الإثنين , 23 ديسمبر 2024

حاصباني متفقدا مركز الرعاية الصحية في برقا: بناء الدولة لا يمكن أن يحصل والفساد مستشر فيها ونفق بشري دير الأحمر على طاولة مجلس الوزراء قريبا

زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، مركز الرعاية الصحية الأولية في بلدة برقا، برفقة راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، وكان في استقباله رئيس البلدية غسان كرم جعجع واعضاء المجلس البلدي، رئيسة المركز الأخت ماري ألبرت، وفد من جمعية فرسان مالطا، مخاتير وفاعليات البلدة.

بداية النشيد الوطني، تبعه نشيد “القوات اللبنانية”، ثم تحدث جعجع مرحبا بالوزير حاصباني باسم المجلس البلدي والأهالي، وقال: “إن أبناء هذه المنطقة، ورغم إهمال الدولة لها على جميع الصعد منذ زمن بعيد، مصرون على البقاء في هذه الأرض رغم المصاعب والتحديات اليومية، لأنهم يحملون ويعيشون المفاهيم المسيحية والثوابت الوطنية، التي استشهد من أجلها المئات من أبنائها حفاظا عليها ودفاعا عن الوطن”.

أضاف: “تأتي زيارتكم اليوم بلسما لهذه الهموم اليومية، واضعين بين أيديكم حاجاتها الصحية والطبية، وهذا المستوصف الذي يعتبر من أهم المستوصفات في المنطقة، له دور فعال على الصعيد الاجتماعي، لذلك نأمل منكم العمل على تلبية حاجاته الضرورية من تجهيزات ومعدات ليستمر في رسالته الإنسانية”.

من جهته، قال حاصباني: “ألف شكر على الضيافة الكريمة، والله يعطيكم ألف عافية على العمل الجبار، الذي تقومون به بكل الإمكانات المتواضعة لتستطيعوا خدمة المنطقة. عمل يجسد التعاون الحقيقي بين الراهبات وفرسان مالطا والبلدية، هذا المجتمع الذي خلقتموه هنا، هو قمة الصمود والتمسك بالجذور، لأننا هكذا نبقى في ضيعنا وفي مناطقنا، ويبقى المواطن اللبناني قريبا من منطقته وأهله ومتمسكا بجذوره”، مؤكدا أن “قطاع الاستشفاء ينمو ويتطور في لبنان، بوجود مراكز رعاية صحية مثل هذا المركز يصبح على مستويات أحسن وأحسن، وهكذا مراكز تخفف العبء عن المستشفيات وتخدم أهل المناطق”.

أضاف: “نحن كوزارة صحة بالتعاون الذي تقومون به نضيف يدنا إلى أيديكم، ونتمنى أن يكون هناك تعاون أكبر بيننا وبينكم، وتنمو كل شبكة الرعاية الصحية الأولية، التي أقامتها وزارة الصحة، والمستعدة لتقديم كل الدعم الذي تحتاجون إليه، وفي سبيل تطوير المراكز هناك قرض سعينا إليه من البنك الدولي، وهو يأخذ إجراءاته القانونية. ونعمل على تحديث التكنولوجيا في المراكز ليتمكن الأطباء عبر تقنيات حديثة والانترنيت سواء في بيروت أو مناطق أخرى أو حتى خارج لبنان من معاينة المرضى”، متمنيا أن “نتمكن من تعميم هذه الخدمة على كل مراكز الرعاية الصحية الأولية ومن ضمنها هذا المركز”.

وانتقل حاصباني بعدها، إلى صالة كنيسة مار يوسف في بلدة دير الأحمر، للقاء فاعليات البلدة وقرى الجوار، في حضور راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري، رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح، رئيس بلدية برقا غسان جعجع، رئيس بلدية بشوات حميد كيروز، منسق حزب “القوات اللبنانية” في البقاع الشمالي المهندس مسعود رحمة، منسق البقاع الشرقي جورج مطر، الشيخ عباس الجوهري، مخاتير وفاعليات المجتمع المدني.

وتوجه القزح إلى حاصباني، فقال: “أتيت متفقدا أحوالنا ولترى بالعين المجردة أوضاعنا، متطلعا إلى مشاكلنا، متحسسا معاناتنا، التي نغرق فيها منذ أمد طويل ولا من يسأل”، شارحا “نحن نتألم نتيجة غياب الدولة الكلي، والحرمان المزمن القابع على صدورنا وعلى أرضنا وحتى على صحتنا، نرفع الصوت عاليا ولا من يسمع، نطالب ولا من يحاسب”، مؤكدا “نحن مع الدولة القادرة العادلة، التي تبسط سلطتها على امتداد الوطن، وتنظر إلى الناس بعين واحدة لا تميز بين مواطن وآخر، إلا بقدر ما يقدمه لوطنه”.

بدوره، لفت مرشح حزب “القوات اللبنانية” عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك الهرمل الدكتور أنطوان حبشي، إلى ان “هذه الزيارة لها معنى، بدأت في بعلبك تحديدا لتمر في رأس بعلبك والقاع، ولتعود إلى منطقة دير الأحمر، فإذا دل هذا الموضوع على شيء فإنه يدل على أن الحرمان يطال كل الفئات في هذه المنطقة”.

وأشار إلى أنه “منذ التسعينيات حتى اليوم، ومن بعد اتفاق الطائف، لدى هذه المنطقة 10 نواب، ولكن حجم الحرمان يدل وكأن النواب لم يكن لهم وجود فعلي على مستوى الاهتمام بالناس وقضاياهم”.

وقال: “تجمعنا في كل المنطقة المسألة الاقتصادية الاجتماعية والحاجة إلى التنمية، أما الحرمان فقد ارتضيناه طوعا في هذه المنطقة، لأننا فضلنا كرامتنا والتمسك بخياراتنا السياسية على أي شيء آخر”.

وختم مشيرا إلى أن “القانون الانتخابي السابق كان يحرم الناس من التعبير عن رأيها وتختار من يمثلها، لذا كان يصل النواب العشرة ولا يحاسبهم أحد من أربع سنوات إلى أربع سنوات فأربع سنوات، لذا لم تشهد المنطقة عملية تنمية”.

وتحدث الوزير حاصباني فقال: “تحية من القلب أوجهها إليكم يا أهل هذه المنطقة، التي قدمت الكثير الكثير للبنان من دون أن تطلب أي شيء في المقابل، الدير يرمز إلى القداسة، والأحمر إلى الشهادة، فأيها القديسون الشهداء، نحييكم من القلب ونقدم لكم تحية إجلال وإكبار لكل ما قدمتم للبنان، دير الأحمر كما يقول الكثيرون وكما لمست شخصيا، إنها خزان حماة الوطن الجيش والقوى الأمنية، أنتم مواطنون لبنانيون شرفاء بكل ما في الكلمة من معنى، وبكل التضحيات اتي قدمتموها، فالجيش والقوى الأمنية والمواطنة هما عنوان كبير لدير الأحمر، واليوم وأنا بكل تواضع لوجودي معكم اليوم أتت الدولة لتكمل المعادلة الثلاثية”.

أضاف: “لكم يا دير الأحمر دين كبير علينا، فنحن نعمل بجهد كبير لنتطلع إلى الأوضاع التي آلت إليها المنطقة ككل، دير الأحمر ومحافظة بعلبك الهرمل، التي أقوم بزيارتها اليوم، من خلال عملي كنائب لرئيس مجلس الوزراء اجتمعت مع كافة البلديات في لبنان، أكثر من 1100 بلدية إضافة إلى المخاتير والممثلين عن كافة الوزارات إضافة إلى المحافظين والقائمقامين في كل المحافظات اللبنانية، الذين أتوا إلى السراي الحكومي للتحضير لجلسات مجلس الوزراء، التي ستعقد في المحافظات، لاتخاذ القرارات التي تتعلق بكل محافظة على حدة، ومن ضمنها محافظة بعلبك الهرمل، ولمست في هذه الاجتماعات فعلا حرمانا كبيرا قد طال هذه المنطقة، بمسلميها ومسيحييها على السواء، فقررت القيام بهذه الزيارة بدءا من بعلبك، مرورا برأس بعلبك والقاع، إلى دير الأحمر والقرى الصغيرة في هذا النطاق، والتقيت بالكثير من الناس وسمعت همومهم، مما أكد لي حجم الحرمان الذي كان يحصل في هذه المنطقة”.

وتابع: “من هذا المنطلق، أصبحت أكثر حرصا على الاهتمام بشؤونكم، أولا لأن هذا واجبي، بدءا من القطاع الصحي بدعم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في المنطقة كافة. بدأنا في بعلبك على سبيل المثال بافتتاح مركز لتوزيع أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة، وهذا يخفف الكثير عن كاهل المواطنين، الذين كانوا في السابق يضطرون إلى الذهاب إلى الكرنتينا في بيروت للحصول على هذه الأدوية، والآن أصبح بإمكانهم تقديم طلباتهم والحصول على الأدوية في بعلبك، إضافة إلى إطلاق مركز رعاية صحية أولية في رأس بعلبك بالتعاون مع الجيش اللبناني والمجلس البلدي هناك، وهو مستشفى مصغر لتقديم الخدمة الصحية الأولية والرعاية الصحية الأولية، وبعض خدمات الطوارئ والعمليات البسيطة، لأن المنطقة بعيدة جدا عن المستشفيات، وصولا إلى دير الأحمر، حيث نسعى جاهدين على كافة المستويات لتأمين ترخيص للمستشفى كي يخدم أهل المنطقة في البقاع الشمالي بصورة خاصة”.

وأردف “من ضمن المشاريع التي ننظر إليها للجدولة على طاولة مجلس الوزراء قريبا، وبالتعاون مع الوزارات ومجلس الإنماء والإعمار، هي الدراسة الشاملة للبدء بمشروع شق نفق بشري – عيناتا – دير الأحمر، وصولا إلى البقاع، لكي نصل الساحل اللبناني من طرابلس إلى البقاع، وذلك يخدم كافة أهالي المنطقة ويوفر عليهم عناء السفر، وعناء التنقل الطويل، ويفتح مجال التبادل التجاري والاقتصادي والإنمائي لتزدهر هذه المناطق، ولتزدهر منطقة الشمال كافة من ساحلها إلى جرودها إلى بقاعها وحدودها، وهناك الكثير من المشاريع، التي طرحت من قبل البلديات والمحافظين والمسؤولين، التي تؤخذ كلها بسلة كاملة، إما لإيجاد الاستثمارات الدولية لها، أو لتسهيلها عبر قرارات مجلس الوزراء، أو لمساعدة البلديات للحصول على التمويل والمساعدة لكل بلدية على حدة من الجهات المانحة، والتواصل مع الوزارات كافة”.

واستطرد: “إنها ورشة وطنية بامتياز، إنها الدولة التي طالما حلمنا بها، إنها الدولة التي استشهد من أجلها الكثيرون، من أبنائكم وأخوتنا وآبائنا، فشهادتهم واستشهادهم لم يذهبا هدرا، نحن اليوم نبني هذه الدولة بالفكر، بالقول، وبالفعل، ولكن بناء الدولة لا يمكن أن يحصل والفساد مستشر فيها، نبدأ أولا بالنهوض بالمؤسسات الرسمية، وهناك نعطي المسؤولية للموظفين والإداريين ونحاسبهم بحسب أدائهم، ولا نعمل خارج هذه المؤسسات، وكل من حاول إلغاء هذه المؤسسات، والعمل على هامشها أو خارجها أو تهميشها، يكون يعمل لمصلحة خارج مصلحة الدولة، وهذه المؤسسات تضم الإدارات العامة والقوى الأمنية والمؤسسات العامة وتضم الجيش اللبناني، كلها مؤسسات تشكل أعمدة الدولة القوية والدولة الحقيقية”.

واكد “أنتم لم تعانوا الحرمان ولم تقدموا الشهادة ولم تضحوا بأبنائكم وحياتكم كي يأتي أحد ويقول لكم هذه دولتي وليست دولتكم، أو هذه هي الطريقة التي أريد أن أعمل فيها، بغض النظر عن مؤسساتكم. فأنتم من ساهم في بناء هذه المؤسسات ونحن اليوم نحرص على النهوض بها لاستخدامها لخدمة الوطن وبنائها وتعزيزها فيكل ما لنا من قدرة”.

وختم: “كما بدأت حديثي اليوم أعود وأقول، أتمنى لكم التوفيق في كل ما تعملون، وأؤكد لكم أننا نحن بجانبكم، ونحن هنا لنسمع مشاكلكم، ونعمل على حلها سويا، بمعادلة ذهبية لا بديل عنها، وهي توصلنا إلى بناء الدولة، فتحية من القلب يا أهل دير الأحمر وشكرا لكم”.

بعدها، استمع حاصباني إلى هموم وشجون واقتراحات ومطالب فاعليات بلدة دير الأحمر وقرى الجوار.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *