة، وما رأيناه في بيروت وفي بعلبك وصور وفي طرابلس أمس يظهر أن لا نوايا طيبة، هناك طابور خامس يتحرك في كل مكان ويفتعل المشاكل، والشارع الطرابلسي لمس أن ما تعرض له هو من فعل الطابور الخامس، والمتظاهرون أثبتوا سلميتهم على إمتداد اربعين يوما”.
واردف: “إنهم يحاولون تحويل الثورة إلى مواجهات طائفية، وإلى محاولات لطروحات إقليمية أميركية – إيرانية، ويتهمون الثورة بالفوضى التي تحصل وبتردي الوضع الإقتصادي والمالي، وبصراحة أقول أني أرى أن هناك خطة تجويع من جراء عدم حصول أي خطوة لمعالجة الوضع الإقتصادي والمالي من قبل السلطة الموجودة”.
وقال: “أريد أن أتوجه بكل صدق ومحبة لسماحة السيد حسن نصر الله وأقول له يا سيد كل البلد يعرف أنك أنت حاميهم، وفي هذه المرحلة أنت صرت حاميهم، ومواجهة الأميركان لا تكون بالإنقضاض على الشعب اللبناني الذي يطالب بأمور محقة، ونحن كنا دائما نسمعك تتحدث عن المظلومين والجائعين وعن الناس الذين يعانون من الفساد السائد بالبلد، أنتم تدخلتم بملفات فساد كانت مهمة ودسمة، وكنا نأمل أن تسيروا بها وتعانقوا الشعب اللبناني، ولكن على ما يبدو أنكم تفضلون الإتفاق الذي وقعتموه في مار مخايل على مطالب الثورة اللبنانية التي هي من كل الطوائف موحدة”.
واضاف: “الطابور الخامس معروف من هو، وهو نفسه التابع للمنظومة السياسية الحاكمة بالبلد، والذي إفتعل الحادث الذي تعرضت له على ساحة”النور” منذ اربعين يوما، وهناك فيديوهات واضحة تظهر خمسة وجوه يحرضون الناس ضدي في مرحلة محددة قبل وقوع المشكل، وعلى الرغم من خطورة الأوضاع الراهنة في البلد، غير أن هذا الأمر من الضروري توضيحه، والذي صار انني عند وصولي للساحة إستقبلوني إستقبالا طيبا وبقيت حوالي عشر دقائق بين نزولي من السيارة ووصولي إلى الساحة، وهناك حصل إعتراض من بعض الناس وغادرت، وفي الوقت عينه وقع إعتداء على مرافقيي الذين بقوا في السيارة، لأني دخلت إلى الساحة وحدي، ولم يكن معي مسلحون كما زعموا، وإطلاق النار كان بعيدا عني حوالي مئة متر والفيديوهات تظهر ذلك وهي موجودة على صفحتي على الفيسبوك”.
وتساءل: “لماذا حتى بعد شهر ونصف لم يستمع القضاء إليهم؟ ولماذا لم تتحرك النيابة العامة لتوقيفهم والإستماع إليهم؟ لم يحصل اي شيء من ذلك، والقضاء حتى اليوم لم يحقق مع الموقوفين الذين قمت بتسليمهم من قبلي، وقد مضى شهر وعشرة أيام دون إجراء هذا التحقيق ولم يصدر عن القاضية أي شيء بهذا الخصوص لأنهم كانوا يريدون إتهام مصباح الأحدب وأن تصدر مذكرات توقيف دون حصول تحقيقات”.
وتابع: “هم يعرفون انه ليس لدي اي ملف فساد، واتحدى كل من يدعي ان مصباح الأحدب متورط بملف فساد، فلا أنا من الذين اخذوا قرضا ولست من السارقين، حتى الأرض التي ورثتها عن والدي لم أضع فيها حجرا منذ 30 سنة لليوم، في حين ان غيري يبني ويستغل نفوذه، لماذا؟ لأني أريد ان أبقى محصنا حتى أستمر في مواجهتهم”.
وقال: “أنا أثق بقضاء مستقل وليس هناك من بلد في العالم يتعين فيه قضاة، وتظهر من ثم في الصحف ان فلان من حصة هذا السياسي والقاضي الفلاني من حصة سياسي آخر أو حزب آخر أو جهة سياسية، القضاء يجب ان يكون مستقلا وان يكون هو الضامن، أنا أحترم القضاء الذي يدافع عنه نادي القضاة، واحترم الجسم القضائي الذي ينتفض ومنهم المحامون واوجه التحية لنقيب المحامين الجديد”.
وأضاف: “نحن في مفترق طرق، وعندنا قائد جيش والكل يعرف مناقبيته والكل يحبه ويعرف كم يواجه من ضغوطات حتى يتمكن من حماية الشارع اللبناني، وعندنا أيضا وزيرة داخلية جدا محترمة، أثبتت أنها على قدر المسؤولية، والعسكري عند دخوله إلى السلك يقسم على العلم اللبناني ولا يقسم على علم حزبي”.
وتابع: “الصورة التي شاهدناها وشاهدها كل العالم بتنفيذ هجمات على الساحات تقوم بالتكسير والحرق في بيروت علنا دون ان يتعرض لهم أحد لأنهم محميون من السلطة السياسية، هذه الصورة يجب ان تتغير، وإذا لم تتغير ليس هناك من مجال أن نقوم بأي إنطلاقة جدية نحو الإستقرار، واتمنى ان يكون هناك تقييم فعلي لما حصل ويحصل ووضع أسس جديدة من شأنها الحد من هذه التجاوزات، وقد أثبتت الأيام التي مضت انه ليس هناك من شارعين في طرابلس، هناك شارع واحد وليس صحيحا ان الناس مقسومة بين التبانة وجبل محسن، لأن في المنطقتين متضرر ومستفيد ولكن المتضرر هو الأغلبية الساحقة عند الطرفين”.
وختم: “ان وضع حد لما يحصل هو من مسؤولية قائد الجيش ووزيرة الداخلية وليس من مسؤولية المواطنين، فليس هناك نية للقتال في طرابلس، هناك مجموعات يمكن تحريكها، ونحن نوجة التحية لقائد الجيش لأنه أوقف مفعول 400 كلغ من ال”تي.ان.تي”، هناك من اتى بها وكان يود توزيعها ورميها في الشارع، هذا ما نود منكم المحافظة عليه”.