نظم جهاز الشهداء والمصابين والاسرى في حزب “القوات اللبنانية”، بالتعاون مع منطقة زحلة في القوات مسيرة بعنوان “عا دعساتكن”، من عيون السيمان الى وادي العرايش، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب أنطوان حبشي، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سيزار المعلوف، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والاسرى جورج العلم، منسق زحلة طوني القاصوف، وحشد من المحازبين والمناصرين.
بدأ الحفل بالنشيدين اللبناني والقواتي ودقيقة صمت عن ارواح الشهداء.
بعدها، ألقى حبشي كلمة قال فيها: “رفاقي رفيقاتي، يشرفني ان اكون معكم، واريد بشكل خاص ان أشكر زميلي سيزار المعلوف واقول له إن عددا قليلا من الناس الذين يتناغمون مع أنفسهم وما يقولونه في الغرف المغلقة هو ذاته امام الناس”.
وأضاف: “اود ان اشكر ايضا جهاز الشهداء والمصابين والاسرى، واشكركم على هذه المبادرة بشخص رئيس الجهاز رفيقي جورج العلم كما اود ان اشكر منسقية زحلة وعلى رأسها منسق زحلة طوني القاصوف ورئيسة مكتب الشهداء نوال ابي شهلا”.
وأكد حبشي أن “التعاون بين الاجهزة والمناطق هو اساس الكثير من النجاحات، واشكركم من اعماق قلبي لانكم اخترتم ان نمشي “عا دعسات” ابطالنا. وهذه الطريق اعرفها بالذاكرة ليس بذاكرتي الفعلية بل بذاكرة رفاقنا في زحلة والبقاع والذين يحدثوني عنها كلما اتيت الى منطقة زحلة”.
وتابع: “اود ان تعلموا انه في زمن الحصار كان البعض يتساءل ماذا بإمكان اهالي زحلة أن يفعلوا بوجود السهل المفتوح والدبابة؟ هل بامكانهم المقاومة؟ كانوا يعتبرون أن زحلة حدودها مقفلة من خلال العامل الطبيعي الا وهو الثلوج؟ كما سألوا، هل باستطاعة زحلة مواجهة القوى الكبيرة للجيش السوري الذي كان يقصف حمص وحماة في الوقت ذاته؟”.
وقال: “الله يرحم الشيخ بشير الجميل، لم يأخذ القرار بل تحدث مع اهالي زحلة وقال لهم الاوضاع صعبة واذا لم تحاربوا أتفهمكم، واذا اتخذتم قرار القتال فهو قراركم”.
وأردف: “زحلة اتخذت قرارها وواجهت من خلال الامهات التي تعد الطعام في المنازل، وشبابها الذين قاتلوا، والراعي الذي سلك نفس دربكم من خلال ارشاد المقاتلين على ذات هذا الطريق، وتحملوا مشقتها، والثلوج وحمولتهم للذخيرة والادوية”.
وتوجه حبشي الى الحضور بالقول: “لقد لاحظتم مدى صعوبة الطريق في الصيف، فكيف بالحري في الشتاء، اسقطوا الجيش السوري على ابوابها ولم يسمحوا له بدخول مدينة زحلة”.
واشار الى أن “الصعوبة، لم يفهم اهميتها أحد الا عند انتهاء المعركة، ووصلت الباصات لنقل المقاتلين من زحلة الى المجلس الحربي خصوصا وانه خلال المعركة سمعنا في الاعلام البعض يتحدث عن ضباط اجانب يقاتلون ويحاولون تشويه صورة ابناء زحلة، لكن عند وصول الستة والتسعين مقاتلا الى المجلس الحربي، وكان في استقبالهم الشهيد المؤسس الشيخ بشير الجميل، ناداهم بأسمائهم كأبناء “القوات اللبنانية” وابناء هذه المدينة البطلة زحلة”.
وقال: “لا اتحدث عن التاريخ كي نغرق في الماضي، الماضي ليس مهما الا لاستمرارية المستقبل. لقد رأيتم مدى صعوبة الطريق وقد قطعوها، سمعتم الكم من الشائعات والاكاذيب التي مورست بحقهم. قالوا انهم ليسوا لبنانيين ولا يستطيعون ان يغيروا وقد غيروا”.
واكد أن “كل الذين تعاملوا مع النظام السوري سقطوا، لان الاخير لم يستطع الدخول الى زحلة. اليوم نعاني من نفس الشيء، ومن ينتظر منكم تعيينات او اي خدمة عليكم باتخاذ القرار انتم، مثلما طلب الشيخ بشير من اهاليكم في زحلة”.
واشار الى ان “طريقنا صعبة والذين يحاولون بدباباتهم التهام الدولة، وليس ضروريا ان تكون الدبابة من الحديد والنار، في معظم الاحيان تكون النفسية وطريقة التعاطي اسوأ من الدبابة، لكن يوجد أشخاص لديهم الاصرار لبناء الدولة بشكل فعلي، لذلك صبرنا طويل وارادتنا كبيرة. وعلى الرغم من صعوبة طريقها، علينا ان نسلكها كما فعل ابطالنا. نحن سلكناها “عا دعساتهم” اليوم ولن يستطيع احد ان يأخذ لبنان الى جمهورية الموز مهما طال الزمن، ولبنان سيتجه الى لبنان الكيان الذي استشهد رفاقنا في منطقة زحلة والبقاع من أجله”.
وطلب من الجميع ان تكون عزيمتهم وارادتهم “كما كان الرفاق على الدرب، وسنتخطى كافة المصاعب كما فعلوا”.
بدوره، قال المعلوف “الشكر ليس لي بل كل الشكر للشهداء الابطال في هذا اليوم المميز والشكر لشهيدنا الاول يسوع المسيح، نحن اليوم نمشي “عا دعساتهم” حتى نكمل مسيرة اجيال، اجيال تسلم اجيال، والشهداء الذين سبقونا هم فخرنا، ورأسنا مرفوع، ولولاهم لما كان لدينا كرامة في هذا البلد ولم يكن لنا وجود لولا فضلهم وفضل القوات وفضل قائد القوات الدكتور سمير جعجع”.
وأضاف: “لا داعي لشكري، وتذكروا دائما اولئك الذين مشوا الدرب في الشتاء وفي البرد القارس لنبقى مرفوعي الرأس على أمل ان نلتقي في كل عام ونسير عا دعساتهم”.
من جهته، شكر العلم النائب المعلوف وعقيلته نانسي على اهتمامهما المميز بالمسيرة ورعايتهما لها وسلمهما درعا تكريمية.
اما منسق زحلة القاصوف، فقد رحب بالحاضرين مثنيا على الدور الذي قام به الشهداء والاحياء خلال حصار زحلة.