اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “ضرورة العودة لحمل شعار القضية الاساسية والجوهرية وهي قضية فلسطين”، داعيا الى “التنبه للمخطط الاسرائيلي الذي يهدف الى فرض الحلول على الدول العربية عبر “صفقة القرن”، لا سيما وان اسرائيل ترى ان الظروف مؤاتية لتحقيق مبتغاها في ظل التشرذم القائم بين الدول العربية”.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم رئيس الهيئة التنفيذية في “رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية” اللواء عثمان عثمان مع وفد من المشاركين في “مؤتمر الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب” الذي بدأ اعمال دورة جمعيته العمومية الـ28 اليوم في بيروت.
ابراهيم
في مستهل اللقاء، القى اللواء ابراهيم مغربي ابراهيم كلمة باسم الاتحاد، شكر فيها رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، مشيرا الى أن “الاتحاد العربي للمحاربين القدماء يمثل أسر اكثر من عشرة ملايين شهيد ومصابي العمليات الحربية”، وقال: “نخص بالشكر رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية لكرم الاستقبال والاعداد الممتاز ومساهمتها الفاعلة التي تعتبر من الاعمدة الرئيسية للاتحاد”.
رئيس الجمهورية
ورحب الرئيس عون بالوفد، معربا عن سعادته بلقاء أعضائه وقال: “جميعكم زملائي وحياتنا العسكرية قاسية تتضمن الالم والوجع وأيضا الشجاعة. فالعسكري يعيش شعور الوجع جراء الخسائر التي تسقط، وشعور الفخر لأنه يخوض معركة شرف من اجل الوطن”.
ولفت الى “أن المحاربين القدامى يتذكرون دائما صورة رفاق السلاح الذين استشهدوا او جرحوا وهم يحاربون معا، فتبقى هذه الصورة في مخيلتهم. لذلك إن وجودكم في الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب مهم جدا، لانه عندما نقول أن الشهيد خالد عند ربه، يجب أن يرافق ذلك وجود من يستذكره على الارض، وكذلك من يقف الى جانب المصابين والذين يعانون من إعاقة اصعب بكثير احيانا من الاستشهاد”.
وأمل الرئيس عون “ان يكون النجاح عنوان المؤتمر الذي بدأ اعماله اليوم في بيروت لان موضوعه يمس كل شخص يشارك فيه”، وتوجه الى أعضاء الوفد بالقول: “الاهم هو أن تلتقوا، فالحرب أفقدتنا الملايين، لا سيما في الفترة الحالية حيث مختلف الدول العربية تتنافر في ما بينها، في ظل صراع النفوذ بين الدول العظمى على المنطقة، ونحن نحصد تداعيات هذا الصراع من جوع ومآس ومعاناة وحروب وارهاب، في مقابل المخطط الاسرائيلي الهادف الى تحقيق ما يسمى ب”صفقة القرن”، لأن اسرائيل ترى ان الفرصة مؤاتية في هذه الظروف لتحقيق مبتغاها في ظل التشتت والانقسام العربي”.
اضاف: “ان محاولة فرض الحلول علينا يجب ان توقظ الجميع للعودة الى القضية الاساسية. لأنه في حال حصل غير ذلك، لا نعلم ما هي النهاية التي سنصل اليها ولكن من المؤكد أنها ستكون صعبة جدا. فضم المزيد من الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل اصبح من الوسائل الاساسية التي تستعمل في السباق الانتخابي الاسرائيلي. لذلك علينا اليوم العودة لحمل شعار فلسطين، شعار القضية الاساسية، ولنصغي الى صوت العقل والقلب، خصوصا أن اسرائيل لا تعمل فقط على مستوى افراد، بل على مستوى شعوب بهدف بث التفرقة بينها”.
وفد من جامعة ستانفورد الاميركية
من جهة اخرى، اعتبر الرئيس عون ان “تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة مساء اليوم في نيويورك لطلب لبنان انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” مركزها في بيروت، هو حدث تاريخي وانجاز يسجل لوطن التعددية والعيش المشترك، بهدف ارساء ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب المختلفة”.
واكد رئيس الجمهورية ان “ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد على رغم وجود اختلافات في الرأي السياسي، الا ان هذه التعددية في الآراء دليل ديموقراطية”.
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا طلابيا من جامعة “Stanford Graduate School of Business” في الولايات المتحدة الاميركية، ضم نحو 70 طالبا من جنسيات مختلفة يزورون لبنان للاطلاع على معالمه الحضارية والسياحية، وقد حاوروا رئيس الجمهورية في الاوضاع العامة ودور لبنان في محيطه والعالم ورؤية الرئيس عون لمستقبل لبنان.
ضاهر
في مستهل اللقاء، تحدث الطالب كارل ضاهر فأشار الى ان “الزيارة تأتي في اطار التعرف اكثر على ما يتمتع به لبنان من ميزات متعددة تجعله وطنا نموذجا في منطقة الشرق الاوسط”، شاكرا الرئيس عون على استقباله الوفد.
رئيس الجمهورية
ورحب الرئيس عون بالوفد، متمنيا له “اقامة جيدة ومفيدة في لبنان للتعرف على ما يتمتع به من غنى ثقافي وحضاري”.
وردا على سؤال لفت رئيس الجمهورية الى أن “من اهم التحديات التي يواجهها لبنان هي تداعيات عبء النزوح السوري اليه، لا سيما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية”، مؤكدا “أننا نحاول ايجاد انسجام بين مختلف الاولويات، الطارئ والملح منها، وبين بعض القيم الاساسية، خصوصا لناحية ايجاد فرص عمل للشباب عبر تحقيق الازدهار الاقتصادي”.
واشار الى أن “اولويات رئيس الجمهورية كثيرة ومتعددة وتحقيقها بالتوازي والتساوي من اهم مسؤولياته، كفرض الامن في البلد والعدالة الاجتماعية والازدهار”، وأوضح أن “ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد”، لافتا الى “وجود اختلاف في الرأي السياسي ولكن هذه التعددية في الآراء هي دليل على ديموقراطية لا تشكل اي خطر على الوطن في ظل الاعتراف بحق الاختلاف واحترام حرية التعبير”.
وبعدما تحدث الرئيس عون عن اهمية انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” ودعم الجمعية العمومية للامم المتحدة لانشائها، لفت الى ان “فشل مؤسسات المجتمع الدولي، من عصبة الامم الى الامم المتحدة ادى الى سيطرة سياسة القوي الذي يأكل الضعيف. فسقطت قواعد تحديد واحترام حقوق الضعفاء من الشعوب وبقي السلام حبرا على ورق واندلعت الحروب في العالم”.
واكد رئيس الجمهورية ان “الشرق الاوسط شهد عدة حروب جراء تنافس القوى العظمى للسيطرة على الدول الصغرى”، مشددا على أن “من واجباتنا كبلد رسالة، ان نغير سلوك البشر السلبي عبر تعليم وتعميم ثقافة الحوار والتقارب لنبذ التعصب والتطرف، وهذه هي رسالة وهدف هذه الاكاديمية التي نطمح الى إنشائها في لبنان”.
الرئيس السابق لحكومة فكتوريا الاوسترالية
الى ذلك، كانت العلاقات اللبنانية – الاوسترالية محور بحث بين الرئيس عون والرئيس السابق لحكومة ولاية فكتوريا الاوسترالية السيد ستيف براكس الذي يتحدر من اصل لبناني، والذي زار قصر بعبدا يرافقه نائبه جون تويتس ورئيس غرفة التجارة اللبنانية – الاوسترالية في ولاية فكتوريا القنصل الفخري للبنان السيد فادي الزوقي والسيد كريستوفر شيروود.
براكس
ونقل براكس الى الرئيس عون تحيات ابناء الجالية اللبنانية في ولاية فكتوريا الاوسترالية ورغبتهم بتعزيز التعاون بينهم وبين لبنان في المجالات كافة، لا سيما من الناحيتين الاقتصادية والتجارية”.
واشار الى ان “الفرص المتاحة امام رجال الاعمال الاوستراليين والمتحدرين من اصل لبناني كثيرة”، مشددا على “وقوف اوستراليا الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية”.
الزوقي
وتحدث القنصل الزوقي عن التنسيق القائم بين رجال الاعمال اللبنانيين والاوستراليين والمتحدرين من اصل لبناني، لافتا الى “اهمية اقامة خط جوي بين لبنان واوستراليا، وتنظيم زيارات مشتركة لرجال الاعمال في البلدين حيث فرص التعاون كثيرة”، ونوه ب”الدور الذي يلعبه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تقريب المسافات بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر”.
رئيس الجمهورية
ورحب الرئيس عون بالرئيس براكس المتحدر من زحلة والوفد المرافق، مؤكدا “متانة العلاقات بين لبنان واوستراليا والحرص على تعزيزها”، لافتا الى ان العمل من اجل تسهيل سفر الاوستراليين والمتحدرين من اصل لبناني الى لبنان من خلال اقامة خط مباشر لطيران الشرق الاوسط بين سيدني وبيروت، مع الاشارة الى ان الخط الجوي بين بيروت ومدريد الذي استحدث قبل عامين تقريبا يشهد حركة اقبال كثيفة من اللبنانيين في دول اميركا اللاتينية.