غاصت جاهدة وهبة في “عبق الأندلس”، وتنقلت ما بين الطرب الأصيل والموشحات وصولا إلى “الفلامنكو”، في أمسية ستبقى محفورة في الذاكرة، قدمتها ليل أمس في رحاب معبد باخوس، ضمن ليالي مهرجانات بعلبك الدولية، إلى جانب الفنان عمر بشير إدارة وعزفا على العود تصاحبه فرقته الموسيقية، وبالاشتراك مع المغني الإسباني “ملكيور كامبوس” وراقصة الفلامنكو “ليا لينارس”.
بداية حفل جاهدة، تحية لبعلبك، من ألحانها، ومن كلمات شعر ميشال طراد وميشال قرم وسعيد عقل، تلاه موشح “زمان الوصل” للشاعر لسان الدين بن الخطيب وتخلله موال “لو كان قلبي معي” من شعر عنترة بن شداد، فقصيد “لعينيك” من شعر المتنبي، تهويدة “الحصان الكبير” مع لوحة من فن “الفلامنكو” عنوانها “كامارون” من شعر فريديريكو غارسيا لوركا، وبمشاركة ملكيور كامبوس، و”كما الماء”، بمثابة تحية لكامارون وباكو دي لوتشيا، مع كامبوس أداء، وليالينارس رقصا.
وبالعودة إلى الأصالة غنت جاهدة موشح “يا شادي الألحان” من ألحان سيد درويش. ومن ألبومها الأخير اختارت “أرض الغجر”، شعر ماجدة داغر، ومن ألحان شربل روحانا. وأطرب الحضور موشح “كامل الأوصاف” من روائع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، شعر مجدي نجيب، وألحان محمد الموجي، تلاه موشح “لما بدا يتثنى” الذي تخلله موال من شاعرة الأندلس “ولادة بنت المستكفي”.
واختارت وهبه من شعر لوركا “ليس من هواء”، وأدت موشح “زارني المحبوب”، لترتجل بصوتها المخملي مختارات من عذب معين شعراء الأندلس، ورافقها بأوتار عوده الفنان المتألق عمر بشير.
سهرة لن تنسى، وسمت فن جاهدة وهبة الراقي، بعبق التاريخ بين أروقة المعبد الروماني.