الأربعاء , 25 ديسمبر 2024

ميقاتي اقترح استقالة الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية: أتمنى ان يحاسب كل شخص على الفترة التي مارس فيها السلطة

اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي، في حديث الى قناة “الحدث” الفضائية “ان مشهد الحشود في طرابلس له معنى كبير جدا، وكل اهلنا وانصارنا مشاركون في التحرك الشعبي العارم في كل لبنان للتعبير عن المعاناة التي تمر بها مدينتنا”.

وقال: “اذا كان البعض يقول ان المشهد الجماهيري الاكثر حشدا هو في طرابلس، فلأن طرابلس هي ألاكثر معاناة بين المدن، فعندما تطلب طرابلس الموافقة على مشروع يؤمن لها الكهرباء 24 ساعة على 24 بمناقصة علنية شفافة ويقابل طلبها بالتجاهل، وعندما تكون محرومة من الخدمات، فهذا الامر هو من مسؤولية السلطة التي كان عليها التنبه قبل انفجار الغضب. في الانتخابات الاخيرة أحجم حوالى 60 بالمئة من الناخبين عن الاقتراع، ما يعني ان هؤلاء ضد كل السلطة التي لا تسمع أوجاع الناس ولا تتفاعل معهم. ومن فوائد التحرك الشعبي الراهن ان صوت طرابلس بات يسمع على العلن واتمنى أن يبقى صداه في أذهان المسؤولين”.

وردا على سؤال عن شعار “كلن يعني كلن” الذي يرفعه المتظاهرون، قال: “أتمنى ان يحاسب كل شخص على الفترة التي مارس فيها السلطة. عندما توليت رئاسة الحكومة بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري نقلت لبنان من ضفة الى اخرى واجريت انتخابات كانت الأفضل بشهادة الجميع، وأحجمت، كما كل الوزراء عن الترشح للانتخابات، وهذا لم يحصل سابقا. وفي المرة الثانية التي توليت فيها رئاسة الحكومة استطعت ان احمي لبنان في اصعب الظروف خلال الثورات العربية”.

أضاف: “عندما كنت على رأس السلطة التنفيذية استطعت تأمين ما أمكن تأمينه لطرابلس من مثل رصد مبالغ لاستكمال مبنى الجامعة اللبنانية وللطرق ورصدنا مبلغ 100 مليون دولار لمشاريع محددة لم يتم استكمالها بعد استقالة حكومتي. اما اليوم فنشهد مثلا تقاسما للحصص في التعيينات من دون ان تأخذ مدينتنا حقها، كما قدمنا العديد من المشاريع ولا احد يسأل حتى باتت طرابلس في اخر اولويات السلطة وهذا امر مرفوض”.

ورأى “ان صورة طرابلس الحقيقية البهية كمدينة تعبر بكل رقي وديموقراطية، تظهرت في هذا الحراك بعدما تم تشويهها منذ توليت رئاسة الحكومة لأسباب سياسية. الانفجار الشعبي في طرابلس وكل المناطق، صرخة ألم موجهة باتجاه الجميع، وبأسلوب حضاري وطني جامع، وأعادت طرابلس جمع كل المناطق الشمالية في ساحتها”.

وعن أسباب عدم قيامه باستثمارت في طرابلس، قال: “هذا الامر يحصل اذا كانت الاستثمارات مجدية ولها استمرارية العمل، لأن اغلاق اي عمل استثماري بعد فترة سنة او سنتين تكون عواقبه سيئة وسلبية اكثر. أنا مسؤول في طرابلس حاليا عن اكثر من 1500 موظف، اي اكثر من 1500 بيت، اضافة الى مؤسساتنا الصحية والاجتماعية الموجودة في المدينة، ومن حق أهل طرابلس أن تسأل لأنها تريد اكثر، خصوصا في ظل نسبة بطالة تناهز الاربعين في المئة. تقع على الدولة المسؤولية الاساسية في ايجاد فرص عمل واعطاء حوافز للمشاريع وتأمين ديموتها، وفي كل الاحوال لا احد يمكنه تحمل المسؤولية الكاملة بديلا عن الدولة التي عليها واجب رعاية الناس وتأمين فرص العمل لهم”.

وعن تقييمه للثورة الشعبية في الشارع، قال: “الخطأ الاساسي انه لم تتضافر كل الجهود لتلافي الانفجار الشعبي قبل وقوعه، رغم معرفة الجميع بما سيحصل، فتحولت حكومة الوحدة الوطنية الى حكومة صراعات، فحصل ما حصل. ولذلك لا اعتقد ان الحكومة الحالية تستطيع اخماد الغضب. الاجراءات التي اتخذت بالامس جيدة واساسية ومطلوبة، رغم انها اتخذت تحت الضغط، ولكن العبرة في التنفيذ، اضافة الى انعدام الثقة بين المواطن والمسؤول. الرئيس سعد الحريري صادق في اقتراحاته لكن المواطن ينتظر اجراءات تعيد اليه الثقة بالسلطة”.

وعن رؤيته للحل، قال: “اقترح استقالة الحكومة بعد مشاورات مسبقة لتشكيل حكومة انتقالية منعا للفراغ، على ان تضم اختصاصيين بمشاركة المجتمع المدني، ومن ثم اقرار البيان الوزاري والموازنة فورا، ليناقش مجلس النواب بعدها مشروع او اقتراح قانون انتخاب جديد، ويطلب الرئيس نبيه بري من النواب الاستقالة ليصار الى اجراء انتخابات جديدة خلال شهرين. ومن لم يشارك في الانتخابات الاخيرة يشارك حتما وصندوق الاقتراع هو الذي يقرر، وهذه هي الديموقراطية”.

وختم: “اذا حصل اتفاق مسبق حتى على اسماء الحكومة وعلى الخطوات اللاحقة، تستقيل الحكومة الحالية وتجري استشارات سريعة لتشكيل حكومة جديدة، فلا اعتقد ان احدا يعترض. وكما نجح التحرك في الشارع في فرض القرارات التي اتخذت بالامس، فيمكنه ايضا فرض هذا النوع من الحكومات”.

عن Editor2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *