زار وفد من حزب “القوات اللبنانية” الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في “الاسكوا”، لتسليمه رسالة من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع موجهة الى الموفد الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون حول قضية المعتقلين والمخفيين قسرا” في سجون النظام السوري.
وضم الوفد رئيس “لجنة متابعة قضية المعتقلين والمخفيين قسرا” في السجون السورية والتي انبثقت من مؤتمر حزب “القوات اللبنانية” في معراب النائب السابق جوزف المعلوف، عضو اللجنة النائب السابق إيلي كيروز، رئيس جهاز العلاقات الخارجية الدكتور إيلي الهندي ورئيسة مكتب السياسات العامة مايا سكر.
وشكر كوبيتش الوفد على طرح القضية في هذا الوقت بالذات “لتزامنها مع دينامية جديدة في حل الأزمة السورية تتضمن تشكيل اللجنة الدستورية وتطبيق توصيات مؤتمرات استانا”.
وأشار كوبيتش الى ان “موضوع المغيبين والمخفيين قسرا تم تداوله في مجلس الأمن هذا الأسبوع بالذات”، معتبرا رسالة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى الموفد الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون أتت في التوقيت المناسب.
ووعد كوبيتش بإيصال الرسالة الى بيدرسون ورفعها الى كل الجهات المعنية في الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان، على ان تتم متابعة القضية مع اللجنة المعنية في حزب “القوات اللبنانية”.
وجاء في رسالة جعجع المعنونة “كشف مصير اللبنانيين المخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا في سجون النظام السوري”، الآتي:
“في إطار مهمتكم السامية وسعيكم الحثيث لإنهاء النزاع في سوريا، وعلى أثر زياراتكم المتعددة سوريا من أجل العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية وإطلاق عملها كمدخل للتسوية ولبلورة نهاية فعلية للصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات، وبما أن قرار مجلس الأمن رقم ????، والذي يشكل بالنسبة إليكم الأساس السليم لأي حل في سوريا، ينص على صياغة دستور جديد لسوريا، كما ينص على إطلاق السجناء السياسيين لدى مختلف الأطراف لاسيما لدى النظام السوري، ويعتبر تحقيق هذه الخطوة من العوامل المهمة لنجاح المرحلة الإنتقالية، نود بناء على ما تقدم، أن نلفت نظركم إلى قضية تتصل مباشرة بجوهر مهمتكم، وأن نطلب دعمكم ومساعدتكم على حلها، وهي قضية اللبنانيين المخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا في سجون النظام السوري.
لقد وثقت منظمات المجتمع المدني في لبنان ملفات وحيثيات وبراهين كثيرة ومتنوعة عن مئات من اللبنانيين كانوا في فترة من الفترات معتقلين في سجون النظام السوري ولا يزال مصيرهم مجهولا بعد سنوات طويلة من الإعتقال والتعذيب.
إن حزب القوات اللبنانية، وهو حزب مقاوم لمختلف أنواع السيطرة الخارجية على لبنان إذ يتشرف بأن يعرض على سعادتكم قضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، يطالب الأمم المتحدة بالتدخل الملح والعاجل لدى السلطات السورية من أجل كشف مصير المئات منهم بعد سنوات طويلة من الإخفاء القسري. إن هؤلاء قد اعتقلوا على الأراضي اللبنانية والسورية ليس لأسباب جنائية بل لأسباب سياسية تتعلق بانتمائهم السياسي أو الحزبي أو الطائفي وبنظرتهم إلى الوجود السوري في لبنان واعتبار هذا الوجود احتلالا لا بد من مقاومته.
إن هذه القضية المتمادية في الزمن لا تزال تشكل جرحا نازفا في الجسم اللبناني بالنظر إلى الآلام والمآسي الناتجة عنها، إذ لا يزال مصير المئات من اللبنانيين مجهولا ولا تزال معاناة العائلات والزوجات والأمهات والأبناء مستمرة وتتفاقم يوما بعد يوم . لقد حاولت الحكومات اللبنانية المتعاقبة أن تعالج القضية مع الحكومة السورية لكن من دون أي نتيجة، واستمرت السلطات السورية بإنكار وجود أي موقوفين لبنانيين في سجونها.
لذلك، وحرصا على حل سليم ومتكامل تعملون عليه، نضع هذه القضية في عهدتكم ونتمنى أن تنال ما تستحق من اهتمامكم وأن تشكل جزءا من ملف المخفيين قسرا والمعتقلين تعسفا في سوريا، على أن يكون إطلاقهم والكشف عن مصيرهم شرط أساسي من شروط المرحلة الإنتقالية بحسب القرارت الدولية والمعاهدات ذات الصلة.
وعليه، نضع أنفسنا وكل الإمكانات المتوافرة لدى حزب “القوات اللبنانية” ووزرائه ونوابه في تصرفكم للمساهمة في تسهيل حصولكم على الأدلة المتوفرة لدى أهالي المفقودين والجمعيات التي تابعت هذا الملف، وللضغط على القوى المعنية المحلية والعربية والدولية كي يتم إدراج هذا الملف كجزء من مهامكم وجهودكم التي تلقى لدينا كل التقدير، آملين أن تكلل مساعيكم بالنجاح في وقف هذه الجريمة المتمادية واقفال جرح ينزف منذ اكثر من أربعة عقود”.