أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن “الحكومة ماضية في معالجة المشكلة الاقتصادية والمالية التي يواجهها البلد”، وقال: “لقد بدأنا بسلسلة إجراءات في موازنة 2019، وخفضنا العجز فيها إلى نسبة 7,6 %، ونأمل أن نتوصل إلى نسبة 7% في موازنة عام 2020، وسنمضي بتخفيض عجز الكهرباء والقيام بالإصلاحات وسن القوانين اللازمة، وأنا واثق بأننا نستطيع الخروج من هذه المشكلة إذا استطعنا تنفيذ كل الخطوات الضرورية التي وضعناها أمامنا”.
أضاف: “إن صندوق النقد الدولي لديه معايير معينة عندما يتعلق الأمر بالليرة اللبنانية، ونحن في الحكومة ووزارة المالية والبنك المركزي نؤمن بأن إبقاء سعر صرف الدولار الأميركي ب1500 ليرة لبنانية هو الطريقة الوحيدة الثابتة للمضي قدما في الإصلاحات، ولدينا برنامج مثل سيدر الذي يسمح بالاستثمار في البنية التحتية لوضع البلد على طريق النمو، ولدينا إجماع على الإصلاحات التي ينصحنا الجميع بتطبيقها، لا سيما S&P أو صندوق النقد الدولي أو مؤسسة فيتش أو وكالة موديز، ونحن نطبقها، فلماذا نذهب إلى صندوق النقد الدولي؟”.
وأشار الرئيس الحريري إلى أن “الاقتصاد اللبناني يعاني ضغوطا كثيرة من جراء وجود مليون ونصف مليون لاجئ على أراضيه، والتباطؤ في الاقتصاد العالمي والأزمات والحروب التي يعاني منها العديد من دول المنطقة”، وقال: “نحن نبذل ما في وسعنا لإيجاد الطرق والوسائل لمواجهة تداعيات هذه التحديات والمشاكل والتقليل من تداعياتها على الوضع الاقتصادي العام”.
كلام الرئيس الحريري جاء خلال مقابلة أجرتها معه محطة CNBC التلفزيونية، في ما يلي نصها:
سئل: أريد أن أبدأ بسؤالك عن الاقتصاد اللبناني اليوم، نسبة الدين الى الناتج المحلي الإجمالي مرتفعة جدا، حوالى 150?، وقد قلت إن البلد في حالة طوارئ اقتصادية، هل الاقتصاد على وشك الانهيار؟
أجاب: “نعلم أن لدينا مشكلة ونعرف ما هي، ونحتاج إلى حلها. وبدأنا بحلها من موازنة 2019. المشكلة هي مشكلة العجز المالي التي واجهناها في السنوات الماضية. لقد أجرينا محادثات كثيرة مع العديد من المؤسسات المالية، وخصوصا صندوق النقد الدولي، وكلها تقدم لنا نصائح حول كيفية المضي قدما. استراتيجيتنا هي تحقيق الاستقرار في المشكلة التي لدينا. الاهم عدم تدهور الوضع أكثر، أليس كذلك؟ إذن ما نفعله هو تثبيت نسبة الدين الى الناتج المحلي الإجمالي، وعجزنا إلى 7,6 في المائة هذا العام، ونريد أن نخفضه إلى 7 في المائة العام المقبل أو ربما أقل، ثم الاستمرار في تثبيت هذا العجز. وفي الوقت نفسه، نحن نبني منصة قوانين جديدة، مثل القانون حول العلاقة بين القطاعين الخاص والعام، نريد أن نواصل الخصخصة في مجالات عدة، وهذا ما نحن نستعد له. الكهرباء هي واحدة من أكبر مشاكلنا. لقد أقررنا خطة للكهرباء. في منتصف اواخر أيلول سيكون، دفتر الشروط جاهزا. ويتم العمل مع مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي ووزارة الطاقة من اجل اطلاق الخطة. في بداية العام، سيكون لدينا فائز، ويبدأ العمل في الكهرباء. بالأمس عقدنا اجتماعا في القصر الرئاسي، حيث وضعنا معايير معينة يتعين علينا الوصول إليها في السنوات الثلاث المقبلة. هذا ما نحاول القيام به. أدرك أن لدينا مشكلة، لكنني واثق تماما بأننا نستطيع الخروج من هذه المشكلة إذا اتبعنا كل الخطوات التي وضعناها أمامنا”.
سئل: عندما تعلن حالة طوارىء اقتصادية، القاعدة هي أن تتصل بصندوق النقد الدولي، فهل لديك أي خطط للقيام بذلك؟
أجاب: “كان صندوق النقد الدولي هنا وأجرينا محادثات طويلة وأخبرنا بما يتعين علينا القيام به. لم نتبع برنامجا لأننا نشعر بأن الإجراءات والإصلاحات التي سنقوم بها هي الأشياء نفسها التي ينصحنا بها صندوق النقد الدولي”.
سئل: ألا تريد مساعدتهم؟
أجاب الحريري: “أعتقد أن صندوق النقد الدولي لديه معايير معينة خاصة عندما يتعلق الأمر بالليرة اللبنانية. نحن نؤمن بالحكومة ووزارة المالية، وكذلك بالبنك المركزي. ان إبقاء سعر صرف الليرة اللبنانية ب1500 هو الطريقة الوحيدة للمضي قدما في هذه الإصلاحات. لماذا تحتاج اليوم إلى برنامج، إذا كان لديك برنامج مثل سيدر الذي يسمح لك بالاستثمار في البنية التحتية لوضع البلد على طريق النمو؟ ما يتعين علينا القيام به هو الإصلاحات الهيكلية والإصلاحات المالية التي تعمل على استقرار البلاد، والتي ستنشئ منصة لبدء الاستثمار في البلاد. لدينا العديد من المشاريع المتاحة لأي مستثمر في العالم ليأتي ويستثمر، في المطار والموانئ والاتصالات. في النفط والغاز، فازت بالجولة الأولى شركات إيني وتوتال ونوفاتيك، لكن في المرحلة الثانية هناك الكثير من الشركات الدولية التي ترغب في الحضور، كالقطريين والماليزيين والعمانيين والفرنسيين والإيطاليين، وربما شركات أميركية تريد ان تستثمر. لذلك، نقوم بالاصلاحات للحد من الانزلاق، هي لحظة صعبة للبنان، لكن لدينا إجماع سياسي، وهذا مهم. اذا اردنا الاستعانة ببرنامج صندوق النقد الدولي في غياب إجماع سياسي، فلن نصل أبدا إلى أرقام جيدة، لكن اذا كان لدينا اجماع على الإصلاحات التي ينصحنا الجميع بتطبيقها، لا سيما S&P أو صندوق النقد الدولي أو مؤسسة فيتش أو وكالة موديز، يخبروننا ما علينا القيام به في البلد، ونحن نطبقه، فلماذا نذهب إلى صندوق النقد الدولي؟.
قيل له: إنه لأمر صعب، أليس كذلك؟ في النهاية، عليك إقناع القطاع الخاص، ويمكنك الحفاظ على ثبات السعر طالما أردت. ولقد قام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعمل ممتاز لجعله حقيقة واقعة، ولكن في النهاية عليك ادخال القطاع الخاص.
أجاب: “بالتأكيد.
سئل: يشعر الكثير من الأشخاص في القطاع الخاص بالقلق الشديد حول ما يحدث مع البنك المركزي؟
أجاب: “بالتأكيد. فما هي المشكلة اليوم؟ إنها مالية. في عام 2019، اتخذنا الكثير من الإجراءات التي من شأنها تثبيت العجز في موازنتنا. ومن ناحية ثانية، لدينا مشاريع للخصخصة، سواء في مركز البيانات او في المطار او الاوتستراد، فنحن نتطلع أيضا إلى الطرق ذات الرسوم والقطارات. نأخذ مصالح القطاع الخاص في الاعتبار ونتحدث مع القطاع الخاص”.
سئل: ماذا عن الاتصالات، هل سنرى انفتاحا، لأن هذا من شأنه أن يكون مصدر مال كبيرا لهذا البلد؟
أجاب: “لو كان الأمر عائدا إلى سعد الحريري، كنت خضخضت الاتصالات غدا، ولكن بما ان الأمر متعلق بتوافق، فسوف يتعين علينا اعتماد شراكة بين القطاعين العام والخاص، وهذا ما نناقشه. في الشهرين المقبلين، سنتوصل إلى قرار. وبعد ذلك، سنأخذ هذا القطاع إلى القطاع الخاص. نتلقى المشورة من مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي وغيرهما لمعرفة كيفية المضي قدما”.
سئل: الكثير من الناس في القطاع الخاص يجدون ان البنية التحتية والاقتصاد على وشك الانهيار، إنهم قلقون بشأن ثبات الليرة، كما ذكرت، ولكن كما تقول، هناك فرص من حيث الخصخصة، أعطني تفاصيل حول ما سنراه؟
أجاب: “سوف تسمعين أخبارا جيدة جدا عن المطار في الأسابيع القليلة المقبلة، فنحن نناقش مع مؤسسة التمويل الدولية كيفية القيام بشراكة بين القطاعين العام والخاص للمطار. هذا امر بدأ منذ عام. والآن، يتم الانتهاء منه. وفي الأيام القليلة المقبلة، سيقومون بوضع اللمسات الأخيرة على الأرقام وتقديمها لنا، وسوف نتفق على ذلك في الحكومة. وبعد ذلك، سنعلنها وسنأخذها إلى القطاع الخاص للاستثمار في المطار. هذا أحد المشاريع الجاهزة. مركز البيانات الذي ما زلنا نناقشه مع بعض الأحزاب السياسية جاهز، سنطلقه هذا العام. نحتاج إلى أن نظهر للناس والمجتمع الدولي وقطاع الأعمال بأننا جادون في الخصخصة. ولهذا السبب، سنقوم بتشركة المرفأ. امس، فكرنا بطرح أسهم الميدل ايست في الأسواق المالية، والأمر نفسه بالنسبة الى الكازينو ومؤسسة التبغ. نحن نسير على هذا الطريق، لم يكن لدينا قرار في الماضي لأن مختلف الأحزاب السياسية لم تدرك خطورة المشكلة التي نواجهها. الان، يدركون أنهم بحاجة إلى المضي قدما في هذه العملية”.
سئل: ماذا عن الفقراء في لبنان؟ ففي نهاية المطاف، يمكننا حشد القطاع الخاص وحمله على استثمار الأموال، ولكن يجب حل مشكلة الفقر في هذا البلد؟ فماذا عن الفقراء، لا سيما أن لا شبكة أمان اجتماعي؟
أجاب: “لدينا اليوم برامج تعمل على الفئة الأكثر فقرا في لبنان، وهذا بالتعاون مع ألمانيا وبريطانيا اللتين تضعان أموالا كثيرة في هذا الصندوق، ونحن نعمل على برنامج اجتماعي للأكثر فقرا في لبنان. طرابلس على سبيل المثال هي أفقر مدينة على البحر الأبيض المتوسط. ولذا، فإن العديد من البرامج تتوجه إلى هذه المدن وعكار والبقاع. لدينا ما يقارب ال40 ألف عائلة تحتاج إلى هذا النوع من المساعدة، ووصلنا حتى الآن الى ما بين 15 و18 ألف عائلة من خلال برنامجنا، ونريد الوصول إلى 40 ألف عائلة بحلول نهاية عام 2020 أو منتصف عام 2021”.
سئل: شبكة الأمان الاجتماعي تعطي الناس فرصة ثانية، في ظل تقدمهم في السن بأن يعتني بهم النظام العام؟
أجاب: “تقصدين صندوق تقاعد؟ نحن نقوم بإصلاح صندوق التقاعد. لقد تم الانتهاء منه من قبل وزارة المال، ونعمل أيضا مع البنك الدولي، ستقره الحكومة وسنأخذه إلى البرلمان. هناك أيضا معاش للمسنين، فهذا أمر بالغ الأهمية، ونحن نعمل مع البرلمان عن كثب لوضع اللمسات الأخيرة، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول نهاية العام”.
سئل: ماذا عن التحديات لتحقيق ما تحاول تحقيقه، لأن في نهاية المطاف أنت سعد الحريري، رجل واحد، حزب سياسي واحد، وعليك ارضاء الكثير من الناس لإنجاز كل هذه الأمور، من هم الشركاء الذين نراهم؟ وما هي التحديات؟
أجاب: التحديات هي المنطقة. لسنا وحدنا من يعاني، فالجميع يعلم أن الاقتصاد العالمي يتباطأ أيضا بسبب الحرب التجارية التي تحدث. كل هذا يضر بلبنان أيضا. من منظور آخر، هذا يساعد في عجزنا وموازنتنا لأن الأسعار ستنخفض. لقد انخفض سعر النفط بالفعل. ولذا، فهذه أمور جيدة بالنسبة إلينا، لكن عندما يتعلق الأمر بالنمو، فهذه مشكلة أخرى بالنسبة إلينا، لأننا نحتاج إلى أن يستثمر الناس في لبنان، لكن التحدي الحقيقي هو في كيفية ادارة دولة تستقبل 1.5 مليون لاجئ أيضا. هذا عبء”.
سئل: هل تعتقد أن على المجتمع الدولي مسؤولية لا يفي بها؟
أجاب: “بصراحة، إنه يفي بجزء من المسؤولية، فأنا لا أقول إنه لا يفي، ولكن هل هذا يكفي؟ أصدرت الأمم المتحدة أو البنك الدولي تقريرا يقول إنه حتى عام 2017، مشكلة اللاجئين كلفت لبنان 17 مليار دولار. لقد حصلنا على 6 مليارات دولار فقط، وهذا يدل على الفجوة، وهذا كان في عام 2015. أما الآن فنحن في عام 2019 حيث التكلفة أعلى والمشكلة أكبر، إضافة إلى المزيد من التوتر”.
سئل: هل تعتقد أن هؤلاء الناس سيتمكنون من العودة؟
جواب: “سوف يعودون. لديهم بلد”.
سئل: لكن إذا كانوا في خطر، فلن يغادروا؟
اجاب: “بالطبع لن يغادروا. لكن الفرق بينهم وبين الفلسطينيين هو أن الفلسطينيين ليس لديهم دولة يذهبون إليها، هناك حساسية كبيرة مع إسرائيل. لكن مع السوريين، هناك نظام سيجبر على القبول بعودة شعبه في نهاية المطاف إلى سوريا، سواء من خلال الروس، من خلال اتفاق بين الأميركيين والروس. إذا سألت أي لاجئ اليوم في لبنان أوتركيا، الأردن، العراق، هل تريد العودة إلى سوريا؟ سيقول نعم لكنه خائف. كما كان اللبناني خائفا خلال الحرب الأهلية، عاد الكثير منهم، بعضهم لم يعد، وأعتقد حقا أن اللاجئين في لبنان سيعودون إلى سوريا”.
سئل: عندما أتحدث إلى مستثمرين وأشخاص في الشوارع والأسر التي أعرفها، اجد ان هناك خوفا. ما هي رسالتك لهم؟ لأنهم ليسوا خائفين فقط من الوضع الإقليمي بل من عجز الحكومة عن تحسين الوضع؟
اجاب: “لا، أنا واثق أننا ممسكون بالأمر. المشكلة التي واجهناها في الماضي هي أن الناس لم يدركوا المشكلة الاقتصادية التي لدينا ولم يفهموا أنه يتعين علينا تغيير الطريقة التي نعمل بها. وهذا ما كنا نقوله منذ اليوم الأول عام 2017، وفي سيدر. نحن نحتاج إلى القيام بهذه الإصلاحات، ليس لأن صندوق النقد الدولي طلب منا ذلك، بل لأنني أعتقد انه علينا ان نغير. لا يمكنني أن أطبق قانونا تجاريا اقر عام 1953 واليوم لدينا شركات ناشئة ونريد أن نحول لبنان الى اقتصاد رقمي”.
سئل: للقيام بذلك، يجب أن تحسن الإنترنت؟
اجاب: “نعم، لكننا استثمرنا حوالي 700 مليون دولار لمنصة الألياف البصرية وLTE وكل شيء تحضيرا لأن نكون حكومة رقمية. بدأنا عام 2017 وبحلول نهاية هذا العام سنكون غطينا 30 في المئة من الأراضي اللبنانية بالألياف الضوئية، وبحلول العام المقبل سنكون قد غطينا حوالي 80 في المئة من الأراضي اللبنانية، وبحلول عام 2021 سنكون قد غطينا 100 في المئة من الأراضي اللبنانية. لهذا اشدد على أهمية الاستقرار المالي والاستثمار في البنية التحتية وإعداد البلاد للاقتصاد الرقمي الذي نريد متابعته، ونريد محاربة الفساد، لدينا مشكلة فساد خطيرة حقيقية”.
سئل: لديكم بالفعل مشكلة فساد، إنه أمر تتم مناقشته على نطاق واسع وعلني، كما نذكره الآن. هل انتم على استعداد لتشكيل لجنة ترد على اسئلة البرلمان؟
اجاب: “بالتأكيد، نحن مستعدون لكل شيء، ولهذا قررنا إصدار 4 قوانين في سيدر. تلك القوانين هي لحماية المبلغين عن المخالفات، ولتشكيل لجنة لمكافحة الفساد في الحكومة ولجنة لمقاضاة الفاسدين كما عينا في البرلمان اللجنة العليا التي ستقاضي الوزراء ورؤساء الوزراء وأي عضو في الحكومة، وفعلنا ذلك منذ شهر. كل الأدوات اللازمة لمحاربة الفساد موجودة، والآن علينا أن نجعلها تعمل”.
سئل: إذن عندما نتحدث عن الفساد، إنها مشكلة نظامية، ما هو الجدول الزمني؟ إنه جزء من الخصخصة، بلا شك؟
اجاب: “بالتأكيد… كل الأمور المتعلقة بسيدر والخصخصة سيكون لها لجان خاصة من اجل الشفافية. ما فعلناه في سيدر هو اننا طلبنا من الحكومة لجنة لمتابعة كل هذه المشاريع وطلبنا وجود شفافية كاملة في هذه المشاريع. من ناحية أخرى، كيف تتخلص من الفساد في بلد مثل لبنان؟ هذا احد أصعب الأسئلة. على كل الأحزاب السياسية أن تتوقف عن الحماية على اساس الطائفة وان يحاسبوا مرتكبي الفساد. في الماضي، لأننا كنا منقسمين جدا في البلاد، خاصة بعد اغتيال والدي، لم يكن أحد على استعداد لمحاسبة احد ابناء طائفته. والآن لنأخذ وزارة العدل على سبيل المثال، 10 قضاة يخضعون للمحاكمة بسبب الفساد وهذه هي البداية”.
سئل: هل هذا الامر شكلي؟ وتراهم مرة أخرى في العمل في بضع سنوات؟
اجاب: “لا سيتم طرد هؤلاء الناس. كان لدينا لجنة تشكلت لمقاضاة الموظفين في الحكومة. تم إنشاء هذه اللجنة عام 1955 ولكنها لم تحاسب موظف واحدا. منذ تشكيل هذه الحكومة أوقف 17 موظفا ونحن مستمرون في العملية. سوف يستغرق الأمر بعض الوقت، لكن ما يساعد في مكافحة الفساد هو وجود اقتصاد رقمي، وجود حكومة إلكترونية، لأن المشكلة هي ان المواطن اللبناني ينتقل من مكان إلى مكان لإنجاز الأمور. إذا كان لدينا حكومة إلكترونية، سوف نحارب كل الفساد. نحن في البداية ولكني أعتقد حقا أنه بحلول نهاية عام 2021 او 2022 سنكون قد تخلصنا من الكثير من الفاسدين”.
سئل: ماذا عن النسبة؟ ماذا نقول، تقليل الفساد بمقدار النصف بحلول عام 2020؟
اجاب: “وأكثر ان شاء الله… أعتقد أننا يجب أن نخفض الفساد بنسبة 60 في المئة، و70 في المئة خلال السنوات القادمة مع العمل الذي نقوم به وأعتقد أننا سنحقق الهدف”.
سئل: سأذكرك بهذه الأرقام…
اجاب: “عودي واسأليني عن ذلك وسأخبرك عن عدد الأشخاص الموجودين في السجن”.
سئل: “اخبرني عن شركائك عندما يتعلق الأمر بالمجتمع الدولي. المستثمرون اللبنانيون والأجانب يقولون إن هناك الكثير مما يمكننا القيام به ولكن الوضع السياسي مرتبط بلا شك بالوضع الجيوسياسي. وعندما نتحدث عن الوضع في سوريا وإسرائيل والشرق الأوسط عموما، من تعتبرهم شركاءك في هذه المنطقة؟
اجاب: “يجب أن اعتبر الجميع شريكا في هذه المنطقة، إذا كنت أريد أن أركز على المصالح اللبنانية. هناك اختلافات في المنطقة، مع إيران، وما يحدث بين إيران والعالم وكل ذلك، لكن هذا لا يعني أذا حصل تغيير في العملية، أن إيران يجب الا تكون شريكا، وقد نجد شراكات بين الخليج وإيران. مشكلتي مع هذه القضية برمتها، وسأكون صريحا للغاية، اننا مشغولون جدا في العالم العربي في قتال بعضنا البعض بدلا من التركيز على ما يهم حقا، وهو المواطن. هذا أولا. ثانيا، هذه الحروب اليوم هي اقتصادية. ما يحدث في هذه المنطقة هو قديم الطراز وحالة من الجنون. ما يتعين علينا القيام به في الشرق الأوسط هو التركيز على الإمكانات وما يمكننا القيام به وما يمكن أن يفعله العالم العربي. هنا اثني على ما يفعله الرئيس السيسي في مصر وعلى ما يفعله ولي العهد محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية. إذا نظرنا إلى مصر وإلى أي مدى تعمل مصر على اقتصادها ومقدار الإصلاح الذي يقومون به ومقدار ما فعلوه في الكهرباء. هذا ما يتعين علينا القيام به”.
سئل: قد يقول الناس في كثير من الأحيان، وهم محقون بذلك، ان ذلك جاء بتكلفة باهظة على المواطنين، والإصلاحات وكيفية تأثيرها، وكان عليهم تخفيض قيمة العملة هناك. ولكن هنالك أيضا قضية حقوق الإنسان وللقيام بذلك عليك أن تكون رجلا قويا، وهذا ما نراه في مصر والمملكة العربية السعودية؟
اجاب: “لهذا السبب علينا إيجاد التوازن في لبنان. لا يمكننا القيام بذلك مثل أي مكان آخر، ولكنني أؤمن أننا في لبنان نملك هذا التوازن الخاص بين الطوائف. يعتقد الناس أن هناك أكثريات وأقليات. ولكن الصحيح هو أننا كلنا أقليات في البلد. فالمسلمون أقلية والمسيحيون أقلية وهذه هي الطريقة التي يجب أن يفكر بها الناس. لكنني أعتقد حقا أن مشاكلنا في المنطقة هي نتيجة التوترات الحاصلة. إذا عدنا إلى نهاية العام 2016 عندما صغنا هذا التحالف الجديد والإجماع، كنت أسير في طريق غير واضحة. ولكنني اليوم أعتقد حقا أن الجميع يدرك أن هناك مشكلة والجميع يريد اتخاذ إجراءات. لكن المشكلة تكمن في كيفية جمع جهودنا كلها في حزمة إصلاح واحدة كبيرة تأتي بكل ما نريد. سيكون الأمر صعبا ولكنه يستحق الوقت والمخاطرة. سيكون هناك مظاهرات في لبنان ولتكن لمرة واحدة ونصلح الأمر”.
سئل: كيف سيبدو الأمر؟ تقول أنك لن تقوم بتخفيض قيمة الليرة. ماذا يعني هذا الأمر للمواطن العادي وما مدى صعوبة هذا الأمر؟
اجاب: “ندفع للكهرباء ملياري دولار كدعم حكومي، وقد قررنا البارحة في القصر الجمهوري أن ندفع مليارا واحدا. علينا التعايش مع هذا الدعم البالغ مليار دولار. اذا لم نبلغ هدفنا بحلول الربع الثاني أو الثالث من العام فإننا سنواجه نقصا في الكهرباء. لا يمكننا الاقتراض أكثر وهذا ما يتعين علينا القيام به. عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات المتعلقة بالخصخصة وإخبار القطاع الخاص بأننا مستعدون لخصخصة المطار والموانئ والاتصالات ومراكز البيانات وأشياء من هذا القبيل، فهي مرافق مهمة للقطاع الخاص. هم يملكون البرامج التي يحتاجون إليها للقيام بذلك وعليهم تنمية الاقتصاد بأنفسهم. بالإضافة إلى أنه أثناء القيام بجميع برامج التقشف هناك فائدة كبيرة واحدة وهي سيدر. حيث تقوم بتنفيذ برنامج تقشف في موازنتك من جهة ولديك كل هذه المشاريع من سيدر من جهة أخرى. وكل مليار دولار تنفقه في البلد يعطي نسبة 1 في المئة نموا. إذا نفذنا سيدر كما ينبغي سيكون هناك نمو وسيسير هذا البرنامج التقشفي بالتوازي”.
سئل: متى ستكون قادرا على تحرير الالتزامات البالغة 11 مليار دولار؟
اجاب: “المبعوث الفرنسي دوكين موجود اليوم في لبنان وسأجتمع معه غدا لاستكمال اللمسات الأخيرة، وسأذهب إلى باريس وألمانيا وأبو ظبي لاستكمال الاتفاقات بين الحكومة اللبنانية والحكومة الإماراتية، وسأتوجه أيضا الى المملكة العربية السعودية لوضع اللمسات الأخيرة على العديد من الاتفاقيات”.
سئل: لقد أبلغني وزير المال السعودي أنه ملتزم تجاه لبنان، لكن هذه الأموال لم تأت بعد، هل ستحصل عليها؟
اجاب: “نعم سنحصل عليها. نريدهم أن يستثمروا في لبنان ونريد أيضا أن يستثمر اللبنانيون في السعودية لأننا نملك الكثير من رأس المال. فلدينا لبنانيون منتشرون في جميع أرجاء العالم ومستعدون للمجيء والاستثمار، ولكنهم بحاجة إلى الاستقرار والإصلاحات. وإذا رأوا أننا نقوم بكل هذا فإنها ستكون مسألة وقت فقط قبل أن يأتوا لتحريك العجلات”.
سئل: لست في وضع في لبنان يسمح لك القيام بما قد يقوم به السيسي أو ولي العهد محمد بن سلمان. لكن في نهاية المطاف يتعين عليك أيضا التعامل مع القضايا الجيوسياسية. ما مدى صعوبة ذلك بالنسبة لك عندما تقوم الولايات المتحدة الأميركية، التي تعد شريكا للبنان من جوانب عدة، بلي ذراع النظام في طهران، وفقا للعديد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم في دول مجلس التعاون الخليجي، وخلق عدد لا يحصى من المشكلات في الخليج والتي لها تأثير على أسعار النفط والاستقرار وإمكانات النمو في آسيا؟ لأن هذه مشكلة محلية وهذا يحدث هنا؟
اجاب: “الأمر الوحيد الذي يخيفني بهذا كله هو الحرب”.
سئل: إلى أي مدى نحن قريبون من حصولها؟
أجاب: “لا أعلم، ولا أعتقد أن أحدا يريد الحرب”.
سئل: هل هناك احتمال لحصولها؟
أجاب: “هناك احتمال، مثل أي احتمال آخر. لكنني أعتقد أنه احتمال أقل من احتمال الذهاب إلى محادثات، لأنني أعتقد أن الرئيس ترامب والإيرانيين يريدون الذهاب إلى المحادثات والخليج يريد إنهاء هذا”.
سئل: لأنهم يدركون أن الولايات المتحدة لن تدعمهم في حال واجهوا إيران؟
أجاب: “في النهاية الناس يريدون الاستقرار والدول بحاجة إلى الاستقرار. بالنسبة لنا في لبنان، التحدي عندما كنا منقسمين كان صعبا للغاية. لكننا انتخبنا الرئيس عون وتحطمت كل التحالفات التي كانت في الماضي وبدأت في لبنان تحالفات جديدة. ولكن الجميع أدرك اليوم أنه علينا القيام بالإصلاحات بأنفسنا بغض النظر عن المشاكل الإقليمية والتحالفات والأصدقاء الإقليميين، وهذا أمر جيد لأنهم يعون الحاجة إلى القيام بهذه الخطوات”.
سئل: عندما أتحدث إلى المستثمرين الموجودين هنا في لبنان، يعيشون هنا ويؤمنون بهذا البلد ويأملون به لكنهم ليسوا على استعداد للاستثمار. عندما أطرح عليهم كل هذه الأسئلة التي تعرفونها يقولون إن لبنان لا يحتاج إلى أعداء خارجيين لأن أسوأ عدو للبنان هو اللبنانيين أنفسهم؟
أجاب: “بالتأكيد أنا أتفق معهم تماما. هذه هي المشكلة الرئيسية التي لدينا”.
سئل: إذا عدوكم الأكبر هو أنفسكم؟
أجاب: “نعم بالتأكيد. وأحيانا أكثر ما يؤلمني هو أن أرى أشخاصا من جنسيات مختلفة يتحدثون عن مدى حبهم للبنان ومقدار اعتزازهم به وأرى ما نفعله نحن ببلدنا. لقد مر اللبنانيون بحرب أهلية واحتلال النظام السوري للبنان واغتيال والدي. وأعتقد أنه في السنوات الثلاث الماضية كانت المرة الوحيدة التي ندير فيها البلاد بأنفسنا ونكتشف الأشياء بأنفسنا. أؤمن حقا أنه خلال الشهر ونصف الشهر الماضي، خاصة عندما كنا نتابع ستاندرد أند بورز وفيتش وكنا نعمل بجد حتى لا يتم خفض التصنيف، كنا على ثقة ان الإصلاحات ستجرى لأن الناس يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه لا يمكننا الاستمرار بنفس الطريقة”.
سئل: ماذا تقول للمستثمرين من القطاع الخاص؟
أجاب: “المستثمرون بحاجة إلى رؤية خطوات حقيقية متخذة”.
سئل: هل سيرون ذلك؟ ومتى؟
أجاب: “قريبا. لهذا قلت ان اجتماع الأمس كان في غاية الأهمية. سنقدم الموازنة الأسبوع المقبل إلى الحكومة وسنبدأ العمل على مدى أسبوعين أو ثلاثة نرسل بعدها الموازنة إلى مجلس النواب. ستتضمن هذه الموازنة الكثير من الإصلاحات والقوانين التي تتبع هذه الإصلاحات. لقد منحتنا ستاندرد أند بورز ستة أشهر وسنستخدم هذا الوقت لإقرار كل إصلاح يجب تمريره في لبنان. أطلب من المستثمرين الجلوس والمشاهدة. وأعطونا فرصة كما أعطتنا ستاندرد أند بورز فرصة وأنا على ثقة من أننا سنصل إلى هذه الأرقام”.
سئل: لقد زرت واشنطن أخيرا وعقدت اجتماعات وقام وزير الخارجية بومبيو وعقيلته بزيارتك في منزلك، ما هي الاتفاقات التي توصلت إليها وما الذي حققته من هذه الاجتماعات؟
أجاب: “عندما أسافر أحاول دائما أن أطرح قضية لبنان. فلبنان من أصغر بلاد العالم ومع ذلك فيه 18 طائفة و1.5 مليون لاجىء في بلد يبلغ عدد سكانه 4.5 مليونا. عندما أشاهد التلفاز أحيانا وأرى كيف أن الأوروبيين طفح كيلهم من اللاجئين، او ان الولايات المتحدة تبني جدارا، أتطلع إلى بلدي الذي يستقبل 1.5 مليون لاجىء وأبتسم على ردة فعلهم. الناس فقدوا انسانيتهم. في نهاية المطاف هؤلاء بشر وأطفال هربوا من الحرب. لا يجب استخدامهم سياسيا لأهداف شعبوية”.
سئل: والرئيس يقول فلنبن حائطا؟
أجاب: “هذه سياستهم. أنا أقول ما أفكر به. هناك 1.5 مليون لاجىء في بلدي ولا أريدهم أن يبقوا. لبنان يعاني كل هذا ومع ذلك سنقوم بالإصلاحات وسنصل إليها. لكن المشكلة الأكبر هي المنطقة والاقتصاد العالمي الذي يتباطأ والجميع يقول ان الركود الاقتصادي آت وهذا لا يساعد أيضا. ولكنني أعتقد حقا أننا سنقوم باتخاذ كل الخطوات الصحيحة”.
سئل: قد يقول الكثيرون ان الرئيس الأميركي مسؤول عن هذا الركود المحتمل؟
أجاب: “الكل يريد إلقاء اللوم على الكل، وأعتقد أن الرئيس يفعل ما يعتقد أنه الأفضل لبلاده. أنا لست هنا لإلقاء اللوم عليه”.
سئل: وأنت قلق من أن يصل الركود إلى لبنان؟
أجاب: “أعتقد أنه يجب على الناس أن تدرك أن لبنان جزء من هذا العالم ونحن نبذل ما بوسعنا بوجود 1.5 مليون لاجىء. كيف تدير بلدا يتواجد فيه 1.5 مليون لاجىء. إننا نقدم خدمة للمجتمع الدولي لأنه إذا أردت أن أكون شعبويا أقول هذا هو البحر، اذهبوا عندها لن تكون لدي هذه المشكلة التي أواجهها اليوم ولكننا لسنا كذلك”.
سئل: لقد وضعت الولايات المتحدة القطاع المالي في مرماها من خلال استهداف المصارف التي يقولون إنها تدير أموال حزب الله، ألا يجعل هذا عملك صعبا؟
أجاب: “هذا الأمر يجعل عملي صعبا ولكن الأميركيين كانوا واضحين جدا بهذا الخصوص، واذا تورط مصرف ما عليه أن يتحمل تبعات أفعاله. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الأميركيين بل أيضا في أوروبا. فالجميع لديه نفس القواعد عندما يتعلق الأمر بأموال حزب الله أو بغسل الأموال وما اليه. إذا أساء مصرف ما استخدام هذه الثقة… إننا لا نحب ما حصل ونحاول إيقاف هذا الأمر وقد حاولت إيقافه وتأخيره، ولكن القواعد هي قواعد فتم اتخاذ هذا الإجراء. لا أحب الأمر لكن أتمنى لو أن المصرف لم يقم بما قام به”.
سئل: هناك أسئلة كبيرة في أذهان المستثمرين حول حزب الله الذي يبدو أنه يعمل بشكل مستقل من حكومتك، ومع ذلك ستدفع حكومتك ثمن تصرفاتهم. كيف تردون على ذلك؟
أجاب: “حزب الله ليس مشكلة لبنانية فقط بل مشكلة إقليمية. اذا كانت إسرائيل تريد أن تعتمد هذا السيناريو بأن لبنان مسؤول، كل ما يقوله نتانياهو، وتريدون تصديقه صدقوه. ولكنه يعلم والمجتمع الدولي يعلم أن هذا غير صحيح. نحن لا نوافق حزب الله على هذه الاعمال. أنا لا أتفق مع حزب الله على هذه الأعمال”.
سئل: ولكن هل تستطيع إيقافه؟
أجاب: “أنا شخص براغماتي أعرف حدودي وأعرف حدود هذه المنطقة. إذا كان الناس جادين في هذه المسألة، لكانوا فعلوا شيئا قبل 10 و15 و20 و30 عاما. ربما قد بدأوا القيام بشيء الآن، لكنها ليست مشكلتي أو خطئي أن حزب الله أصبح قويا الى هذه الدرجة. لكن أن يقولوا لي إن حزب الله يدير الحكومة، لا، حزب الله لا يدير الحكومة. نحن ندير الحكومة. أنا أدير الحكومة والرئيس عون بصفته رئيسا والرئيس بري بصفته رئيسا لمجلس النواب. هم حزب سياسي له حجمه في الحكومة وفي مجلس النواب. لا يديرون البلد لكنهم يستطيعون إشعال حريق أو حرب قد تحصل لأسباب إقليمية لا رأي لنا بها في لبنان. وهذا هو سبب الخلاف الكبير بيننا وبينهم. ماذا افعل كرئيس لمجلس الوزراء، هل أتشاجر مع حزب الله ليلا ونهارا أم أقوم بالإصلاحات الضرورية والتي تتضمن تقوية المؤسسات والجيش اللبناني والقوى الأمنية ومصرف لبنان وأجعل الحكومة المركزية قوية؟ وفي الوقت نفسه قرر رئيس الجمهورية فتح حوار استراتيجي حول كيفية الدفاع عن لبنان من أي اقتحام أو حروب وسنجلس الى الطاولة ونناقش الأمور بهدوء. هذه مسألة ستستغرق وقتا وقد يقول الناس ان هذا الحوار لن يؤدي إلى أي شيء، ربما في البداية لن يؤدي إلى أي شيء ولكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه في النهاية سيؤدي إلى شيء ما”.
سئل: بعض المخاطر تستحق القيام بها، فهل لبنان يستحق المخاطرة؟
أجاب: “بالتأكيد نظرا لأن الريادة في الأعمال موجودة في حمضنا النووي. اللبنانيون أينما وجدوا يبدعون. فنحن نمتلك المبادرة وهناك شركات ناشئة جديدة حيث يقوم 1500 رجل وامرأة أذكياء بعمل رائع بمجال التكنولوجيا ولدينا الكثير من الإمكانات. كل ما يتعين علينا القيام به هو إجراء الإصلاحات التي نحتاج إلى القيام بها وتجديد قوانيننا وإعداد منصة لقطاع التكنولوجيا”.
سئل: أحد أعضاء الجالية اللبنانية الذي حقق أداء جيدا على المستوى العالمي وكان صديقا رائعا للبنان، كارلوس غصن، يجد نفسه الآن في عالم من المتاعب وعالم من الألم. ما هو التزامك تجاهه؟
أجاب: “نحن نتابع القضية وأنا أتحدث مع عائلته وهم لديهم محامون يهتمون بالقضية. وأي شيء يحتاجونه منا سنفعله. وأعتقد أنها قضية قانونية في اليابان ولا يمكن للحكومة اللبنانية أن تفعل الكثير حيال ذلك. يمكننا تقديم الدعم للعائلة والتحدث إلى الحكومة اليابانية لكن في نهاية المطاف هذه قضية يابانية ومحاموه يتعاملون معها. نحن ندعمه ونأمل أن يخرج في أقرب وقت ممكن”.
سئل: هل أنت قلق من مسار هذه القضية؟
أجاب: “نعم لكنني كرئيس وزراء لبنان أقول دعونا نراقب ونرى إلى أين تذهب الأمور”.
سئل: كان والدك الراحل معروفا جيدا في مجتمع الأعمال على أن الكلمة كانت تربطه وكان المستثمرون يعلمون أنه اذا قال شيئا سيفعله. كيف ترد على من يقول إن الابن ليس الوالد؟
أجاب: “بالطبع أنا لست أبي. والدي حقق الكثير في حياته. لم يكن شيئا وأصبح مليارديرا. ظروفي مختلفة. كان لدي هذا الأب الذي كان هناك من أجلي ومن ثم فجأة اغتيل. ما هو متوقع مني هو أن أكون مثله وأنا أحاول بجد. أنا لا أقول أبدا إنني مثله، أحاول أن أكمل مسيرته وأن أحل القضايا في البلاد بالطريقة التي كان يفكر بها. كان يعتقد أنه من أجل إنجاز الأمور التي تحتاجها عليك إقامة تحالفات في هذا البلد، لقد فعلت الشيء نفسه. في الماضي عمل مع حزب الله وحتى عندما كان النظام السوري هنا، كان يعمل. ولكن عندما اغتيل، انقسمت البلاد وهذه كانت أكبر مشكلة. كيف يمكنك التخلص من هذا الانقسام؟ في العام 2017 تخلصنا من هذا الإنقسام ونتقدم الآن نحو لبنان أفضل”.
سئل: ماذا تعتقد أنه سيكون شعوره حيال الوضع اليوم؟
أجاب: “لو رأى المنطقة على هذه الحال فإنه بالتأكيد كان سيصاب بخيبة أمل كبيرة. قبل الاغتيال لم يكن هناك حروب أهلية. التحالفات مختلفة والتوترات عالية جدا. هذا بسبب مشاكل لم تحل ولاننا لا نجلس الى الطاولة ونحلها في ما بيننا”.
سئل: هل أنت متفائل أم متشائم؟
أجاب: “متفائل”.
سئل: رغم كل ما قلته حتى الآن؟
أجاب: “المنطقة تمر بأوقات صعبة جدا لكن أعتقد أن التوترات قد بلغت ذروتها ومن الآن فصاعدا ستبدأ بالإنحسار. آمل ذلك”.