وجه رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام الشيخ عبد الامير قبلان رسالة عيد الفطر التي استهلها بالقول: “نبارك للمؤمنين صيام شهر فضيل حللنا فيه ضيوفا في رحاب الله سبحانه، فنعمنا بفيوضات الرحمة الالهية التي حلت علينا في شهر الرحمة والمغفرة، حتى كان عيدنا فرحة كبرى نجسد فيها كل معاني الصوم من خلال استمرارية اهدافه في نفوسنا، ما يحتم ان نجعل من العيد مناسبة سعيدة لتجديد الايمان وتحقيق الامال فنكون عند حسن ربنا عاملين في ما امرنا بعيدين عن سخطه ونواهيه. وفرحة العيد لا تكتمل إلا بدفع زكاة الفطرة إلى الفقراء والمساكين ومستحقيها، فتكون مراسم العيد إدخال السرور على قلوب الفقراء ومساعدة أصحاب الحاجة، فنقدم للفقير ما يسد جوعته وللمريض الدواء ليشفى من مرضه، فالعيد هو يوم إخراج زكاة الفطرة، ولاسيما ان رسول الله يقول: صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بصدقة الفطر، من هنا فإننا نطالب أهل الخير القيام بواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه إخوانهم في الوطن والإنسانية فلا يجوز ان يبخل المؤمنون عن إعطاء الأيتام والفقراء والمساكين حقوقهم”.
وأكد ان “عيد الفطر المبارك، نتاج صيام شهر رمضان وانبثاق من روحية الصوم ومعانيه، من هنا فإن رسالة عيد الفطر تدعونا إلى التعاون على البر التقوى والتضامن في ما بيننا عربا ومسلمين، دولا وشعوبا، لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمة في حاضرها ومستقبلها، وفي طليعة هذه التهديدات المشروع الارهابي المتمثل بقطبيه التكفيري والصهيوني الذين يمثلان وجهين لعملة واحدة عنوانها قهر ارادة الانسان واستباحة دمه وحقوقه وكرامته، فالارهاب الصهيوني اغتصب ارض العرب وشرد شعب فلسطين وارتكب المجازر وانتهك حرمة الانسان والمقدسات مما يؤكد استحالة التعايش معه والاعتراف به، فضلا عن حرمة التطبيع مع كيانه بوصفه خيانة لتاريخنا وشهدائنا وجرحانا واسرانا، وفي يوم القدس العالمي الذي يحمل عنوان التضامن مع القدس وهويتها العربية وانتمائها الإسلامي والمسيحي، فاننا نطالب كل الدول والشعوب العربية والإسلامية القيام بواجبها الشرعي والاخلاقي في نصرة فلسطين ودعم شعبها والتحرك الفاعل والداعم لإنقاذ القدس من حملات التهويد التي تستهدفها، فلا يجوز أن تنسى الشعوب العربية والإسلامية مدينة الأنبياء ومسرى رسول الله وقبلة المسلمين الأولى فهي أمانة الله في أعناق العرب والمسلمين، ونشدد على ضرورة ان يتوحد الفلسطينيون ويتضامنوا في مواجهة الاحتلال الصهيوني فينبذوا خلافاتهم وينخرطوا في معركة تحرير الارض وانقاذ المقدسات ولجم الغطرسة الصهيونية. اما الارهاب التكفيري الذي استباح حرمة الانسان باسم الاسلام الذي جاء به رسول الله رحمة للعالمين، فان الاسلام براء منه ومن كل عدوان واساءة وانتهاك لحرمة الانسان التي تحتل موقع القداسة في الفكر الاسلامي”.
ورأى ان “الارهاب الصهيوني والتكفيري يتماهيان في الاهداف والمنطلقات والوسائل فيعملان على تفتيت المنطقة العربية والاسلامية خدمة للكيان الاسرائيلي بما يغرق بلادنا في مستنقع الفوضى والدمار والخراب ويوفر لاسرائيل الامن والاستقرار، فهذه المجازر المتنقلة من بلد الى اخر ترتكبها فئة خارجة عن الدين لا تراعي حرمة لاي مقدس اذ تستبيح كل الحرمات، لذلك نراها تعتدي على الحرم المكي الذي يشكل رمزية كبرى لكل المؤمنين، ونحن في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى نستنكر اشد الاستنكار هذا الاجرام المتمادي ونسأل الله ان يحفظ مكة والمدينة والقدس وكل مقدساتنا، ويمن على الجرحى الشفاء العاجل، وفي وقت نجدد فيه ادانتنا لكل جرائم الارهاب التي تستهدف الكناس والمساجد وتقتل الاطفال والنساء والابرياء في العراق وسوريا وبريطانيا وغيرها، فاننا نطالب قادة العرب والمسلمين تشكيل جبهة عالمية لمحاربة الارهاب التكفيري الذي يضع كل الدول والشعوب العربية والاسلامية في دائرة استهدافاته دون استئثناء لاي مذهب او مكون طائفي او عرقي، فيما يحرص على امن الكيان الغاصب فيخرجه ومصالحه من دائرة الاستهداف بما يؤكد تماهي التكفير في خدمة المشروع الصهيوني في منطقتنا”.
كما أكد ان “العيد بمعناه العام هو اللقاء والوحدة والتواصل بين الناس وهو مناسبة ليتوحد اللبنانيون على معاني الخير والتعاون فيتلاقوا تحت لواء حب الوطن والعمل له باخلاص، لتكون وحدتنا الوطنية محصنة بتعاوننا ولاسيما اننا انجزنا قانونا انتخابيا هو افضل الممكن لما شهده من مخاض عسير اخرجنا من التمديد والفراغ التشريعي والعمل بقانون الستين، وعلى النواب ان يقروا الموازنة العامة وسلسلة الرتب والرواتب فينصفوا الموظفين والمعلمين والعسكريين بما يحفظ كرامتهم واستقرارهم المعيشي”.
وختم قبلان: “ان الاخطار الكبيرة لا تزال تتهدد وطننا المستهدف من الارهاب الصهيوني والتكفيري، مما يحتم ان يقف كل اللبنانيين سدا منيعا في مواجهة الارهابيين، فيتمسكوا بالمعادلة التي حررت الارض من رجس الاحتلال الصهيوني ودحرت العدوان، ويلتفوا حول جيشهم والقوى الامنية ومقاومتهم في معركة حماية لبنان وصون حدوده وحفظ استقراره، فيكون الجميع كتلة متراصة ومتعاونة لاجتثاث البؤر الارهابية والحؤول دون ارتكابها مجازر جديدة بحق الآمنين، وهنا ننوه بالجهود الكبيرة للجيش والقوى الامنية والمقاومة في حفظ الامن ووقوفهم بالمرصاد في مواجهة التهديدات واحباط المؤامرات وتجنيب البلاد تفجيرات لو حصلت لا سمح الله لخلفت النكبات والويلات. ونؤكد ان مواجهة الخطر التكفيري على لبنان تستدعي رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الحكومتين السورية واللبنانية في اطار حفظ المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، فضلا عن العمل المشترك لاعادة النازحين الى ارضهم في سوريا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام