الأربعاء , 25 ديسمبر 2024

أبو الحسن من عكار: لبنان لم يعد يحتمل سياسات شد الحبال والرهانات الخارجية وحذار من تنامي اللهجة العنصرية تجاه اللاجئين السوريين

حذر عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن من “إضاعة الفرص وهدر الوقت والتلهي بالمكتسبات، ومن تنامي اللهجة العنصرية تجاه اللاجئين السوريين الذين يعانون من التهجير والتحريض في آن”، مؤكدا أن “لبنان لم يعد يحتمل الإمعان في سياسات شد الحبال والرهانات الخارجية، ولا يقوم على محاولات تجاوز الدستور والطائف والمس بالتوازنات الداخلية”. وقال: “كفى خفة واستهتارا واستخفافا، ولنقف جميعا وقفة صادقة مسؤولة، نحمي وطننا ونصون وحدتنا ونحفظ هويتنا”. وأكد “تصميم الحزب التقدمي الإشتراكي على المضي قدما على درب الإصلاح الحقيقي بعيدا عن استعراضات بدعة محاربة الفساد، التي تحولت إلى عبارة مملة نخشى أن تصبح كثرة الحديث عنها تغطية لفساد أكبر وأخطر”.

كلام أبو الحسن جاء خلال ندوة سياسية نظمتها وكالة داخلية الشمال في الحزب التقدمي الإشتراكي في قاعة مبنى عصام فارس البلدي في حلبا – عكار، لمناسبة 16 آذار ذكرى استشهاد كمال جنبلاط، بحضور نائب رئيس التقدمي الدكتور كمال معوض، عضوي مجلس قيادة الحزب ريما صليبا وعفراء عيد، وكيل داخلية الشمال في الحزب جوزيف القزي وأعضاء جهاز الوكالة، وفاعليات سياسية وقيادات حزبية ونقابية عكارية.

بعد النشيد الوطني ونشيد التقدمي، تحدثت شهير درويش باسم وكالة الداخلية في الحزب التقدمي في الشمال، مؤكدة على الثوابت الوطنية للحزب.

ثم قال رئيس مجلس العشائر العربية في لبنان كرم ضاهر: “ذكرى المعلم الشهيد كمال جنبلاط، مناسبة لنرفع آيات الاحترام والتقدير لحامل الراية الرئيس وليد بك جنبلاط، الذي ما تخلى يوما عن نهج ومبادىء المعلم لا بل طورها واستطاع ان يقود العمل الوطني في اصعب واحلك الظروف واكثرها تعقيدا”.

أضاف: “نحن العشائر العربية نحيي ابا تيمور الذي خبرناه في مرحلة جريمة العصر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي هزت لبنان والعالم، فكان المرشد والقائد الذي حمل لواء الحرية والسيادة والاستقلال فتحرر لبنان من الوصاية السورية، لكننا لا نزال نعاني من سيطرة السلاح على الحياة السياسية، إلا اننا وبشجاعة الوليد وقيادة تيمور سنصل لتحقيق شعارنا بإنجاز الاستقلال والتحرر من كل الوصايات الاجنبية والغربية”.

بدوره، حيا أبو الحسن أبناء عكار، وقال: “من عكار، من أرض العمال والفلاحين، من مقلع الأبطال والمناضلين، ومن منبع الوطنيين والعروبيين، من الأرض التي تجود عطاء وتفيض وفاء، من هذا المكان الذي وقف فيه المعلم الشهيد كمال جنبلاط يوما مبشرا بالفكر التقدمي الإشتراكي، معلنا إلتزامه بقضايا الناس والفلاحين والمثقفين، من المنطقة التي رفعت لواء الوطنية والعروبة وفلسطين، من البقعة التي قدمت خيرة أبنائها للدفاع عن تراب الوطن على مر السنين، من هنا وفي هذا المكان نقف اليوم معكم ونقف بينكم لنجدد التزامنا بالقضية، ونؤكد تمسكنا بالوصية. قضية متجذرة بوعينا وثقافتنا، ووصية محفورة في وجداننا ومسيرتنا، القضية هي هوية وطن وانتماء، كي يكون وطننا سيدا حرا عربيا ديمقراطيا مستقلا، يحفظ حقوق الإنسان، ويقدس كرامة الإنسان، ويتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات، بعيدا عن التصنيفات المذهبية والطائفية والطبقية، أما الوصية فهي فلسطين وقضيتها المقدسة وبين القضية والوصية سيرة ومسيرة”.

واستعرض محطات نضالية ومواقف تاريخية من مسيرة كمال جنبلاط والتقدمي بقيادة وليد جنبلاط، وقال: “اليوم تطفو مخاطر جديدة من نوع آخر لا تقل شراسة عما سبق من مخاطر وأزمات تهدد الوطن من جراء استفحال الأزمة الإقتصادية الإجتماعية التي تثقل البلاد والعباد. تلك المخاطر والأزمات التي لا يقوى اللبنانيون على تحملها، مما أعاد حزب كمال جنبلاط الى الميدان لحماية لبنان من السقوط الإقتصادي وتأثيراته السلبية على مصالح شعبه ومستقبل شبابه. وها نحن اليوم نستعيد دورنا التاريخي، نحمل إرث المعلم، نحيي نهجه، نسقط الإعتبارات السياسية ونعلي المصلحة الوطنية، نحضر في كل موقع وفي كل موقف، نحمل رؤية إقتصادية إجتماعية واضحة، وإرادة قوية صلبة لا تنكسر، لا نهاب شيئا ولا يثنينا شيء، متسلحين بإرادة الناس، متمسكين بمبادئنا، محصنين بقيمنا، مؤمنين بخياراتنا، منفتحين على كل القوى، ننطق بالحق وننحاز إلى مصالح الناس وقضاياهم، نصون الدولة بنهج إصلاحي أعلناه وأرسيناه من خلال مقترحات عملية تشكل المخرج لإنقاذ البلد من التخبط والإستنزاف والغرق”.

أضاف: “ها هو حزب كمال جنبلاط في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي الساحات وعلى كل المستويات يتخذ المبادرات، صوته صوتكم، قوله قولكم، همه همكم، لن يهدأ ولن يكل، لن يتعب ولن يمل، مصمم على المضي قدما على درب الإصلاح الحقيقي بعيدا عن استعراضات بدعة محاربة الفساد، التي تحولت إلى عبارة مملة نخشى أن تصبح كثرة الحديث عنها تغطية لفساد أكبر وأخطر”.

وتابع: “انطلاقا من موقعنا ودورنا المستند إلى تجربة تاريخية غنية وممارسة سياسية واقعية نرى بأنه لن تستقيم الأمور ولن تقتلع الآفة من جذورها، في ظل نظام طائفي بائد قائم على تقاسم المصالح على حساب خزينة الدولة والمال العام”.

وقال: “إن ما نسمعه اليوم من مواقف مقلقة من قبل البعض بدأ يعيدنا إلى الأزمة من جديد، وأخذ يبدد الآمال التي علقت على حكومة قولنا والعمل، فالخلافات تتفاقم لتحجب عن الوطن بارقة الأمل، فيما المطلوب ألا تتحول إلى حكومة المناكفات والإنقسامات والشلل، مع انعكاسات ذلك على الوضع المالي والنقدي للدولة، وكأن قدر اللبنانيين أن يدفعوا دائما ثمن الصراعات على المكتسبات الفئوية والمصالح الذاتية الضيقة”.

أضاف: “من هنا نحذر مجددا من إضاعة الفرص وهدر الوقت والتلهي بتلك المكتسبات، كما نحذر من تنامي اللهجة العنصرية تجاه اللاجئين السوريين الذين يعانون من التهجير والتحريض في آن. إنطلاقا من هذا الواقع المرير نؤكد على موقفنا وعلى ثوابتنا بكل وضوح ومسؤولية”.

وختم: “لبنان لم يعد يحتمل الإمعان في سياسات شد الحبال والرهانات الخارجية. لبنان على مفترق خطير فيما السفينة تقاد بخفة وانعدام في المسؤولية. لبنان لا يقوم على محاولات تجاوز الدستور والطائف والمس بالتوازنات الداخلية. لن نسمح لأحد بأن يعيدنا الى الوراء، لن نسمح لأحد بتهديد مستقبلنا، لن نسمح لأحد بالتلاعب بمصيرنا. كفى خفة وكفى استهتارا وكفى استخفافا. فلنقف جميعا وقفة صادقة مسؤولة، نحمي وطننا ونصون وحدتنا ونحفظ هويتنا، هكذا تبنى الأوطان وهكذا نحفظ لبنان”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *