الجمعة , 20 ديسمبر 2024

جبق مثل رئيس الجمهورية في عشاء مركز سرطان الأطفال: قررنا دعمه تصاعديا لأنه يرتبط بعلاج أعز ما نملك

مثل وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حفل العشاء الخيري السنوي لـ”مركز سرطان الأطفال في لبنان” الذي أقيم مساء أمس الخميس في مجمع Beirut Waterfront، وأعلن خلاله أن الوزارة ستزيد الدعم للمركز كلما استطاعت “لأن الأمر يرتبط بالأطفال الذين هم أعز ما يملك الإنسان”، كاشفا أن أمراض السرطان في لبنان تزايدت ثلاثة أضعاف في السنوات الأخيرة. وإذ رأى أن هذا الارتفاع قد يكون عائدا إلى نسبة التلوث، آمل في أن تثمر الجهود “لتقليص هذه النسبة واستعادة النوعية الجيدة للحياة في لبنان”.
وتمثل رئيس مجلس النواب نبيه بري في العشاء بعقيلته السيدة رندا بري، وتولى تمثيل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رئيس اللجنة الصحية في مجلس النواب النائب عاصم عراجي. وحضر وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب ووزير الصناعة وائل أبو فاعور ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، وممثلة وزير الخارجية جبران باسيل مسؤولة لجنة العلاقات العامة في التيار الوطني الحر جوسلين الغول، والنواب هنري حلو ونعمة طعمة وبلال عبدالله وهادي حبيش ورياض رحال ونقولا نحاس، إضافة إلى عدد من الوزراء والنواب السابقين، ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، وممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الركن معين شحادة، وعدد من السفراء والفاعليات السياسية.

جبق
وأكد جبق في الكلمة التي ألقاها أن “وزارة الصحة العامة تنظر بالاهتمام والرعاية إلى هذا المركز الذي قدم الكثير للأطفال في مجتمعنا ولا يزال ثابتا في رسالته هذه بعد مضي سنوات على إنشائه”. وقال: “إن الخدمة الفاعلة التي يقدمها المركز لمعالجة الأطفال والتي تؤدي إلى شفاء غالبيتهم، تشكل الدافع القوي لتقديم الدعم للمركز”.

وأضاف: “قد تكون الدولة تأخرت في توفير هذا الدعم، لكننا قررنا في وزارة الصحة العامة مباشرة دعم المركز، وقد خصصنا في موازنة الوزارة ابتداء من هذا العام (2019) مبلغا لهذا الغرض، على أن تتضمن موازنة الوزارة للعام المقبل (2020) مبلغا أكبر للدعم للمساهمة في تغطية الإحتياجات”.
وتابع: “كلما استطعنا زيادة الدعم سنزيده لأن الأمر يرتبط بأطفالنا الذين هم أعز ما يملك الإنسان، وقد خفف هذا المركز الكثير من الآلام والأوجاع في منازل كثيرة في لبنان”.

وشدد جبق على “ضرورة تضافر الجهود لدعم المركز الذي لن يتمكن من الإستمرار نظرا للتكلفة العالية للعلاجات”. وإذ تمنى “عبور الأزمة المالية الخانقة التي تنعكس تقشفا في مجالات عدة”، أسف لكون لبنان “يتصدر الخريطة العالمية لناحية إنتشار مرض السرطان”. وقال إن “الإحصاءات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية أظهرت تزايد أمراض السرطان في لبنان في السنوات الخمس عشرة الأخيرة إلى ثلاثة أضعاف، ما يمثل مشكلة كبيرة على صعيد العلاج الباهظ الكلفة”. ولفت إلى “دراسات تشير إلى إرتباط تزايد انتشار السرطان بارتفاع نسبة التلوث”، آملا “أن يثمر السعي في داخل الحكومة إلى إيجاد الحلول الناجحة لتقليص هذه النسبة واستعادة النوعية الجيدة للحياة في لبنان”. وختم وزير الصحة متمنيا لمركز سرطان الاطفال في لبنان والعاملين فيه المزيد من التوفيق في مهمتهم والنجاح فيها.

باسيم
وبعدما رحب باسيم بالحضور “في سهرة الامل برفقة ابطال المركز المنتصرين على المرض”، أوضح أن المركز “يعالج حاليا أكثر من 350 طفلا سنويا، ويكون قسم من الحالات جديدا، والبعض الآخر يستكمل علاجه للسنة الثانية او الثالثة”، مشيرا إلى أن “عدد الاطفال الذين عالجهم المركز منذ تأسيسه بلغ 1650 حالة حتى اليوم”. وأبرز أن المركز “يغطي بالتالي نحو 40 في المئة من مجمل عدد الأطفال الذين يصابون بالسرطان في لبنان، إذ أن إحصاءات الوزارة تشير إلى نحو 400 حالة جديدة كل سنة”.

ورأى باسيم “أن الدعم الذي يحصل عليه المركز من المتبرعين سمح له بالتوصل إلى نسبة شفاء تصل إلى 80 في المئة” من الحالات.
ووجه “تحية كبيرة إلى الابطال المنتصرين الذين خاضوا معركة محاربة السرطان وانتصروا”، معتبرا أنهم “مثال على القوة والصبر والثقة بالانسانية والإيمان بالحياة”. وأشار إلى أن “هؤلاء الأبطال أعضاء في الحلقة الذهبية Champions Circle ويشاركون في نشاطات ثقافية ورياضية واجتماعية انطلاقا من خبرتهم وتعاونهم اثناء فترات وجودهم في المركز للعلاج”.

وشدد على أن “أهم الحوافز التي تساعد المركز على الاستمرار، إيمان الخيرين المطلق ودعمهم المركز”. وإذ أشاد بالمساعدة التي توفرها وزارة الصحة العامة في تغطية العلاج”، اعلن عن “إتفاقية تعاون جديدة مع وزارة الصحة لنشر التوعية وتطوير المعرفة عن هذا المرض، وتعزيز البيانات والأبحاث لدعم وضع خطط وطنية لمكافحة السرطان، ولضمان حصول الأطفال المرضى في لبنان على أفضل العلاجات وبأفضل الشروط”، مبديا شكره وتقديره للوزير جبق.

ولفت أيضا إلى دعم وزارة الشؤون الاجتماعية “ضمن إتفاقية مستدامة لتغطية برامج الفرح والامل والمتابعة النفسية لأطفال المركز”، موجها الشكر إلى الوزير قيومجيان. وأشاد بمساعدة وزارة المال ودعم الوزير علي حسن خليل وعدد من المؤسسات الرسمية.

وقال: “نفتخر بوجود إدارة سليمة لعمل الجمعية مع فريق عمل متخصص وديناميكي وصلب ويتمتع بالكفاية، ووراء كل هذا مجلس أمناء من المتطوعين (…) يحمل الرسالة التي أطلقها داني توماس قبل 56 سنة: لا يجوز أن يموت طفل في فجر الحياة”. وأضاف: “شريكنا مستشفى سان جود في الولايات المتحدة هو على الرسالة ذاتها ويعتبر أن مركز سرطان الاطفال في لبنان هو من افضل المراكز العالمية المتعاونة معه ويحقق هذه الرسالة في لبنان وفي الشرق الاوسط”.
ووجه باسيم تحية إلى المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت، مذكرا بانه “شريك المركز في توفير الخدمة الطبية المميزة والعناية الصحية للاطفال”.

وعدد إنجازات الرؤساء السابقين للمركز والمجالس التنفيذية المتعاقبة، كنيله شهادة ISO لجودة الادارة، وتفعيل علاقاته العربية والدولية على صعيد المساهمة في العطاءات او فتح آفاق جديدة، وإقامة مكتب تمثيلي في بريطانيا وآخر في المدينة العالمية للمبادرات الانسانية في دبي ، ومشاركته في اجتماعات منظمة الصحة العالمية وفي جمعيات عالمية لمحاربة السرطان. كذلك أشار في هذا الإطار إلى “الإنفتاح والتوسع لمساعدة اكبر عدد من الاطفال من خلال شراكات ادارية وطبية (بالتعاون مع الفريق الطبي في المركز) لعلاج اطفال في المناطق اللبنانية من الجنوب الى الشمال، وشراكات مع مستشفيات واطباء لتغطية العلاج لعدد من الاطفال المصابين بالسرطان في المناطق”. وأضاف أن المركز بدأ بالتعاون مع الجمعيات الأهلية المعنية بشكل مباشر او غير مباشر بالسرطان وسيطلق معها رسميا الأسبوع المقبل تجمع Lebanese Cancer Cooperation برعاية الوزير جبق وبدعم وزير الشؤؤن الاجتماعية ، بهدف العمل معا على “تخفيف عبء المرض والتوعية”.

وأعلن باسيم اطلاق حملة مركز سرطان الاطفال للعام 2020 بعنوان LET’S GO GOLD “إنطلاقا من الشارة الذهبية، وهي الرمز العالمي لدعم الاطفال المرضى بالسرطان”، موضحا أن “الحملة تهدف الى نشر الوعي والكشف المبكر لتخفيف السرطان في لبنان والمنطقة بمبادرة من مركز سرطان الاطفال في لبنان”.

وأشار إلى أن “احتياجات المركز السنوية تبلغ نحو 15 مليون دولار”، علما أن “علاج كل طفل يكلف ما معدله 55 ألف دولار”. وأضاف: “من هذه المبالغ المطلوبة، اقول بكل فخر ان كلفة تشغيل الجمعية هي دون 8 في المئة من الواردات وهذا رقم منخفض جدا في الجمعيات التي لا تبغى الربح”. وتابع: “تبرعاتكم هي الخميرة التي تتيح لنا الاستمرارية وتوسيع نطاق عملنا وتقديم الافضل، وهي فرصة لعلاج طفل مريض، وفرصة لحياة بعد السرطان وفرصة لإظهار الروح الانسانية”.

درع لنورا جنبلاط
وسلم باسيم السيدة نورا جنبلاط ميدالية المركز، “عربون شكر وتقدير لخدماتها في سبيل مهمة المركز وريادتها الإنسانية خلال السنوات الثلاث المنصرمة”، محييا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “لدعمه الكبير للمركز”.

وتخللت العشاء فقرات فنية، مع عازف البيانو مصطفى مطر، وفرقة “مياس” للرقص، والمغنية اللبنانية منال ملاط.

وتميزت الحفلة بمشاركة نجم كرة السلة اللبنانية فادي الخطيب وبطلة التسلق جويس عزام، اللذيْن توليا التقديم مع الشابة إلسا التي شفيت من السرطان بعد تلقيها العلاج في المركز.
وشارك “ابطال” المركز في أكثر من مشهد، إذ أدوا النشيد الوطني، وأغنية “حبايبنا حوالينا”.

عن editor3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *