وحضر اللقاء عن الجانب اللبناني، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة امل مدللي، والسفير اللبناني لدى واشنطن غابي عيسى والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم.
أما عن الجانب المصري، فحضر وزير الخارجية سامح شكري، مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس محسن عبد النبي والمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.
وتناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها على الصعد كافة. وأكد الرئيس السيسي في مستهل اللقاء دعم جمهورية مصر العربية للبنان رئيسا وحكومة وشعبا، مؤكدا ضرورة ان يبقى لبنان بعيدا عن أي استهداف. وقال: “إن مصر حريصة على استمرار الامن والاستقرار في لبنان.”
ورد الرئيس عون شاكرا للرئيس السيسي عاطفته ووقوف مصر الدائم الى جانب لبنان، مشددا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين وتأمين أسس متينة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس عون لمصر.
وكانت جولة أفق حول أبرز التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية والاوضاع في الخليج، لا سيما بعد التطورات الاخيرة التي حصلت عبر استهداف مصافي النفط التابعة لشركة “أرامكو” السعودية والتجاذبات الحاصلة حول هذا الموضوع. ورأى الرئيس السيسي في هذا السياق، أن أمام العرب مسؤوليات واضحة من أجل أن يعود السلام والاستقرار الى الدول العربية.
وتطرق الحديث أيضا الى ما يعرف بـ”صفقة القرن”، فجرى التأكيد على أن “أي صيغة لا يوافق عليها الفلسطينيون، لا يمكن أن توافق عليها الدول العربية وهذا الموقف واضح وجامع وقد سبق التأكيد عليه”.
وتوقف الرئيسان خلال اللقاء عند وضع الفلسطينيين والمعاناة التي يواجهونها. أما بالنسبة لقضية اللاجئين الفلسطينيين، فجرى التأكيد أن “لا بد من عمل عربي مشترك لتحريك هذه القضية المجمدة”.
وجدد الرئيس السيسي موقف بلاده الداعم للبنان، مؤكدا انه لن يدخر أي جهد في سبيل مساعدته والتحرك من اجل ايجاد حل لقضية النازحين السوريين ما لهذه القضية من تداعيات سلبية على مختلف القطاعات في لبنان.
وتطرق البحث كذلك الى الوضع في الجنوب بعد التطورات الاخيرة، فأكد الرئيس السيسي أن بلاده تابعت هذا الموضوع بدقة وبقيت على تواصل مع الولايات المتحدة وجهات أخرى من اجل عدم تصعيد الموقف وابقاء حالة الاستقرار السائدة منذ عام 2006. وقال: “ان الرأي العام العربي لا يمكن ان يقبل بأن يتعرض لبنان لأي اعتداء جديد كما حصل في العام 2006”.
وخاطب الرئيس المصري الرئيس عون قائلا: “إننا نتكل على حكمتكم وعلى موقفكم الوطني الكبير لمعالجة كل هذه الحوادث التي تحصل والتي لا يجب ان تعطى اي ابعاد “.
وبعد ذلك دار حديث حول التعاون الاقتصادي، ولا سيما في المجال الزراعي وتصريف الانتاج اللبناني، وتم الاتفاق على متابعة المواضيع عبر الوزراء المختصين.
واشارت مصادر الوفد المصري، الى أن الرئيس السيسي أكد للرئيس عون الاعتزاز بخصوصية العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، معربا عن تمنيات مصر له ولحكومته بالنجاح بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني في تحقيق المزيد من التقدم والأمن والاستقرار.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس عون ثمن العلاقات الأخوية المميزة التي تربط الدولتين الشقيقتين، معربا عن تقدير بلاده لمصر كركيزة أساسية في دعم وحفظ الاستقرار بلبنان والمنطقة العربية ككل، ومشيدا بالتجربة المصرية الملهمة التي تعزز من أولويات النجاح التنموي، والتي تعد نموذجا يحتذى به في دول المنطقة.
وأوضحت أن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات، كمشروعات الكهرباء والبنى التحتية والطاقة، كما تم تأكيد أهمية تعزيز علاقات التبادل التجاري بين مصر ولبنان، والعمل كذلك على زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة.
وأضافت المصادر المصرية أن اللقاء تطرق أيضا إلى مناقشة الأوضاع في سوريا، وكذلك عدد من الملفات العربية الأخرى، حيث تم التوافق حول استمرار التنسيق والتشاور المتبادل والمكثف في هذا الصدد.
غامبا
ثم التقى الرئيس عون في مبنى الامم المتحدة، القائمة بأعمال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة المعني بالعنف ضد الاطفال فرجينيا غامبا في حضور الوفد المرافق، وتم البحث خلال اللقاء في سبل التعاون مع لبنان لحماية الاطفال ومكافحة تعرضهم للتجنيد والاستغلال لا سيما خلال النزاعات المسلحة. وأعربت السيدة غامبا عن رغبتها في الحضور الى لبنان للتداول مع هيئات تعنى بشؤون الاطفال في سبيل تأمين الحماية لهم ووضع حد للعنف والانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء، عبر بدء حملات توعية لعدم تجنيدهم واستغلالهم بأعمال عسكرية وغير عسكرية.
وأكد الرئيس عون من جهته على الاهتمام الخاص الذي يحظى به الطفل في لبنان من مختلف النواحي، موضحا أنه إذا كانت هناك من ممارسات معينة تحصل في المخيمات الفلسطينية كما جاء في تقرير إحدى المنظمات الدولية، فإن لهذه المخيمات وضعا خاصا، ومن الممكن العمل على التوعية في هذا المجال. وقدمت السيدة غامبا سلسلة اقتراحات في هذا الاطار تقرر أن يتم درسها بالتفصيل مع الجانب اللبناني في لقاءات لاحقة.
كريتيان
كما التقى الرئيس عون في وقت لاحق رئيس وزراء كندا السابق جان كريتيان على رأس وفد، وعرض معه العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها ودور اللبنانيين في كندا الذين ينسجون افضل علاقات الصداقة مع الشعب الكندي.
واستذكر كريتيان زياراته الى لبنان والحفاوة التي كان يستقبل بها وقال: “ان ذلك دليل على ما يجمع بين البلدين”. وطلب الرئيس كريتيان خلال لقائه الرئيس عون دعم لبنان لعضوية كندا في مجلس الامن الدولي في العام 2021-2022. وتطرق البحث ايضا الى الدور الذي يمكن ان تلعبه كندا في تعميم دور “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي اطلقها الرئيس عون واقرتها الامم المتحدة قبل ايام. وتم التوافق على ضرورة توسيع اطر التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات عدة من خلال تبادل الخبرات وتواصل رجال الاعمال وتفعيل الاستثمار.
سولبيرغ
ثم التقى الرئيس عون رئيسة وزراء النروج ايرنا سولبيرغ على رأس وفد. وفي مستهل اللقاء، رحبت سولبيرغ بالقرار الاممي بإنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” في لبنان، لا سيما وأن النروج كانت من الدول الراعية لإنشاء هذه الاكاديمية.
وتناول البحث التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصا في مجال قطاع النفط والغاز لا سيما وأن النروج ساعدت في الكشف الاولي على مواقع النفط والغاز في لبنان، ووضعت خبرة مؤسساتها في هذا المجال بتصرف لبنان.
وطلبت الرئيسة سولبيرغ خلال اللقاء، دعم لبنان لعضوية النروج في مجلس الامن في العام 2021-2022.
وتناول اللقاء ايضا الاوضاع في الشرق الاوسط وعلى الحدود الجنوبية، فأكد الرئيس عون التزام لبنان تطبيق القرار 1701، مشيرا الى أن اسرائيل هي التي تنتهك هذا القرار وبشكل دائم برا وبحرا وجوا.
وفي ختام اللقاء شكر الرئيس عون النروج على دعمها للبنان في مختلف المجالات ورعايتها إنشاء “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، مقدرا جهود الرئيسة سلوبيرغ وحرصها على نسج علاقات متينة مع لبنان.