استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابر انصاري والوفد المرافق والسفير الايراني محمد فتحعلي، وتناول المجتمعون التطورات في لبنان والمنطقة.
وقال انصاري بعد اللقاء: “بداية أعرب عن بالغ سعادتي بهذه الزيارة للجمهورية اللبنانية الشقيقة في اليوم الاول الذي حازت فيه الحكومة الايرانية ثقة مجلس الشورى الايراني وبدأت عملها برئاسة فخامة الرئيس روحاني، وبلقائي اليوم دولة الرئيس بري”.
اضاف: “هناك مهمتان اساسيتان انيطتا بوزارة الخارجية الايرانية من فخامة الرئيس روحاني للمرحلة المقبلة. الاولى والاساسية هي توسيع العلاقات مع الدول على المستوى الاقليمي، والثانية تتمثل بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة والدول بشكل عام من خلال مصطلح الديبلوماسية الاقتصادية. وزيارتي الحالية للبنان الشقيق مع بداية تولي الحكومة الايرانية عهدها الجديد تدل على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تولي عناية كبرى بمكانة لبنان الشقيق في كلتا هاتين المهمتين الاساسيتين. ونحن نعتقد ان هذه الزيارة هي مناسبة طيبة للقاء المسؤولين كافة والمرجعيات السياسية والروحية في هذا البلد الشقيق للتشاور في كل ما من شأنه ان يعزز ويرسخ العلاقات الثنائية بين البلدين على كل الصعد”.
وتابع: “كما عبرنا في اكثر من مناسبة نعتبر ان لبنان هو نموذج ساطع اولا للتعايش الاخوي بين كل مكوناته، وثانيا هو نموذج ساطع للمقاومة والبطولة والصمود. ونعتبر ايضا ان الدور الذي يضطلع به لبنان في مجال مواجهته للارهاب، ان كان مواجهة ارهاب الدولة الذي يمثله الكيان الصهيوني او الارهاب التكفيري المتطرف الذي تمثله المجموعات الارهابية المسلحة، هذا الدور اللبناني بالتصدي للارهاب هو دور اساسي وبناء. واود ان اتوجه من هذا المنبر الكريم بالتهنئة والتبريك بكل الانتصارات الكبيرة التي تمكن لبنان الشقيق من تحقيقها بشعبه وجيشه ومقاومته طوال الايام الماضية ضد القوى الارهابية الظلامية. والرسالة الاساسية التي اود ان انقلها لكل الشخصيات السياسية والروحية اللبنانية تتمثل بأن الجمهورية الاسلامية منفتحة على كل الاطياف السياسية والدينية والاجتماعية اللبنانية. وآمل ان تساهم زيارتي وسواها من الزيارات المتبادلة الى اقصى حد في تعزيز التلاحم والعلاقات المتطورة الراسخة بين البلدين والشعبين وان تساهم في تحقيق المصالح المشتركة”.
وقال انصاري: “كان لقاء بناء وايجابيا وطيبا مع دولة الرئيس بري، وتحدثنا معه اولا عن العلاقات الثنائية. وكانت فرصة ايضا لتناول كل التطورات الاقليمية والدولية. وكما تعرفون فإن هذه الايام تتزامن مع الذكرى السنوية لاختطاف الامام المغيب السيد موسى الصدر. والامام الصدر هو امام للمقاومة من ناحية وللعيش المشترك من ناحية اخرى. واكدت خلال اللقاء الدور الكبير والهام والبناء الذي لعبه دولة الرئيس بري طوال الفترة التي اعقبت اختطاف الامام الصدر. ولا يسعنا في هذا الاطار الا ان نتوجه بقلوب صادقة من الباري عز وجل ونسأله تعالى ان يسهل خروج الامام الصدر من أسره ومعتقله كي يعود حرا سيدا الى شعبه وبلده لبنان والى ايران وكل الامة الاسلامية. وما يهمنا بالدرجة الاساسية سواء مع وجود الامام الصدر او خلال فترة تغييبه وأسره هو ان نتمكن سوية من تحقيق الاهداف الكبرى التي كان يطمح سماحته الى تحقيقها على الدوام. وهناك مهمات اساسية كانت في جدول اعمال سماحته والاولوية الاساسية في برنامجه كانت تأمين العيش الاخوي الكريم ليس فقط في لبنان وانما في كافة ارجاء العالم الاسلامي، وهذه المسؤولية ملقاة على عاتقنا وسوف تبقى على الدوام.ومن الاهداف السامية البارزة التي عمل من اجلها سماحة الامام الصدر هو التمسك بشعلة المقاومة في وجه الكيان الصهيوني والتمسك بدعم ومؤازرة القضية الفلسطينية المحقة والعادلة لتحرير فلسطين من براثن هذا العدو المحتل، ونأمل ان نتمكن جميعا من محل هذه الراية والمساهمة في تحقيق هذه الاهداف السامية والكبيرة”.
ثم استقبل بري السيد توفيق سلطان الذي قال بعد الزيارة: “نثمن عاليا دور الجيش في معركة تحرير الارض من رجس الارهاب والعمل من اجل تحرير العسكريين المخطوفين، مترحمين على الشهداء ومتمنين الشفاء العاجل للجرحى”.
وأضاف: “كانت فرصة لتهنئة دولته بإقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص مما سيتيح الفرصة للاستنهاض الاقتصادي وتوفير فرص عمل للمواطنين، ولتهنئته ايضا على دوره المميز في إنجاز سلسلة الرتب والرواتب لاصحاب الحقوق بعد معاناة طويلة. وعرضنا الاوضاع في طرابلس، وشكرنا مساعدته الدائمة التي هي مصدر تقدير أهل المدينة، وتمنينا على دولته المساعدة كما عودنا دائما لتحقيق مشروع نور الفيحاء لانتاج الكهرباء والمستوفي الشروط الفنية والقانونية والذي يساعد طرابلس والشمال ويوفر على الخزينة 20 % على الاقل عن سعر مشروع البواخر”.
واستقبل بري بعد الظهر المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني.