عقد وزير الدفاع الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم، في مبنى الوزارة، عرض فيه نتائج التحقيق الذي اجراه الجيش اللبناني في ما خص الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، وقال: “الموضوع الذي سنتحدث عنه ونشرحه هام جدا، لاول مرة الجيش اللبناني يعرض نتائج تحقيقات قام بها بمهنية عالية جدا. نتحدث عن الطائرات المسيرة التي اخترقت اجواء مدينة بيروت واعتدت على الضاحية الجنوبية منذ اسابيع، وهذا لم يكن الخرق الاول 1701 من قبل العدو الاسرائيلي والجميع يعرف ان خروقات العدو هي بالمئات خلال اشهر، وفي الشهرين الاخيرين هناك 480 خرقا للقرار 1701 من قبل العدو الاسرائيلي انما هذا الخرق بالتحديد يعتبر الاخطر منذ اعلان القرار 1701 اي منذ حرب تموز”.
وأضاف: “هذا اخطر عمل عدائي، إذ من الواضح ان الاسرائيلي اعتمد تغيير قواعد الاشتباك مع لبنان وللمرة الاولى نرى طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات تعبر فوق مطار بيروت وتعرض الملاحة الجوية للخطر وتنفجر في شوارع ضاحية مدينة بيروت، لهذا سنقدم لكم عرضا موجزا للتحقيق الذي قام به الجيش اللبناني، كما سنعرض الان الطائرة المسيرة التي استطاع الجيش تفكيكها وتحليلها”.
وتابع: “الاعتداء حصل بتاريخ 25-8-2019، واردنا ان نعرض هذه الطائرة المسيرة لنؤكد انها ليست مسيرة عادية انما فيها صناعة عسكرية. وهذه الطائرة الاولى التي وصلت عند الاولى و19 دقيقة فجرا، وسقطت على سقف من القرميد في المنطقة المحدد لها ان تصل اليها. اما الطائرة الاخرى التي انفجرت فتبعت الطائرة الاولى عند الثانية و11 دقيقة فجرا، اي بعد 42 دقيقة من سقوط الطائرة الاولى، مما يؤكد انه كان هناك خطة فيها اكثر من طائرة. والعرض سيبين انه كان هناك طائرات UAV في الاجواء فوق هذه الطائرات لكي تسيرها.
وعرض بو صعب للصحافيين جزءا من الطائرة وهو الصندوق الذي كان يحمل المتفجرات البلاستيكية التي تزن 4.5 كيلوغراما، وهو يلتصق بالطائرة وله يدان تساعدانه للوصول الى الهدف الذي كانت ستوضع عليه المتفجرات.
كما عرض على شاشة في القاعة، صورا للطائرة المسيرة الاولى وهي صناعة octocopter coax x8 لها ثماني محركات واربعة اذرع، والصندوق الذي يحمل المتفجرات. وعرضت أيضا، أجزاء الطائرة والمتفجرات التي تحملها، مشيرا الى أن ذلك يؤكد ان “الهدف منها عدائي وليس للتصوير”.
وتحدث عن قدرات الطائرة وحمولتها التي تتراوح بين 17.4و7.2 كيلوغراما مع الصندوق والمتفجرات 4.5 كيلوغراما خليط من المتفجرات البلاستيكية، ومدة طيرانها ومتوسط سرعتها ومسافة طيرانها. اما الشركة المصنعة فهي شركة إسرائيلية واسمها commtact وعنوانها وهاتفها معروف داخل الاراضي المحتلة.
ثم كان شرح للمقدم سمير شمس الدين عن قدرات الطائرة، الذي أكد على “هدفها العسكري والتحكم بها عبر طائرة وسيطة وهي UAV تتحكم بها من الاعلى، ومن مميزاتها انها مشفرة بطريقة تقنية عالية وصناعتها وهدفها عسكري بشكل محترف وجهاز الاستقبال الصغير الذي تحمله الطائرة يستعمل عند تجربة الطائرة وفحصها قبل المهمة”.
ثم قال بو صعب: “استطاعت الاجهزة الفنية في الجيش اللبناني التوصل الى معلومات تظهر لنا اول مرة تقام فيها نقطة تفتيش للمهمة التي تقوم بها الطائرة، والمهمة كانت تبدأ ونقطة فحص المهمة تحدث عن بعد 11.6 كلم مقابل مطار habonim في الاراضي المحتلة. انطلقت من البحر اما على متن زورق او شيء اخر يوضع جهاز يسمى mission check point بعد ذلك تنطفىء وتنتقل الى المرحلة الثانية، وقد استطاع الجيش أيضا ان يعرف كيفية برمجة هذه الطائرة”.
ثم عرض سجل الرحلة المخططة مسبقا واستخلاص مسار كامل الرحلة من نقطة الانطلاق ومسارها وصولا الى الهدف المحدد لها، بالاضافة الى وجود مسلك مبرمج للعودة الى نقطة استرجاع محددة مسبقا. ونقطة الانطلاق كانت على 4180، والخطورة تكمن في انها مرت على مسار الطائرات المدنية. وتم التحكم بالطائرة باستخدام طائرة استطلاع UAV اخرى كوسيط، ويعزز ذلك تصميم الهوائيات الذي يتيح التحكم بالطائرة عبر وسيط محمول جوا”.
وتحدث عن سيناريو العملية وكيفية اطلاق الطائرة من البحر وكيف سيرت بواسطة الطيار الالي لإيصالها الى البقعة المستهدفة، فالانتقال الى التحكم اليدوي للمناورة داخل البقعة.
وبعد عرض Drone Path Stimulation لسيناريو العملية، وعرض آخر لمسار الطائرة الثانية التي تبين بعد الكشف انها مماثلة للطائرة الاولى نظرا لتطابق الأجزاء. قال بو صعب: “أحببنا ان نعرض هذا الموضوع ليطلع لبنان والمجتمع الدولي والرأي العام على الاعتداءات المتكررة الإسرائيلية، وخطورة هذا الاعتداء انه طاول منطقة آمنة فيها مدنيون، والطائرة محملة بمتفجرات كان يمكن تركها في اي مكان من هذه المنطقة الامنة وتفجيرها عن بعد. اليوم، اختلفت طريقة الاعتداءات برمتها، فلم نعد نقول انها اعتدت علينا بواسطة طائرة اف 16 على المطار او فوقه او البقاع او الشمال، بل تغيرت نوعية الاعتداءات، وهذا تغيير خطير في قواعد الاشتباك ونأمل ان تتوقف هذه الاعمال”.
بعد ذلك، اجاب وزير الدفاع على أسئلة الصحافيين، فقال: “الجيش اللبناني لديه قرار دائم بالدفاع عن لبنان وارضه، وفي اي وقت واي هدف يرى اعتداء من العدو الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية لديه قرار واضح بالدفاع عن ارضنا، واكبر دليل على ذلك اطلاق الجيش النار على مسيرة إسرائيلية فوق موقع له في الجنوب. ان العدو الإسرائيلي هو الذي كان متحكما بهذه العملية عبر الجو والبحر، اما الهدف من عملية المسيرات فقد قال العدو انه من يعرف الهدف، وما تبين لدينا انها وصلت الى منطقة سكنية آمنة وهو مكان مفتوح للجميع والهدف قد يكون مصلحة تفيد بالسياسة الداخلية للعدو. نحن نقوم بالدفاع عن النفس في وجه اعتداء إسرائيلي واضح، وهذا حق مشروع للبنان وللدولة اللبنانية، والبيان الوزاري ينص على حق الدفاع بمواجهة اي اعتداء من هذا النوع. هناك بعض الزوارق المطاطية لا يلتقطها الرادار كما يلتقط الزوارق والبوارج الكبيرة، يمكن ان تكون فرقة كومندوس او سوى ذلك. ليس لدينا نتيجة واضحة عن الهدف من اطلاق المنصة التي كانت موجودة عليه في البحر عند انطلاق المسيرة”.
أضاف: “الجيش لم يبادر للاعتداء او اطلاق النار انما لن يقصر في الدفاع عن لبنان، فأطلق النار على طائرة كانت تصور فوق أحد مراكزه”.
وأكد ان “موضوع عامر الفاخوري لا له علاقة بالمسيرات والاعتداء الاسرائيلي”، مشددا على ان “للجيش طائرات مسيرة يسيرها فوق المعابر غير الشرعية”. وقال: “سمعنا الكثير عن موضوع عامر الفاخوري في الاونة الاخيرة، وعندما تكون الامور قيد التحقيق فإننا ننتظر انتهاءه للتحدث عن الوقائع وفق المعلومات. عامر الفاخوري صدر بحقه حكم غيابي من المحكمة العسكرية بجرم إجراء اتصال مع العدو الاسرائيلي، ضمن ملف يضم تسعة اشخاص برىء أحدهم، في 24/7/1997، اي قبل التحرير عام 2000. بعد عام 1996 كانت اراضي الجنوب تحت الاحتلال وبقي عامر في ميليشيا لحد حتى عام 2000. هذه كل المعلومات التي كانت متوفرة لدى المحكمة عندما أصدرت حكمها على الفاخوري ب 15 سنة مع الاشغال الشاقة، واليوم نسمع انه كان يقوم بدور مختلف بعد 1996 في سجن الخيام. لماذا أعطي الامر هذه الخلفية؟”.
أضاف: “الحكم صدر عام 1996 واسم عامر الفاخوري مدرج على البرقية 303 كما حال الكثير من العملاء الذين كان لديهم اتصال مع العدو الاسرائيلي، وبالتالي ليس هناك نظرية مؤامرة، لماذا شطب اسمه عن 303، بحسب السجلات الموجودة لم يكن هناك معلومات كافية وهذا ما توفر لاجهزة الدولة كلها بعد صدور الحكم مر عليه الزمن. طبعا هناك عملاء بدرجات، وكل واحد تختلف مسؤوليته عن الاخر انما لا نحن ولا الجيش متهاونون مع عميل قتل وعذب وكان له دور فعال بمشاركة العدو او ميليشيا لحد بحق الجيش اللبناني او المواطنين او المقاومين اللبنانيين. 303 هو تدبير لتوقيف اشخاص بحقهم اخبار بالتعامل مع الاسرائيلي او لهم دور في عملية ارهابية، إنه وسيلة ولكن في النهاية التحقيق هو من يقرر البريء من المدان. عندما رفع اسم الفاخوري عام 2017 من 303 فلأن ملفاته في المحكمة العسكرية كانت وفق هذه التهمة انما تبين فيما بعد ولا سيما بعد توقيفه، ان هناك تهما اخرى في حقه”.
وختم: “اليوم لا يزال لدينا 3571 اسما مدرجة على 303 لهم علاقة بميليشيا لحد او بالتعامل مع الاسرائيلي في الجنوب، هذا لا يعني اننا نشطب اسماء كل الأشخاص عن 303 بل هناك اشخاص تسحب أسماؤهم لانه وضع معيار معين واتخذ القرار في المجلس الاعلى للدفاع منذ سنوات كل شخص مذنب سيحاكم، وهناك اشخاص ذهبوا الى الاراضي المحتلة ويريدون العودة، هناك اطفال ولدوا هناك لا ذنب لهم وحقهم ان يعودوا ولا اعتقد ان هناك اختلافا في السياسة بين الافرقاء في هذا الملف والقضاء اللبناني لا يخضع لاي ضغط من احد في أي ملف”.