رأى وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، في حديث عبر برنامج “صالون السبت” من اذاعة “الشرق”، ان “بعضهم لا يقوم بعمله ويعمد الى خطف حقوق غيره لتحقيق غايات حزبية وطائفية ومن اجل المصالح الذاتية، وهذا ما نشهده اليوم”.
وأكد ان ما تقوم به “القوات اللبنانية” هو “بناء الدولة، وهي تمارس السياسة وفقا لسلم القيم، وهذا ما كان مفقودا في الجلسة الأخيرة في بيت الدين من خلال حفلة التعيينات”. وقال: “ما زلنا على موقفنا، وهو التمسك بآلية التعيينات، ولكن بما يخص المجلس الدستوري الامر صعب لأن هناك خمسة اعضاء ينتخبهم النواب. كان الاتفاق بتأميننا نصاب الجلسة في مجلس النواب واختيار مرشح القوات سعيد مالك وهو يتمتع بكفاءة عالية خلال تعيين خمسة اعضاء من قبل الحكومة. المسألة ليست محاصصة، ولو كانت كذلك كنا اخترنا أرثوذكسيا وكاثوليكيا. طريقة التعاطي كانت سلبية جدا ولم يؤخذ بخيارنا، كما لم يتم تنفيذ الاتفاق، وجرى التنصل منه والرضوخ لمطالب الوزير جبران باسيل”.
أضاف: “لدينا ملاحظات على تركيبة المجلس الدستوري التي لا توحي بالاطمئنان وعلى الاعضاء المسلمين وليس فقط المسيحيين. مع احترامنا لكافة الأعضاء فهم لا يتمتعون بالخبرة الدستورية الكافية ولا يجوز تسخير موقع كالمجلس الدستوري لأهداف سياسية”.
وردا على سؤال، أجاب: “للاسف، وفق الجو القائم، على الارجح التعيينات المستقبلية ستكون على صورة ما جرى بالامس. اما ان تعتمد آلية في التعيينات او لن تدخل القوات في اية محاصصة. هناك فريق واحد قد يستأثر بالتعيينات المسيحية. اذا كان الاقصاء نتيجة عدم تصويتنا على الموازنة فالرسالة وصلت، ولسنا بوارد الدخول في لعبة تسجيل النقاط وممارسة سياسات كيدية. كنا ننتظر وفاء والتزاما اكثر بالوعود التي قطعت لنا”.
كما أكد أن “القوات اللبنانية لن تعطيهم هدية ثمينة ومجانية عبر الخروج من الحكومة. نمارس السياسة وفقا لمصلحة لبنان وليس انتقاما. سنواصل عملنا السياسي بشكل طبيعي في مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي الحياة السياسية والحزبية والمناطقية. سنبقى رأس حربة في محاربة الفساد وبناء دولة قوية يحلم بها جميع اللبنانيين”.
وعن بعض التحالفات، قال: “اليوم أقرب حلفائنا هو الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما الرئيس الحريري لم يصوت معنا في المجلس الدستوري والرئيس بري أصدر بيانا أعلن فيه عدم قدرته على الالتزام بالاتفاق. ولكن ما يجمعنا بقواعد تيار المستقبل هو المبادئ السيادية وثورة 14 اذار والنأي بالنفس بلبنان والنظرة الى دولة عصرية، ومستمرون بتحالفنا الاستراتيجي سويا. وهناك نقاط تجمعنا ايضا مع قواعد التيار الوطني الحر”.
وردا على سؤال عن استعانة الوزير جبران باسيل بشعار “القوات اللبنانية” وتحويله الى “حصة المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار”، أجاب: “بناء الدولة العصرية الخالية من الفساد هو الذي يجب ان يكون فوق كل اعتبار. حاليا حصة باسيل فوق كل اعتبار وطموحاته الرئاسية فوق كل اعتبار ويجب ان يكون شعاره حصتي وطموحاتي فوق كل اعتبار”. وقال: “بفضل عامل المصاهرة حقق جبران باسيل أولى طموحاته بترؤسه التيار الوطني الحر، هذا مع عدم استخفافي بطاقاته وقدراته وصفاته الشخصية، ولكن يتمتع بها كثر في التيار، وبذات المنطق يريد باسيل ان يصبح رئيسا للجمهورية. ان فتح باسيل معركة الرئاسة مبكرا ينعكس سلبا على العهد وعليه شخصيا”.
وعن لقاءات رئيس الحكومة سعد الحريري الاميركية، قال: “الرئيس الحريري كان في زيارة خاصة إلى واشنطن، وعلى هامشها التقى وزير الخارجية مايك بومبيو، لكن في لبنان يحملون الامر اكثر من اللازم. مشكور الحريري لأن جهوده الخارجية تصب في مصلحة لبنان ولقاءاته كانت ايجابية. وهل الرد على الاميركيين او الرئيس الحريري يكون عبر الرسالة بأننا لم نعد نريد وضع استراتيجية دفاعية؟! اذا كان الامر كذلك فهو كارثي. للاسف لم نر وزير الخاجية يقوم بمجهود لتجنيب لبنان الضغوط الدولية وأزمات المنطقة”.
أضاف: “هناك ركيزتان اساسيتان في لبنان، المصرف المركزي والجيش اللبناني. الموقف الأميركي يتمتع بنظرة دعم للمؤسسات والجيش التي تعتبر ركيزة لاستمرار الدولة في لبنان. دولة كأميركا لديها تأثير كبير وهي متمسكة بدعم النقد المالي ونتيجة زيارة الحريري تندرج في هذا الاطار. لا يستطيع الرئيس الحريري تغيير موقف اميركا من حزب الله وانما يستطيع تظهير صورة التزام لبنان بمؤسساته. يجب أن يعود حزب الله إلى الداخل وإلى الدولة اللبنانية ويسلم سلاحه، فوضع يده على قرار الحرب والسلم مرفوض. فليمارس الحياة السياسة وهو يمثل شريحة من اللبنانيين”.
كما اسف قيومجيان “لأن القوات اللبنانية تنتظر من اليوم الاول طرح الرئيس عون للاستراتيجية الدفاعية ولم يطرح هذا الامر حتى الساعة”، مضيفا: “من جهته، اكد الرئيس الحريري التمسك بالقرار 1701 الذي يضمن الاستقرار على الحدود الجنوبية. مسألة مزارع شبعا لا تستدعي كل هذه الترسانة لحزب الله وهذا يدل على ان هذا الحزب وفقا لما يقول هو عن نفسه هو ذراع سياسية وعسكرية لإيران، تستخدمها في اكثر من دولة”.
وإذ اعتبر ان “كلام الرئيس عون الاخير عن الاستراتيجية الدفاعية مخيف”، رأى أنه “سابقا على أيام لحود والهرواي كانوا يعتمدون على المقاومة، فهل يجوز في ظل عهد يعتبرونه قويا ان تبقى المقاومة وان يبقى السلاح؟ الرئيس القوي هو بالمؤسسات القوية التي ترعى امور الدولة والشعب اللبناني. نحن نريد ان تطرح الاستراتيجية الدفاعية باسرع وقت ممكن وان ننتهي من السلاح غير الشرعي”.
وقال: “ان الوقت الآن غير مآت لتغيير باتفاق الطائف وتعديل صيغة الحكم في ظل وجود طائفة تفرض سلاحها على طاولة الحوار”. أضاف: “الشعبوية منذ العام 1988 اوصلتنا كمسيحيين الى حروب وخسائر في مواقع في السلطة، وكلبنانيين الى حروب وتعطيل انتخابات الرئاسة وتأخير تشكيل الحكومات وعرقلة عجلة النهوض”.
من جهة أخرى اعتبر ان “وكالات التصنيف لا تحركها السياسة وهي واضحة”، وقال: “يجب ان نقوم بالإصلاحات وقادرون على ذلك. انا اؤيد وزير المالية والبيان الذي اصدره عن انه ما زال بامكاننا تخطي الازمة. التصنيف سلبي وحتى لو تم منحنا فرصة 6 اشهر. وهذا ما دفعنا الى التصويت ضد الموازنة، اذ لم نر فيها الإصلاحات المطلوبة، لذلك لم نسر بها. فالإصلاحات هي التي تجلب الايرادات. في اي نظام اقتصادي في العالم، قطاع كالكهرباء والاتصالات لا يدخل اموالا إلى خزينة الدولة؟ في أية دولة ثمة ركائز اساسية، الاستقرار السياسي والامني والمصداقية القانونية، وللاسف ما جرى في المجلس الدستوري سلبي ولا يشجع اي مستثمر على الثقة بالقضاء لتحصيل حقوقه”.
وردا على سؤال عن مضي ثلاث سنوات على العهد، قال: “كنت اعول على فخامة الرئيس عون وكنت من الفريق القواتي الذي يدعم وصوله لنعمل معا كحزبيين مسيحيين لتعزيز عودتنا سويا إلى مواقع الدولة، ما يفيد كافة اللبنانيين. ولكن للاسف أشعر بالخيبة كمسيحي ولبناني”.
تابع: “لم يحقق اي انجاز في استرداد المواقع المسيحية كمركز المدير العام للأمن العام ورئيس الجامعة اللبنانية. هناك تضليل كبير بالحديث عن استرداد المواقع المسيحية، ربما يتم إيصال مسيحيين من قبل طرف سياسي مسيحي كانوا يعينون سابقا من اطراف غير مسيحية، ولكنني مع وصول أي مسيحي صاحب كفاءة وليس بالضروري ان يكون حزبيا”.
وفي ذكرى انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل، قال: “بشير في 20 يوما عكس صورة عن دولة نحلم بها. دولة سيدة اقتصادها حر ومنفتحة على الاسواق الخارجية، دولة ادارتها منتجة وقضاؤها مستقل. لا خوف على حلم البشير لأنه يبقى في وجداننا كقوات لبنانية ونواصل العمل من أجله ومن أجل قيام دولة سيدة وقوية. الوجدان المسيحي وجدان لبناني مؤمن بالسيادة وبحصرية السلاح بيد الدولة ومؤمن بمشروع القوات اللبنانية”.
وردا على سؤال، قال: “وزير العمل كميل ابو سليمان يطبق القانون ولم يصدر قرارا جديدا وخلق آلاف فرص العمل للبنانيين”.
وعن عمل وزارة الشؤون الإجتماعية، قال: “نعمل على استراتيجية وطنية للحماية الاجتماعية بالتعاون مع اليونيسف وجمعيات غير حكومية، وستشمل هذه الاستراتيجية وزارات عدة. يجب على الدولة ان تتكل على نفسها والا ترهن سياستها الاجتماعية بالدول المانحة”.
وختم قيومجيان: “نحن نعيش انفجارا اجتماعيا وأزمة غير مسبوقة، في ظل البطالة المتزايدة والأزمات المالية والاقتصادية قد تتفاقم الأزمة. لذا علينا الإسراع بالقيام بالإصلاحات المطلوبة”.