ويتناول موضوع الشكوى: اعتقال مدنيين وتعذيبهم واحتجازهم كرهائن خلافا للانظمة القانونية الدولية وارتكاب جرائم حرب واخفاء قسري.
وفي ما يلي نص الشكوى:
“في الوقائع: بعد اقفال معتقل انصار في الرابع من نيسان 1985 بسبب مقاومة شعبنا استحدثت القوات الاسرائيلية الغازية معتقل الخيام في الطرف الجنوبي الشرقي لبلدة الخيام. السجن اشرفت عليه المخابرات الاسرائيلية منذ اقامته اوائل العام 1985 وحتى اواخر 1987 اوكلت المهمة الى جهاز الامن القومي الاسرائيلي (الموساد) في حين تولى جهاز من العملاء من جيش لحد بقيادة العميلين عامر الفاخوري وجان حمصي وغيرهم مهمة استجواب وتعذيب المعتقلين باشراف الضباط الصهاينة.
ما مارسته قوات الاحتلال بحق معتقلي سجن الخيام يتناقض مع كل القوانين ومبادىء حقوق الانسان واتفاقية الامم المتحدة لمناهضة التعذيب.
فالسجن يفتقد الى ادنى الشروط الصحية فلا تهوية ولا تعرض للشمس وتعرض المعتقلون خلال وبعد التحقيق الى تعذيب بالكهرباء على اللسان والاظافر والعورة ورش الاسير بالماء البارد ومن ثم تحويل الكهرباء على جسده.
– التعليق بالعمود وجلد المعتقلين بكابلات الكهرباء ووضع الاسير معصب اليدين والعينين في ساحة المعتقل حوالي الشهر وخصوصا في فترة الاعتقال الاولى.
– اطفاء السجائر في الصدر والوجه
– احضار اخت الاسير او زوجته والتهديد بالاغتصاب
– تقييد الاسير في يديه وقدميه ووضع كيس من الخام ذي رائحة كريهة في رأسه ورميه على الارض في باحة المعتقل لمدة تتراوح بين يومين وخمسة ايام.
ونتيجة لاساليب التعذيب الجسدية والنفسية استشهد في المعتقل حوالي 16 اسيرا نذكر منهم: عبدالله غملوش من بلدة شقرا، ذكريا نظر، علي حمزة من الجميجمة، لبيب ابو غيدا من حاصبيا حقن بابرة سامة، حسين علي محمود من بلدة حولا، الحاج محمد ترمس (65 عاما) من بلدة طلوسة كان مريضا وتوفي نتيجة نوبة قلبية، اسعد بزي من بنت جبيل اصيب بمرض السرطان في السجن وتوفي في آب 1990، بلال السلمان وابراهيم ابو عزه استشهدا في انتفاضة المعتقلين 25 تشرين الثاني 1989 والاخير نزف دمه ولم ينقل الى المستشفى والبعض توفي من جراء التعذيب وافرج عنهم كي لا يموتوا في المعتقل منهم: سليم عواضة من الناقورة ورضا مصطفى من حولا.
وتم اغتيال الاسير هيثم دباجة في سجن الخيام بتاريخ 6/1/1995 والاسير علي الغول بتاريخ 25/12/1994 والاسير علي عبدالله حمزة استشهد في المعتقل ولم تسلم جثته.
وهناك معتقلون استشهدوا في مراكز التحقيق مثل يوسف سعد وصالح غرغر وآخرون مفقودون لا اثر لوجودهم حتى اليوم.
وبتاريخ 13/4/1995 أدلى الاطباء اللبنانيون المشرفون على علاج الاسرى المحررين في مستشفى الشرق الاوسط بشهادات اكدوا فيها ان الاسرى من جراء التعذيب يعانون من الامراض التالية: ضعف النظر، التوتر العصبي، تصلب الشريان التاجي للقلب، الفاريس، كسور في الانف، هبوط الضغط الوريدي في الاطراف، كسر الاصابع وخلع الاظافر، آلام الرأس، والاكتئاب والارق وانعدام الاكل، القرحة والروماتيزم.
وكشف الضابط النروجي Vidar Lehomn العامل ضمن فريق الامم المتحدة في لجنة الهدنة بين لبنان واسرائيل في تقرير عما شاهده من تعذيب بحق المعتقلين في معتقل الخيام، حيث اكد ان الرهائن تعرضوا للصدمات الكهربائية. واكدت منظمة العفو الدولية في تقريرها بتاريخ 6/5/1992 ان المعتقلين يتعرضون لتعذيب وحشي بواسطة الاسلاك الكهربائية باشراف ضباط اسرائيليين في معتقل الخيام.
بعض الشهود من الاسرى المحررين وعائلات شهداء المعتقلات نذكر: عمر الخالد، حسيب عبدالحميد، رباح شحرور، عفيف حمود.
في القانون: لما كان التعذيب جريمة وحشية ينبذها المجتمع الدولي وكافة مبادىء حقوق الانسان ولبنان من الدول التي انضمت الى اتفاقية مناهضة التعذيب التي تعتبر التعذيب جريمة متمادية لا تسقط بالتقادم وكما جريمة الاخفاء القسري والاتفاقيات التي وقع وصادق عليها لبنان تسمو وتعلو على القوانين الوطنية المحلية.
ولما كانت هذه الافعال الجرمية تحت طائلة المساءلة كما تنص اتفاقية مناهضة التعذيب والبروتوكول الاختياري للاتفاقية وغير قابلة للسقوط بالتقادم، نقدم هذه الشكوى متخذين صفة الادعاء الشخصي طالبين التحقيق مع المدعى عليهم كمجرمي حرب وتعذيب واخفاء قسري حسب القوانين الدولية والاتفاقيات التي صادق عليها لبنان واتخاذ بحقهم اشد العقوبات والزامهم بالتعويضات المطلوبة.
وأرفقت الشكوى بوثائق عن معتقل الخيام، وانواع التعذيب واسماء المعتقلين وتقارير اعدها المركز ومنظمة العفو الدولية وشهادات للمعتقلين.