دعا الرئيس أمين الجميل، من صربا الجنوبية، الى “المقاومة بكل ابعادها وعلى مختلف الصعد، لحماية الوطن ووقف التردي الاقتصادي والفساد ووقف الاستسلام للتبعية”. وقال: “كنا دائما ندعو الى الحوار والانفتاح والتعاون والالفة والمحبة، وانا فخور اليوم ان اكون معكم على هذه الارض المقاومة بكل معنى الكلمة، ونحن نعرف معنى هذه الكلمة لاننا تربينا على روح المقاومة من اجل لبنان الرسالة والحرية والاستقلال”.
جاء ذلك في احتفال شعبي اقامه اقليم النبطية الكتائبي، بالتعاون مع بلدية صربا والاهالي، خلال زيارته للبلدة، حيث كان في استقبال الرئيس الجميل، الى رئيس اقليم النبطية الكتائبي موريس فاضل، رئيس بلدية صربا الياس الحلو، اعضاء من المكتب السياسي في الحزب، منسق “التيار الوطني الحر” في الجنوب ماهر باسيلا، منسق “التيار الوطني الحر” في النبطية خالد مكي، منسق حزب “القوات اللبنانية” في النبطية شربل نصار، فعاليات حزبية وبلدية واختيارية، ومحازبون من مختلف اقاليم الجنوب من بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا وجزين والزهراني، وحشد من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.
وقال الجميل: “اليوم على الصعيد الوطني نحن نعاني من الغطرسة الاسرائيلية من خلال التعديات والاستفزازات، وانتم هنا في المواجهة، والمطلوب منا جميعا مواجهة على كل الصعد، مقاومة متعددة الابعاد، مقاومة من اجل العدالة الاجتماعية، مقاومة من اجل الانماء، مقاومة من اجل وقف التردي في اوضاع الدولة، مقاومة بوجه الفساد، مقاومة في وجه كل هذا الاستسلام للتبعية”.
وتابع: “نحن اليوم في لبنان كمواطنين من كل المناطق، مطلوب منا مقاومة متعددة الاتجاهات والابعاد، وكلنا يعرف معاناة وطننا العزيز، ونعرف اليأس الموجود لدى الكثير من المواطنين، ونعرف كيف ابواب السفارات اليوم تعج بشباب لبنان الذين يريدون الهجرة من الوطن، وهذا كله سببه التخلي عن المسؤوليات والاستهتار في تسيير شؤون الدولة”.
واضاف الجميل: “نحن اليوم في هذه المرحلة نعاهدكم ان نستمر بروح المقاومة على كل الصعد من اجل لبنان السيادة والاستقلال والانفتاح والتعايش ولبنان الالفة والمحبة بين كل ابنائه من كل طوائفه ومذاهبه واديانه واحزابه”.
وكان الاحتفال استهل بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة ترحيب من عريف الحفل المختار جان فارس.
والقى رئيس قسم صربا الكتائبي نصار كلمة قال فيها: “كان لبلدة صربا شرف الشهادة للكتائب والاستشهاد في سبيلها، ليحيا لبنان سيدا حرا مستقلا. وان اعتناق حزب الكتائب والالتزام به وفي هذه المنطقة بالذات، هو بمثابة الدعوة الكهنوتية، وان ارتضاء العمل تحت رايتها على مر السنين هو الاصعب، ولكن الكتائبيين يعدون ويتعهدون بمتابعة المسيرة بكل اخلاص وامانة”.
بدوره ألقى نائب رئيس اقليم النبطية جاد سمعان كلمة قال فيها: “الحق، الحرية، والكرامة الانسانية، التي نادى بها الامام المغيب موسى الصدر، امام المسيحيين والمسلمين، الذي يصادف اليوم ذكرى تغييبه، تحية للرئيس النبيه الذي يكمل الرسالة ويحمل المشعل لإكمال المسيرة. وحيث يصادف أيضا، ذكرى غياب الرئيس المؤسس، الشيخ بيار الجميل، الذي علمنا الصدق، قول الحقيقة، حب الوطن، والولاء المطلق للبنان”. واستذكر مقولة للشيخ بيار الجميل يقول فيها “يصير لبنان منبرا حرا للعالم العربي ولكل العالم، هذا كله جيد، شرط أن يكون المنبر لبنانيا. وليس عبثا ان يكون شعارنا: الله، الوطن والعائلة”.
واضاف: “كان المسار صعبا فتوليت رئاسة الجمهورية بعد استشهاد البشير، وحافظت على الدستور رغم كل الضغوط، فكنت السد المنيع في الحفاظ على لبنان، فاستحققت لقب العنيد، لن ننسى المقولة الشهيرة التي أطلقتها “اعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم”.
وتابع: “وعدنا لكم، سنكمل برعاية رئيس حزبنا الشيخ سامي الجميل الذي بدوره يحمل المشعل اليوم ويرفع الراية من أجل لبنان الذي نحلم به”.
والقى رئيس بلدية صربا المحامي الياس الحلو كلمة قال فيها: “ان تاريخ اليوم كان محطة في تغييب كبيرين من رجالنا، فغيبت امام الوطن والمقاومة، الامام التاريخي الذي قد لا يتكرر السيد موسى الصدر، كما غيبت الشيخ بيار الجميل المؤسس احد كبار رجال استقلال لبنان والمجاهدين في سبيل تحقيقه”.
واكمل: “لا يخفى على احد ان البلدة تعتز وتفتخر بكم وبإنجازاتكم كواحد من كبار هذا الوطن، فلا يخفى على احد ان رئاستكم للجمهورية اللبنانية كانت في اصعب المراحل التي مرت على بلدنا، فأعقبت الاجتياح الغاشم والعدوان الاسرائيلي في العام 1982، ورافقت اصعب مراحل مؤامراته واعتداءاته على هذا الوطن وشعبه. فدفعتم اغلى الاثمان في سبيل رفض الخضوع والتسليم للعدو الصهيوني ومخططاته التدميرية والتقسيمية، فلا يخفى على احد رفضكم اتفاق السابع عشر من ايار وتحملكم كافة النتائج السلبية التي رافقت الضغوطات الصهيونية الصعبة كما ضغوطات المتآمرين من حلفائه من بلدان المؤامرة والتقسيم على هذا الوطن”.
وختم: “املنا بكم العمل الدائم على توحيد قلوب اللبنانيين بين بعضهم البعض، فيحافظون على البلد الذي هو رسالة في وجوده واستمراره، فعسى ان يكون درسا للعالم في تعايش الاختلافات الدينية، كما كان في يوم من الايام مصدر الحرف ومعلم الحضارة للعالم اجمع”.