إستهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، لقاءاته اليوم، في العاصمة الأميركية واشنطن، باجتماع عقده مع رئيس مجموعة البنك الدولي دايفيد مالباس، في مقر البنك، حضره الوزير السابق غطاس خوري، المدير التنفيذي المناوب لمجلس المديرين التنفيذيين في مجموعة البنك الدولي السفير راجي الأتربي، القائم بأعمال نائب رئيس البنك لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رباح أرزكي ومساعدة رئيس البنك هانيا داوود، وتم خلاله عرض علاقة البنك بلبنان والمشاريع التي يمولها.
بعد الاجتماع، الذي دام أكثر من ساعة، تحدث الرئيس الحريري إلى الصحافيين، فقال: “أكدنا للبنك الدولي، أن علاقتنا بهم مهمة جدا، وأننا مستمرون بالعمل، وخاصة في قطاعات كالكهرباء والاتصالات وإدارة النفايات، وهم بدورهم كانوا متحمسين لمساعدة لبنان، والعلاقة معهم ممتازة للغاية”.
أضاف: “كذلك هنأت اليوم، الرئيس الجديد للبنك، وشرحت له التحديات، التي نواجهها في لبنان، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، وقد أكد من جهته مواصلة دعم البنك لنا، وإن شاء الله، ستكون هناك خطوات واجتماعات أخرى سنجريها في لبنان”.
سئل: في آخر تصريح لصندوق النقد الدولي، أعربوا عن عدم حماستهم للعمل مع لبنان؟
أجاب: “صندوق النقد الدولي ينظر إلى الوضع المالي بشكل محدد، أما البنك الدولي فهم شركاء لنا، وننفذ العديد من المشاريع معهم، ولا شك أن الأرقام في لبنان صعبة، وهو ما نحاول أن نقوله، فقد أقررنا في موازنة العام 2019، التي كانت صعبة، لكنها مسار، ويجب أن ننظر إلى الموازنات، اليوم أنجزنا موازنة العام 2019، وبعدها هناك موازنات الأعوام 2020 و2021 و2022، وإذا نظرنا إلى القرارات، التي اتخذناها في موازنة العام 2019، على صعيد وقف التوظيف على مدى ثلاث سنوات، فإن هذه إحدى الخطوات لوقف النفقات لدينا، وفي موازنة العام 2020، سنتخذ خطوات مماثلة، وبما أننا أقررنا استراتيجية الكهرباء، ويجب أن ننفذها، فإن هذا يوجب علينا تخفيض الدعم، الذي نوفره للكهرباء بحوالي المليار دولار، وهذا يجعلنا نصل إلى الأرقام التي نسعى إليها”.
سئل: هل بدأ البنك الدولي استخدام الأموال، التي منحها في سيدر، بالمشاريع الحالية؟
أجاب: “بالتأكيد بدأوا يستخدمونها، الآن نحن نعمل مع الفرنسيين لكي ننتهي من اللجنة، التي ستتابع كل هذه المشاريع، وإن شاء الله يكون هناك أول اجتماع لهذه اللجنة في أيلول المقبل”.
سئل: هناك أزمة حقيقية في موضوع النفايات، فهل ستنتظرون تمويل هذا الملف من مشاريع سيدر؟
أجاب: “حين أعود إلى لبنان، سيكون لدي كلام واضح وصريح في موضوع النفايات، وأنا أرى أن هذا الموضوع يتخذ طابعا مؤسفا، طائفيا ومذهبيا، وهذا أمر مقزز، أننا وصلنا إلى مكان أصبح فيه المواطن لا يعرف نفسه ما الذي يقوله، هناك من يقول إنه لا يريد أن يستقبل النفايات، فلنمنع بعضنا إذا من الذهاب إلى المنطقة الفلانية، لتناول العشاء مثلا، لأنك إذا تعيشت في هذه المنطقة، يجب أن تأخذ نفاياتك معك، وتعيدها إلى منطقتك، هذا الأمر أصبح “مسخرة”، هناك أشخاص لا يفكرون بما يقولون، يمكن أن يأتي من يقول لك إنك إذا أقمت محطة كهرباء في هذه المنطقة، فيجب أن تخدم هذه المنطقة فقط، لكن حين أعود إلى لبنان سيكون لدي كلام واضح وصريح، في هذا الموضوع، وستكون لدي حلول بأن تفرض الدولة قراراتها وانتهينا”.
سئل: هل أنت متفائل من خلال اللقاءات، التي ستجريها بأن يكون هناك تحسن في تصنيف لبنان؟
أجاب: “أنا أعلم أن أرقام لبنان المالية صعبة، واليوم لدينا تحد كبير جدا مع ستاندرد أند بورز، ونعمل من أجل تحسين هذا الموضوع، لكن هذا لا يعني أن وضعنا غير جيد، بل على العكس، نحن نقوم بكل الخطوات التي ستوصلنا إلى بر الأمان، المهم ألا نكون نتلقى الأخبار السلبية من دون أن نقوم بأي تحرك، الفكرة الأساسية أنه مهما كان الآتي إلينا، فإن علينا أن نقوم بواجباتنا، وإلا إن بقينا ننتظر ونقول لماذا حصل ذلك، يكون هذا خطأ، علينا أن نقوم بما يجب أن نقوم به، ونوصل أنفسنا إلى بر الأمان.
سئل: كيف تقيم هذه الزيارة اليوم؟
أجاب: “أنا أقيمها بطريقة وأخصامي يقيمونها بطريقة أخرى”.
سئل: هم يعتبرونها إملاءات أميركية؟
أجاب: “هم من تأتيهم الإملاءات، أنا لا أحد يملي علي شيئا”.
بعد ذلك توجه الرئيس الحريري إلى مقر إقامته في فندق “فور سيزنز”، حيث استقبل نائب وزير الدفاع الأميركي جون رود، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما سبل دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية.