كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من المشاركين في برنامج زمالة رواد الديموقراطية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا “World learning” في الجامعة الاميركية في بيروت، برئاسة شانتال سعيد مشنتف، وهو برنامج ممول من قبل الشراكة الاميركية الشرق اوسطية التابعة لوزارة الخارجية الاميركية ويضم شبابا من مختلف الدول العربية.
مشنتف
بدأ اللقاء بكلمة للسيدة مشنتف، شكرت فيها الرئيس عون على “الفرصة التي اتحتموها لنا والتي لا شك في انها فرصة فريدة لصقل هذه التجربة التعليمية ولاضفاء وقع مميز على مسار كل من الزملاء واعضاء فريق العمل على حد سواء”.
واشارت الى ان “برنامج زمالة رواد الديموقراطية يرمي الى تطوير الحوكمة الشاملة وتمكين المجتمع المدني في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، عبر تزويد رواد من ديموقراطيات ناشئة ومن المجتمع المدني بدروس اكاديمية، تتبعها زمالة ترتكز على بناء المهارات بهدف تحقيق التطور المهني للزملاء، ويقوم كل سنة على اختيار افضل الشباب الفاعل والمؤثر جمعويا وسياسيا معا يشكلون فسيفساء متنوعة ومتناسقة من شباب العالم العربي”.
وقالت: “لا يخفى غليكم فخامة الرئيس، بأن جل البلدان المشاركة في البرنامج تتشارك في العديد من الصعوبات وتجابه العديد من التحديات التي تعيق تحقيق التنمية والرخاء لشعوبها. ومن ابرز هذه التحديات الحرب على الارهاب وارساء ثقافة السلام ومقاومة الآفات الاجتماعية، كتمكين المرأة باعتبارها عنصرا فاعلا في المجتمع، والقضاء على البطالة التي وصلت الى معدلات كبرة، لا سيما لدى الشباب الحامل للشهادات العليا وغيرها من القضايا التي نعمل على حلها كقادة شباب فاعلين في اوطانهم”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد في لبنان، املا “ان يكون حضوركم ومشاركتكم في البرنامج ناجحين على مختلف المستويات سواء الثقافية منها او السياحية”، مشددا على ان “لبنان بلد مضياف ونحن نؤيد العمل الذي يقوم على اساسه البرنامج لجهة تشجيع الجيل الشاب، لا سيما النساء، على الانخراط في العمل العام”، مشيرا الى “اهمية تشجيع المرأة على الانخراط اكثر فأكثر في المجال السياسي”، موضحا ان “المرأة في لبنان تتمتع بكامل حقوقها المدنية والسياسية وذلك منذ خمسينات القرن الماضي، وقبل العديد من الدول حتى الاوروبية منها”.
حوار
ودار حوار بين اعضاء الوفد ورئيس الجمهورية، حيث شدد الرئيس عون على ان “عالم الشباب وعالم المسؤولين متكاملين، وعلى الشباب ان يؤهلوا انفسهم للانخراط في العالم السياسي اكثر فاكثر”، منوها ب”اهمية ان تفسح الجامعات في المجال لهم لكي يتلقوا هذا التأهيل المطلوب”، وبأنه طالب بهذا الامر “مختلف الجامعات في لبنان عبر رسالة وجهتها اليها”.
وقال رئيس الجمهورية: “نعمل على ادخال قدرات كبيرة الى دوائر القرار والى مختلف سلطاته”، ولاحظ ان “العمل الاقتصادي منفتح كالسياسي على دخول الطاقات الشابة اليه”، وأكد “اهمية تعزيز الكفاءات الشابة والاختيار منها في كل ميادين العمل العام”.
واشار الى “ضرورة ايلاء موضوع الهجرة الريفية الى المدن، لا سيما الى العاصمة بيروت، اهمية اساسية، من خلال تشجيع مختلف قطاعات الانتاج وايجاد فروع للجامعات اللبنانية والمعاهد المهنية في القرى والبلدات البعيدة عن المدن الكبرى، لتركيز الشباب في اماكن وجودهم والحد من نزوحهم”.
ورأى رئيس الجمهورية ان “للبنان خطة اقتصادية من شأنها احداث تغييرات جذرية في البنى الاقتصادية، وذلك لمواجهة مختلف التحديات العصرية والخروج من الازمة الراهنة. وقد تم تحديد القطاعات المنتجة وتوظيف الطاقات فيها، ما من شأنه تعزيز مختلف المناطق اللبنانية”، املا “ان يتم الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج في وقت قريب تطبيقا لهذه الخطة”.
وردا على سؤال، شدد الرئيس عون على ان “موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين يشكل عبئا كبيرا على لبنان الذي بات غير قادر على تحمله، سواء لجهة مضاعفة الكثافة السكانية ام لجهة ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب اللبنانيين اضافة الى الشح في الموارد لدى لبنان”، معتبرا ان “مختلف الخدمات تعاني ايضا نتيجة هذا العبء، ما يضاعف من نسبة هجرة اللبنانيين الى الخارج، وهذا بحد ذاته يشكل ازمة، من دون ان نغفل ارتفاع نسبة الجرائم نتيجة الظروف الاقتصادية التي نعاني منها، وزيادة مشاكل التعليم، وضعف البنى التحتية التي لا يمكنها مجتمعة استيعاب نتائج هذا العبء”.
ولفت الى ان “نسبة المساعدات الدولية لا توازي نسبة الحاجات”، مشيرا في الوقت عينه الى ان “هذا العبء بات مفروضا علينا لأن البعض يشترط مسبقا ايجاد الحل السياسي في سوريا قبل عودة النازحين”.
وفي معرض رده على سؤال من احد اعضاء الوفد، استعاد رئيس الجمهورية الازمة القبرصية “التي لا تزال دون حل بعد مرور 45 سنة على بدايتها، والقضية الفلسطينية التي تبقى دون حل بعد 71 سنة على حصولها”، معتبرا ان “لا حل لها في الافق، اذا ما استمرت السياسة الدولية في التوجه عينه، حيث وهبت الولايات المتحدة مدينة القدس الى اسرائيل، وهي اصلا لا تملكها، كما وهبتها الجولان، وهناك تصاريح تعد بضم غور الاردن والمستعمرات المبنية على اراض عربية الى اسرائيل”.
وقال: “كل ذلك هو ضد مبادىء الشرعية الدولية، لا سيما وان النازحين السوريين الى لبنان اتوا نتيجة تدهور الاوضاع الامنية التي استتبت اليوم في معظم اراضي سوريا، وبات بمقدورهم العودة الى ديارهم، لكن هناك من يمنعهم من العودة، وهذا يشكل بذاته احدى المظالم التي تصيبنا في لبنان من بعض المجتمع الدولي”.
رئيس المجلس الدستوري
واستقبل الرئيس عون رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، وعرض معه اوضاع المجلس وسبل تحسين وتفعيل عمله اضافة الى امكان توسيع صلاحياته.
الهلال الاحمر الكويتي
وبحث الرئيس عون مع وفد من “جمعية الهلال الاحمر الكويتي” الذي زاره برئاسة رئيس الجمعية الدكتور هلال الساير في حضور السفير الكويتي عبد العال سليمان القناعي ورئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، اوضاع الجمعية ونشاطاتها داخل الكويت وخارجها، اضافة الى تعزيز سبل تعاونها مع الجمعيات والمؤسسات اللبنانية في لبنان.
الساير
وتحدث الدكتور الساير، فهنأ الرئيس عون على “اقرار الامم المتحدة انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” في لبنان”، منوها ب”أهمية هذه الخطوة”، شارحا بإيجاز اهداف الجمعية منذ انشائها، والتي “تصب في خانة مساعدة الانسان عند الحاجة اينما كان”، مشيرا الى مساهمتها في بناء مستشفى المنية.
ونوه الجانب الكويتي ب”التعاون القائم بين جمعية الهلال الاحمر الكويتي والصليب الاحمر اللبناني”، ذاكرا منها “مشروع شراء المنتجات الزراعية وتوزيعها على المحتاجين بهدف مساعدة المزارعين من جهة والاسر المحتاجة من جهة ثانية”، مشيرا الى “مشاريع اخرى بدأ العمل فيها، ومنها العيادات المتنقلة بالتعاون مع الصليب الاحمر اللبناني والشركاء الدوليين، وهي قائمة على تبرعات من الشعب الكويتي الى الشعب اللبناني الشقيق”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون شاكرا الوفد على “الجهود التي يبذلها لمساعدة اللبنانيين والنازحين الذين يستضيفهم لبنان”، مثنيا على “التعاون القائم بين الجمعية والصليب الاحمر اللبناني لما فيه مصلحة الانسان، وهو امر ساعد على تقديم المساعدات للنازحين السوريين ايضا الذين يحتاجون الى رعاية صحية يقدمها لهم لبنان”.