أطلق وزير الصحة العامة جميل جبق الحملة الوطنية للتوعية على مرض الصداع النصفي تحت عنوان “اطلع من راسي”، بالتعاون مع السفارة السويسرية والجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب، بهدف تسليط الضوء على هذا المرض والتعريف بأعراضه بهدف المساعدة على تشخيصه وتحديد وسائل علاجه، خصوصا أنه ينتشر بشكل كبير في لبنان كما أنه يصيب السيدات بنسبة أكبر من الرجال.
حضر إطلاق الحملة سفيرة سويسرا مونيكا شموتز كيرغوز ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب الدكتور كامل عزالدين ومدير شركة “نوفارتس” في لبنان عامر حمود والمستشار الإعلامي محمد عياد ومدير دائرة العناية الطبية في وزارة الصحة جوزف حلو.
وأكد جبق في الكلمة التي ألقاها أن “وزارة الصحة العامة تهتم بإطلاق حملات التوعية المتتالية لأنها تعتبرها جزءا أساسيا من الاستراتيجية المتبعة لتعريف المواطنين اللبنانيين بالأمراض التي تنتشر في لبنان والتحفيز على العلاج المبكر الذي يحقق الشفاء في غالبية الأحيان، بدلا من الإهمال ومباشرة العلاج في المراحل الأخيرة للمرض، وهو ما قد لا يؤمن الشفاء ويكبد المريض والدولة الكثير”.
وقال: “إن الصداع النصفي الذي يصيب عددا كبيرا من الناس ولا سيما السيدات في العالم، متفش بشكل كبير في المجتمع اللبناني نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والحياتية التي تترك انعكاساتها على الشعب اللبناني منذ أكثر من خمسة عقود”.
ولفت إلى أهمية “توعية الناس على هذا المرض لأن علاجه غير معقد في غالبية الحالات، ومن المهم مباشرة العلاج في شكل مبكر بما يحافظ على قدرات المصابين به وإنتاجيهم”.
سفيرة سويسرا
أما سفيرة سويسرا فأبدت سعادتها لكون بلادها شريكا للبنان في مجالات حيوية كثيرة، منوهة “بالتعاون القائم مع وزارة الصحة والذي يشمل برامج متعددة من بينها حملة التوعية على الصداع النصفي”. وأملت أن يزور جبق سويسرا “لتقوية العلاقات الثنائية، خصوصا أن سويسرا تعتبر من الدول الأكثر إبتكارا وحداثة في مجال الإستثمار في الأبحاث العلمية والصحية”.
وقائع إطلاق الحملة
بدأت الحملة بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيب لعريف الحفل الناشط الإجتماعي غيد شماس، ثم تحدث عزالدين عن أعراض الصداع النصفي الذي يعرف بالشقيقة وأسبابه. وقال “إن نحو 25% من النساء يعانين هذا الصداع في مقابل حوالى 10% من الرجال، أي رجل مقابل ثلاث نساء، ويعود ذلك إلى ارتباط المرض بالهرمونات الأنثوية”. وأوضح أن “مرض الشقيقة يبدأ بعد سن البلوغ ويستمر لغاية سن الخمسين تقريبا، وتتراجع وتيرته مع تراجع العادة الشهرية”.
ولفت رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب إلى أن “المشكلة في هذا المرض عدم وجود فحص مخبري أو سريري أو صورة لتشخيصه”، موضحا أن التشخيص “يبنى على شكوى المريض، وهو عبارة عن صداع نصفي، يشعر في خلاله المريض بألم خلف العين ويكون مصحوبا بالغثيان والتقيؤ ويؤدي إلى انزعاج المريض الكبير من الضجيج. ويتعرض المريض المصاب بداء الشقيقة لداء الصرع والجلطات والاكتئاب والتوتر”.
وتابع عزالدين أن “المرض يؤدي إلى تراجع إنتاجية المصاب به خصوصا أن نوبات الألم تتكرر وتستمر من أربع ساعات إلى اثنتين وسبعين ساعة، ما يعطل القدرة على العمل والتركيز، إضافة إلى تكاليف الفحوص والعلاج والحاجة أحيانا الى الاستشفاء”. وشدد على “وجوب حصول التشخيص الصحيح لهذا المرض كي لا يتناول المريض أدوية ليس بحاجة إليها”.
بدوره لفت حمود إلى أن “شركة نوفارتس تفخر بكونها شريكا أساسيا في هذه الحملة التي تهدف إلى تعريف الناس بمرض الشقيقة وتسليط الضوء على كيفية التعايش معه وتشخيصه خصوصا أن حوالى 60 % من المرضى غير مشخصين حتى الآن”. وأكد أن “نوفارتس ستبقى إلى جانب وزارة الصحة لإطلاق حملات توعوية تساعد المرضى والمجتمع ككل”.
وفي الختام، تم إطلاق فيديو الإعلان الخاص بالحملة تحت عنوان “اطلع من راسي” والذي ستبثه مختلف وسائل الإعلام للتوعية على هذا المرض وأهمية علاجه بالشكل الصحيح.