الهاشم
في بداية القداس القى الاباتي الهاشم كلمة ذكر فيها بوصف قداسة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني “القديس شربل مخلوف، ” بأنه مجد الرهبانية اللبنانية المارونية وخير ممثل لكنائس المشرق ولتقليدها الرهباني السامي”.
وقال: “إن احتفالنا اليوم، هو عمل العناية الإلهية، وهو يفرحنا، بشكل عميق. إنه أيضا، بالنسبة إلينا، حدث تاريخي، فهو يتحقق، بتواضع وبعرفان جميل خفور، تحت نظر سيد التاريخ، الرب يسوع المسيح، الذي يملأ رهبانيتنا بعطاياه ونعمه”.
وتابع: “اليوم، مع بركة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى، نعلن أن هذا الدير يحمل اسم “دير القديس شربل” للرهبانية اللبنانية المارونية، تحت نظر امنا العذراء مريم البريئة من الدنس، التي تحمل هذه الكنيسة اسمها، إنه حدث تاريخي لأننا نعلن، احتفاليًا، بدء الحياة الديرية في هذا الدير، وفق قوانين الرهبانية اللبنانية المارونية، وذلك بعد الزيارة التي قام بها نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، في شهر أيار الفائت، وبعد منحه بركته الأبوية لهذا المقر.”
وتابع : “إنه فعل من العناية الإلهية، لأنه يصل تاريخ الرهبانية الحاضر ببداياتها، عندما حط رحال المؤسسين في كنيسة مار بطرس ومارشلينو، الواقعة على مقربة من هذا الدير ، إنه حدث تاريخي لأنه يحقق حلم عشرات السنين في الرهبانية، حلم دير لجماعة الرهبان الحاضرين في روما، وحلم كنيسة يكرم فيها، كما يجب، القديس العظيم شربل، ابن الرهبانية اللبنانية المارونية وشرف كل الكنيسة المارونية، إنه حدث تاريخي، لأن الله، سيد التاريخ، شاء، بعنايته، أن تدشن رهبانيتُنا مرحلةً جديدةً في تاريخ هذا الدير. فتاريخ هذا الدير وهذه الكنيسة، لا يبدأ معنا، بل إننا نكمله، بعد الخدمة المميزة التي قامت بها راهبات العذراء البريئة من الدنس. أحيي، مع الشكر الصادق، حضرة الرئيسة العامة الحاضرة بيننا، علامة لمتابعة المسيرة تحت اعين سيد التاريخ”.
وقال: “إنه فعل من العناية الإلهية، لأن اليد الإلهية تركت علامات لنا في هذا الدير وهذه الكنيسة. فإن نظرنا إلى أعلى الكنيسة إلى اليسار، عند دخولنا اليها، نجد أرزة في الفسيفساء، مكتوب قربها باللاتينية “أرزة لبنان”، دلالة على الأم العذراء مريم. كذلك، وراء المذبح، عند مدخل السكرستيا، هناك قنديل في الفسيفساء، وكلنا على علم أن القنديل هو رمز للقديس شربل، لأنه يرمز إلى الأعجوبة الأولى التي قام بها. ألا يجب أن نرى في كل ذلك إرادة إلهية لكي تكمل الرهبانية اللبنانية، رهبانية مار شربل، تاريخ هذا الدير وهذه الكنيسة، ولا تقف العلامات عند هذا الحد، فقد اعلنت قداسة القديس المؤسس لراهبات العذراء البريئة من الدنس، مار اغسطينوس روشيلي، في 10 حزيران 2001، مع القديسة رفقا، ابنة الرهبانية اللبنانية المارونية. وفي هذه الكنيسة، تكرم ايقونة القديسة جيما جالجاني التي أعلنت قداستها في 16 ايار 2004، مع القديس نعمة الله الحرديني، الذي هو أيضًا ابن الرهبانية اللبنانية المارونية”.
وأضاف: “إنه حدث تاريخي، لأنه يبين هوية الموارنة الحقيقية. فالهوية الرهبانية والتعلق المطلق والكامل بالكرسي الرسولي هما من الميزات الرئيسة للكنيسة المارونية. إن تدشين مقر رهباني في مدينة اسقف روما هو اعتراف متواضع وعلني بهاتين الميزتين، في الكلام عن الهوية الرهبانية للكنيسة المارونية”.
وتوجه بالشكر من القلب للبطريرك الراعي لأنه تكرم فقبل الاحتفال بهذا القداس واعطاء البركة لجماعتنا الرهبانية في روما، والى المطران مار يوحنا رفيق الورشا، المحتفل معنا بهذا القداس، واتمنى له بداية مثمرة في خدمته الرومانية، كوكيل بطريركي”.
وتابع :” وفي التفكير بالتعلق بالكرسي الرسولي، اود التعبير عن الطاعة المطلقة لقداسة البابا فرنسيس، والتأكيد على أننا نرافقه بالصلاة وبمحبتنا البنوية. إن رهبانيتنا لا تزال تتذوق الثمار الشهية للعناية التي يحيطها بها الذين يسوسونها باسم قداسة البابا، معربا عن سعادته لما يقوم به الكاردينال ساندري مع معاونيه في مجمع الكنائس الشرقية ، بكل كرم نفس، تجاه الرهبانية”.
وأضاف :” في تاريخها الحديث، عبرت الرهبانية عن هذا التعلق بانواع شتى، وخصوصا من خلال السفارة البابوية في لبنان. إنها مناسبة أوجه فيها كلام شكر وعرفان بالجميل إلى الكاردينال انطونيو ماريا فيليو، السفير البابوي الأسبق في لبنان، والحاضر معنا اليوم. كما أوجه، ولو من بعيد، عاطفة شكر خالصة إلى سعادة السفير البابوي جوزف سبيتري، أجد فيه دائما فضيلة الإصغاء المنتبه وقلب الراعي ، ومعه، تتابع الرهبانية مسيرة الثقة التي بدأتها مع سلفه، سيادة المطران غابريلي كاتشا ولن أنسى توجيه الشكر إلى المونسنيور ايفان سانتوس وقد تسلم، بجدارة، المسؤولية الأولى في السفارة كقائم بالأعمال، زهاء سنة كاملة، والشكر الجزيل إلى كل الأصدقاء المقيمين في روما والآتين من لبنان ومن بلدان أخرى من فاعليات وإعلاميين. شكرا إلى المطارنة وجميع حاملي رتبة المونسنيور، وسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الخازن، وسفيرة لبنان لدى ايطاليا، ميرا ضاهر والنائب شوقي الدكاش، والسفير جيلبير شاغوري، والدكتور سليم صفير، ورئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج، ووكلاء الرهبانيات، ورؤساء المعاهد، و الآباء والاكليريكيين، اوجه عاطفة شكر إلى الجاليةاللبنانية في روما والأصدقاء ، وبخاصة إلى المؤمنين الذين يؤمون هذه الكنيسة منذ سنوات، مؤكدًا لهم اننا فرحون وأننا نتشرف بتتميم خدمتنا معهم وبينهم فحضورهم هو نبع فرح لنا وهو يشرفنا”.
وشكر وكيل الرهبانية لدى الكرسي الرسولي الاب ميلاد طربيه على جهوده بلا كللٍ من اجل ايجاد مقر جديد للرهبانية في روما ومن اجل ايصالنا إلى هذا اليوم المجيد ، وجميع الذين ساعدونا لتحقيق هذه الخطوة النوعية في تاريخنا، خصوصًا رئيس مجلس ادارة بنك الاعتماد اللبناني الدكتور جوزف طربيه ، والسيد يوسف فرحات، والسيدة تيتزيانا وعائلتها، وجميع الذين عملوا في الخفاء، لانجاح هذا المشروع وهذا الاحتفال. أعبر أيضا عن فرحي بالوفد الذي رافقني من لبنان، آباء واخوة دارسين”.
وختم سائلا الرب “بشفاعة القديس شربل، البركة للرهبانية اللبنانية ولكل الحاضرين”.
الراعي
وبعد الانجيل ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: “الانسان الصالح يخرج الصالحات من كنزه الصالح ” أشار فيها الى ان “كلام الرب يسوع هذا ينطبق تماما على شخص القديس شربل الذي نحتفل بتدشين الدير على اسمه”، وقال: “يطيب لنا ان نهنىء الرهبانية اللبنانية المارونية عليه، لاسيما وانه سيكون مركز اشعاع روحي تغنيه روحانية القديس شربل، ولا احد منا يستطيع تقدير النعم التي ستفيض منه بشفاعة القديس شربل، ونهنىء الرهبانية بشخص رئيسها العام قدس الاباتي نعمة الله الهاشم والكيل العام لدى الكرسي الرسولي الاب ميلاد طربية والاباء والاخوة الآتين من لبنان لهذه المناسبة”.
أضاف: “يسرنا جدا ان يشارك في هذا الاحتفال الكاردينال ليونارد ساندري والاساقفة، وان حضور سفيري لبنان في الفاتيكان وايطاليا والنائب الدكاش وسواهما من شخصيات لبنانية وايطالية يضفي على هذا الاحتفال رونقا خاصا”.
وتابع: “القديس شربل هو بامتياز هذا الرجل الصالح الذي يخرج الصالحات من كنزه الصالح، هكذا فعل اثناء حياته على الارض وهكذا يفعل من سمائه بشكل عجيب ، بحيث تشمل النعم الالهية التي يغدقها القارات الخمس ، وجميع الناس من كل لون وعرق ودين وثقافة. فلقد اكتسب القديس شربل هذا الكنز الصالح بإتحاده الكامل بالله بالصلاة والتأمل بكلامه والاماتات وحياة التقشف”.
وقال :”يدعونا الرب يسوع لاكتساب الكنز الصالح في قلوبنا لكي نخرج منه دائما الصالحات على مثال القديس شربل، وبذلك نعطي معنى لحياتنا على الصعد العائلية والكنسية والسياسية”.
وختم: “نصلي كي يكون دير القديس شربل هذا مكان اكتساب الكنز الصالح الذي به نغني مجتمعنا وعلاقاتنا مع جميع الناس لمجد الثالوث الاقدس الآب والابن والروح القدس الان والى ابد الآبدين آمين”.
ساندري
وفي نهاية القداس القى ساندري كلمة نقل فيها محبة قداسة البابا للبنان وللحاضرين وهنأ البطريك الراعي والرهبنة اللبنانية المارونية عل هذا الاحتفال ، متحدثا عن تاريخ الكنيسة المارونية عبر العصور، وقال: “إن الرهبانية اللبنانية المارونية ساهمت من خلال هذا الدير بإطلاق رسالة الحياة الرهبانية في هذه المدينة الخالدة روما ، فالقديس شربل سيبقى منارة ليس فقط في لبنان بل ايضا في روما والعالم اجمع”.
ودعا “الكنيسة المارونية للتجذر أكثر في الينابيع والعودة الى جذورها النسكية والرهبانية”، مؤكدا “دورها الطليعي في الشرق الاوسط والعالم” .
كما دعا “كل الغيارى على محبة لبنان ومصلحة شعبه وكنيسته للصلاة والتضرع للقديس شربل كي يبقى شاهدا ومنارة على حضوره وحبه لابناء الكنيسة”، مشددا على “أهمية وجود لبنان وتاريخه ، والى وجوب ان يعود ليلعب دوره الطليعي على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم وعلى مستوى الحضور الماروني في العالم كله وليس في لبنان فقط”.
وأعلن ساندري أن “قداسة البابا يكن للبنان محبة خاصة ويتابع الاوضاع فيه، ويأمل ان تتنتهي الازمة التي يمر بها في أسرع وقت بالتضامن والمحبة بين جميع ابنائه من كافة الاطياف اللبنانية”.
وختم متمنيا “الازدهار للرهبانية اللبنانية المارونية وسائر الرهبانيات”، مؤكدا “محبة البابا فرنسيس وصلاته ومتابعاته لشؤون الكنائس الشرقية وللبنان بصورة خاصة”.
الدكاش
وبعد القداس تقبل الراعي والهاشم التهاني من الحاضرين في صالون الدير ثم انتقل الجميع الى مأدبة العشاء القى خلالها الدكاش كلمة هنأ فيها الرهبانية اللبنانية المارونية على هذا الدير، مؤكدا دورها في مساعدة اللبنانيين”.
وأكد أنه “عندما دق الخطر على لبنان، كانت الرهبانية اللبنانية المارونية المدافع الاول عن الوطن في وجه الاغراب ، هكذا كانت وهكذا ستبقى”، مشددا على “أهمية إلتفاف الناس حول كنيستهم ووطنهم والعمل يدا واحدة متضامين متكاتفين لإنقاذ وطننا”.