احيت حركة “امل” واهالي شهداء مجزرة قانا الذكرى السنوية ال21 لشهداء قانا الاولى، باحتفال جماهيري حاشد اقيم امام اضرحة الشهداء في بلدة قانا، في حضور ممثلة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري عقيلته السيدة رندى عاصي بري، النائبان علي خريس، علي بزي، وفد من قيادة الحركة ضم مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي بسام طليس وعدد من اعضاء المكتب السياسي واعضاء الهيئة التنفيذية في الحركة، المسؤول التنظيمي لاقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل على رأس وفد من قيادة الاقليم ، ممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، قيادات امنية وعسكرية، راعي ابرشية صور والاراضي المقدسة للطائفة المارونية المطران شكرالله الحاج، فاعليات روحية من مختلف الطوائف اللبنانية الاسلامية والمسيحية، حشد من رؤوساء المجالس البلدية والاختيارية، ممثلين عن المنظمات الشبابية والاندية الكشفية، وفد من الهيئات النسائية في التنظيم الشعبي الناصري والحزب السوري القومي الاجتماعي، عوائل شهداء المجزرة، وحشود شعبية من مختلف مناطق اللبنانية.
استهل الاحتفال بمسيرة كشفية وشبابية حاشدة يتقدمها حملة الاكاليل والرايات وصور تجسد واقعة المجزرة المسيرة جابت شوارع البلدة وصولا الى اضرحة الشهداء حيث وضعت اكاليل الزهر.
بعد ذلك اقيم احتفال خطابي بالمناسبة استهل بالنشيدين الوطني اللبناني ونشيد حركة امل. ثم القى رئيس بلدية قانا محمد عطية كلمة اتحاد بلديات صور تحدث فيها عن “الشهداء الذين يشكلون عناوين السيادة وهم صورة شهداء الفوعة وكفريا وكل شهداء الارهاب، مذكرا بالسياسة الارهابية للكيان الصهيوني”، مستغربا “صمت المجتمع الدولي والامم المتحدة وعجزهم عن الدفاع ليس عن دماء الاطفال فحسب انما ايضا عجزهما للدفاع عن كرامة الامم المتحدة”.
والقى النائب علي خريس كلمة حركة امل وقال: “ان هذه المجزرة التي اراد من خلالها العدو تحويل لبنان الى مشوه حرب، لا يمكن ان تنسى”، مذكرا “ان اسرائيل لا تحسب حساب للامم المتحدة ولا لمجلس الامن ولا المجتمع الدولي”، مؤكدا ان “هذا العدو لا يخاف من القانون الدولي وبالتالي لا يفهم الا لغة المقاومة التي بفضلها وبفضل دماء الشهداء ينعم لبنان بالقوة وبالامن والاستقرار”، مشددا على ان “لبنان يحمى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، فاسرائيل ليست قدرا على هذه الامة”.
واكد أنه “في موضوع قانون الانتخابات النيابية ان القانون الانتخابي هو الذي يساوي بين اللبنانيين هو القانون الانتخابي القائم على النسبية”، مضيفا ان اللغة الطائفية لا تؤسس وطنا انما تؤسس للفتنة ويجب تقديم قانون انتخابي بقياس الوطن وليس بقياس الاشخاص”، معتبرا ان “الفراغ يطيح بكل مؤسسات الدولة، ونحن في حركة امل نرفض التمديد”، مشيرا الى ان “الفرصة لا تزال متاحة لانجاز قانون انتخابي عصري عادل يعزز الوحدة الوطنية ويقلص من مساحات الانقسام الطائفي”.
بدورها القت السيدة بري كلمة قالت فيها : “في كل عام في الثامن عشر من نيسان نقف في قانا لاحياء ذكرى شهداء المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في حربها العدوانية على لبنان، في نيسان عام 1996 بما سمي حينها عدوان عناقيد الغضب، هي وقفة تتزامن ايضا مع ذاكرة الحرب الاهلية الاليمة في 13 نيسان عام 1975، ففي الذاكرة الاولى تجلى الإجرام الإسرائيلي بابشع صوره في قانا تحت خيمة الامم المتحدة وفي اسعاف المنصوري وفي سفك دماء اطفال ال العابد تحت انقاض منزلهم في النبطية الفوقا، وكذلك في سحمر وقبلها في كونين ويارين. وفي الذاكرة الثانية صفحات سوداء من تاريخ وطن كادت ان تضيعه الرهانات الخاطئة والتوزع على محاور المصالح الفئوية والضيقة. ان هاتين الذاكرتين هما محطتان يجب ان تدفعا بكافة القوى والمكونات اللبنانية، للتوقف مليا والتبصر حيال الكثير من المواقف التي تبعدنا عن القضايا الجوهرية وتنسينا الاولويات الوطنية، وينسينا ما واجهناه من مؤامرات تهدد مصير الوطن ومصير القضية الأساس. فاللبنانيون وللمرة الاخيرة مدعوون الى حسم خياراتهم من اجل معرفة من هو العدو ومن هو الصديق في الوطن والمواطنية وعلى مستوى الاقليم. فمن كانت اسرائيل عدوه فهي عدو كاف، فهل نحن فاعلون؟”.
أضافت: من على منبر الشهداء الذين تجاوزوا في حياتهم وفي استشهادهم كل عناوين الانقسام السياسي والطائفي والمذهبي، وفرضوا علينا في ذلك اليوم الدامي من نيسان وحدة وطنية وانسانية لايمكن ان تنفصم عراها مهما اشتدت الخطوب، ولأننا في مرحلة بتنا نشعر فيها ان التاريخ يعيد نفسه، نجد انفسنا ملزمين لاستعادة نداء اطلقه الرئيس نبيه بري من قانا وفي نفس المناسبة قبل عشرة اعوام وفي ظرف سياسي ووطني يشبه تماما الظرف الذي نعيش، عندما قال: “من قانا اوجه عناية الجميع الى ان الوقت ليس للمزايدات ولا للاستثمار على الإنتخابات لتنكيل احدنا بالآخر، بل ان الوقت هو لوقفة تقويمية نسأل معها: أين نحن من لبنان؟ وماذا نقول لأهلنا وللشباب غدا ؟ وماذا نقول لشهداء الثامن عشر من نيسان في استحقاق الانتخابات النيابية المقبل. هذا ما حذر منه دولة الرئيس نبيه بري قبل عشر سنوات من قانا”.
وتابعت : “انطلاقا من روحية هذا النداء نؤكد على الثوابت التالية: اولا: “بقدر ما نحن حريصون على التمسك بقررات الشرعية الدولية لاسيما القرار 1701 نحن ايضا متمسكون اكثر من اي وقت مضى بالمقاومة ثقافة ونهجا وسلوكا، متكاملة مع الجيش والشعب كثلاثية تمثل حاجة وطنية لكبح اسرائيل ومشاريعها العدوانية تجاه لبنان وامنه واستقراره وحماية ثرواته الطبيعية من مياه ونفط وغاز واستكمال تحرير ما تبقى من ارضه المحتلة في تلال كفرشوبا والشطر الشمالي من قرية الغجر وتطهير ارضه من القنابل العنقودية والالغام التي خلفتها اسرائيل قبل اندحارها وخلال اعتداءاتها المتكررة على لبنان وجنوبه على وجه الخصوص.
ثانيا: التأكيد على ان المسؤولية الوطنية والاخلاقية وحفظ امانة دماء الشهداء كل الشهداء وحفظ لبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه، تفرض على جميع القوى السياسية في مختلف مواقعهم ومراتبهم، الاحتكام الى الحوار العقلاني والمجدي والى الدستور والتوافق في مقاربة كل القضايا والاستحقاقات الوطنية ومنها الاستحقاقات الدستورية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية.
ثالثا: الجميع في لبنان معني بانتاج الآليات المناسبة وتهيئة الظروف الملائمة لترسيخ مناخات الوحدة والشراكة الوطنية في كل ما يصنع حياة وحياة الدولة والمجتمع، والمدخل الالزامي لكل هذه العناوين هو انجاز قانون انتخابي عصري وعادل يبدد هواجس الجميع ويؤمن عدالة التمثيل ويحفظ الميثاقية والتوازن، وقناعتنا الراسخة في هذا الاطار ان النسبية وفقا للدوائر الموسعة هي الصيغة القادرة على نقل لبنان من منطق دولة المذاهب الى منطق دولة المؤسسات مع التأكيد على ان اي قانون انتخابي يتم التوافق عليه يجب ان يتضمن مبدأ الكوتا النسائية بنسبة 30% من اجمالي عدد النواب.
رابعا: تمسك لبنان حكومة وشعبا وافرادا وجماعات بحقهم بمقاضاة اسرائيل بكل مستوياتها السياسية والامنية والعسكرية، على كل جرائمها التي ارتكبت بحق لبنان وانسانه وتراثه وخاصة شهداء مجزرة قانا والمجازر التي ارتكبت في نيسان عام 1996، وهذا حق لذوي الشهداء وللبنان يجب ان لا يسقط هذا الحق لا باليأس من اداء المنظمات الدولية التي لا تزال تعتمد سياسة المعايير المزدوجة تجاه الكيان الاسرائيلي، كما ان هذا الحق لا يجب ان يسقط بمرور الزمن، خاصة في هذه المرحلة التي تحاول اسرائيل محو الذاكرة الانسانية وترسيم وعي الامة على ذاكرة بديلة وجديدة ترتكز فقط على صورة المجازر التي يرتكبها الارهاب التكفيري الذي يمثل الوجه الآخر والمكمل لارهاب الدولة المتمثل باسرائيل”.
وختمت بري: ” من هنا ومن هذا المكان الذي ارتكب فيه الارهاب الصهيوني ابشع مجزرة عرفتها الانسانية، اسمحوا لي باسم عوائل الشهداء وباسمكم جميها نعلن ادانتنا واستنكارنا لكل الاعمال الارهابية التي استباحت وتستبيح دماء الابرياء والآمنين على مساحة وطننا العربي وفي أي منطقة من العالم”.
كما تخلل الاحتفال لوحة فنية انشادية قدمتها فرقة الكورال في كشافة الرسالة الاسلامية من وحي الذكرى.