عقد الرئيس نجيب ميقاتي مؤتمرا صحافيا في مكتبه، رد فيه على قرار النائب العام في جبل لبنان القاضية غادة عون ضده وضد افراد من عائلته. وقال: “بداية، أوجه تحية للشباب والشابات الموجودين في الساحات على كل مساحة الوطن الذين يصدرون تاريخا جديدا لهذا البلد، لكي نظهر للجميع ان لبنان ليس اغنية فقط وهو لن يموت، وانه، بهذا النبض في الشارع، اثبتم انكم ضمير الحق”.
أضاف: “فوجئت اليوم بقرار صادر عن القاضية غادة عون، وبهذا التوقيت بالذات، وهذا التوقيت هو الاساس. اليوم بالذات دخلت القاضية الى المكتب وقامت بما قامت به، وكأنها فقط بمهمة معينة. نعم انها رسالة والرسالة وصلت، وفحوى الرسالة: “طفح الكيل منك يا نجيب ميقاتي ولم نعد قادرين على التحمل. لم تنتخب فخامة الرئيس قبل ثلاث سنوات وسنبدأ بالتعرض لك. تظهر دائما المدافع عن الدستور والطائف وعن المقامات وخاصة رئيس الحكومة، خلص يجب وضع حد لهذا الموضوع وهناك سيف سيكون فوق رأسك. بالأمس تطل وتقول انك مع اهلك بالساحات وتدعمهم وانهم يعبرون عن الضمير الحقيقي لكل لبنان مخلص وعن الاكثرية الصامتة التي قالت كلمتها اخيرا. انت تقول انه يجب ان تستقيل الحكومة وتتشكل حكومة بدون الوزير جبران باسيل، يكفي وسنضع حدا لهذا الموضوع”.
وتابع: “يعلم الجميع ما قلته مرارا وتكرارا انني تحت سقف القضاء، ومنذ اليوم الاول الذي اطلوا فيه بهذا الموضوع، طلبت من المحامين ان يطلبوا تحريك الحق العام لدى المدعي العام المالي الذي، وبعد النظر في الملف، قرر حفظه لأنه لا جرم فيه. اصلا انا شخصيا لا اسم لي في الملف بتاتا، ورغم كل ذلك اقول انني احترم القضاء وانا تحت سقف القانون وكلي ثقة برئيس مجلس القضاء الاعلى ومدعي عام التمييز. وفي هذه المناسبة، أناشد وزير العدل الذي تعاملت معه عندما كنت رئيسا للحكومة وهو قاض، واعرف نزاهته واخلاقيته، لأقول له، يا معالي الوزير اذا كنت تحب العهد والرئيس ميشال عون انقذ هذا العهد واوقف تسييس القضاء، ولا يصح ان تستعملوا القضاء لقضاء حاجاتكم، وان تستخدموه سيفا فوق رؤوس الاوادم”.
وأردف: “فخامة الرئيس كلمة لك ايضا، ساعد على عدم تسييس القضاء وارفعوا ايديكم عن الجيش، ولا تقمعوا الاعلام واتركوا الحرية الاعلامية، واقول ذلك كمواطن مخلص لعهدك. فخامة الرئيس مع كل احترامي، انا لم انتخبك وسئلت يومها لماذا فقلت “مع كل احترامي له انا لا اعتقد انه يمكن ان يجمع اللبنانيين”. فخامة الرئيس، اليوم جمعت اللبنانيين على مساوىء المحيطين بك والشتائم والسباب الذي يوجه اليهم. فخامة الرئيس، لا تعتقد أننا مسرورون فنحن جزء من هذا الوطن ونحن مواطنون. كان يهمنا ان ينجح العهد ولا يصل الى هذا الواقع، كان يهمنا ان تنجح الحكومة وان ينجح الجميع لأن ابناءنا واحفادنا في هذا الوطن. انا تحت سقف القانون وأضع نفسي تحت تصرف القضاء، ولا يعتقد احد انني اتلطى بالحصانة النيابية، فمع احترامي لحصانتي لا أتلطى بشيء ومن عنده شيء ضدي فليضع عينه بعيني”.
وختم: “أخيرا اقول: اللي ما بتقدر عليه دير ربك عليه. الله كبير”.
سئل: هل هناك مخطط لتحويلك كبش محرقة لإسكات الشارع؟ وماذا تقول لمدينة طرابلس؟
أجاب: “هذا جزء من الضغط المستمر على جميع السياسيين غير الموالين. ولاهل طرابلس اقول ان ما حصل رسالة، وانا مستعد للكشف عن كل حساباتي في الداخل والخارج، وأتحداهم ان يكون هناك قرش حرام في هذه الحسابات”.
سئل: هل انت مستعد لرفع السرية المصرفية؟
اجاب: “فورا، ولا شيء نخشى منه، فنحن موجودون في عالم الاعمال قبل دخولنا الشأن العام. وقبل ان يدقق احد هنا، هل يعتقدون ان الهيئات الدولية لا تراقب كل شيء ولا تعرف مصدر كل قرش؟ اللي عندو شي يحط عينو بعيني”.
وردا على سؤال، قال: “أنا أقبل بحكم الناس ومن يريد التدقيق والاطلاع فأهلا وسهلا، ومتأكد ان لا شيء غلط بإذن الله والقضاء هو الاساس”.