أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه “سيفي بما وعد به اللبنانيين “بأن يكون هناك قانون انتخابي جديد عادل على رغم الصعوبات التي واجهت الوصول الى مثل هكذا قانون”، ولفت الى أن “بداية الاصلاح تكون من خلال مجلس النواب الذي يمثل الشعب اللبناني بكامله”.
ووعد الرئيس عون اللبنانيين بأنه “فور الانتهاء من وضع قانون جديد للانتخابات، سننكب على معالجة مسائل أخرى، لأننا ندرك مكامن الخلل التي تحتاج الى تصحيح، من خلال مكافحة الفساد والبدء بورشة البناء”.
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من فاعليات قرى وبلدات الكورة، الذي تحدث باسمهم رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، فنقل “تحيات ابناء المنطقة لرئيس الجمهورية والامال التي يعلقونها على عهده”.
وقال: “انتم تمثلون آخر امل عندنا للنهوض بهذا الوطن من كبوته الطويلة، وبناء دولة حديثة يحلم بها كل عاقل محب لهذا الوطن. واملنا راسخ بتحقيق هذا في عهدكم المبارك”.
وعدد بو كريم مطالب المنطقة، فاشار الى “الاضرار التي تحدثها شركات الاسمنت التي لا تعمل بموجب اي قانون، وقد دمرت الحجر والبشر”، وطالب ب”استكمال مشروع الصرف الصحي واصلاح الطرقات العامة، ومنها اوتوستراد الارز، من شكا الى كوسبا، واعادة احياء سد داربعشتار – الجدل، وصرف اموال البلديات من الخليوي، اضافة الى تحقيق اللامركزية الادارية”.
واذ دعا الى “الاهتمام بسهل الكورة”، لفت الى ان “حوالى مليوني شجرة زيتون مهددة بالموت نتيجة مرض “عين الطاووس” وسياسة استيراد الزيت من الخارج”.
وتحدث رئيس رابطة مختاري قضاء الكورة مختار انفه فاروق خباز، فطالب ب”إعطاء المخاتير حقوقهم، لا سيما تشكيل الصندوق التعاوني للمختارين”.
وعرض منسق الكورة في “التيار الوطني الحر” المحامي جوني سهيل موسى، “المشاكل التي تعاني منها قرى قضاء الكورة، ومنها اقتلاع شجر الزيتون بشكل عشوائي ومداخن شركات الترابة التي تصب كلها في احشاء ابنائها”.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، واكد “تصميم الدولة على تطبيق الانماء المتوازن في مختلف المناطق اللبنانية وعزمها على تنفيذ المشاريع الانمائية والحياتية فيها، ومنها منطقة الكورة، التي تعاني من الحرمان وقلة الخدمات بعدما سجلت زيادة كبيرة في عدد سكانها”.
وقال: “لقد ادركت عندما زرتها في المرة الاخيرة، حاجاتها الى الموارد المائية، واعطيت توصياتي لوزارة الطاقة في حينه لحل مشكلة قلة المياه هناك، وقد أنشأ الوزير جبران باسيل سد المسيلحة، على أن يتم إنشاء سد آخر في الفترة المقبلة من شأنه أن يشكل حلا جذريا لتلك المشكلة”.
واشار الرئيس عون الى “المشاريع التي يتم تلزيمها والتي يصار الى تأمين الموارد المالية اللازمة لها، وهي في طور التنفيذ، ومنها طريق كفرحزير-عابا وطريق شكا-كوسبا. وفي مجال الصرف الصحي تم تأمين التمويل للخط الرئيسي في وادي هاب (6 ملايين دولار) من البنك الاوروبي للتثمير، في حين يحتاج القسم الثاني من المشروع الى 30 مليون دولار يجري العمل على تأمينها بواسطة مجلس الانماء والاعمار”.
واستقبل رئيس الجمهورية، رئيس اساقفة نيويورك ومتروبوليت سائر اميركا الشمالية المطران جوزف الزحلاوي، مع وفد من الابرشية المسيحية الارثوذكسية الانطاكية لاميركا الشمالية لمناسبة زيارته لبنان.
وتحدث المتروبوليت الزحلاوي، فهنأ الرئيس عون بانتخابه، وقال: “الابرشية يعود تاريخها الى 1895، ولديها مخطوطات تعود الى هذا التاريخ، الا ان وجود المشرقيين في اميركا الشمالية قديم جدا والهجرة تعود الى قبل هذا التاريخ”.
وتناول “الدور الذي لعبته الابرشية على صعيد لبنان والمشرق عامة”، فلفت الى ان الوفد “يمثل شريحة كبيرة من الجنسيات اللبنانية والسورية والاردنية والفلسطينية والاميركية”.
اضاف: “جئنا لتهنئتكم ونشد على ايديكم في ما تبذلونه من اجل لبنان والمشرق. انكم جديرون بالالقاب التي اعطيت لكم، ونحن نعول على ان لبنان سيكون خشبة الخلاص في الشرق وموطن الامان والحوار بقيادتكم”.
ونقل المتروبوليت الزحلاوي الى الرئيس عون، “تحيات البطريرك يوحنا العاشر”، واضعا “امكانات الابرشية بتصرفه”.
ووصف المتروبوليت الزحلاوي خطاب رئيس الجمهورية في الافطار الرمضاني الذي اقامه الرئيس عون امس في قصر بعبدا ب”الشامل والمفعم بالتفاؤل وهو ما افرحنا جدا”، مؤكدا “اهمية ان يعيد رئيس الجمهورية الرجاء والتفاؤل للبنانيين، ومن خلالهم الى المسيحيين في المشرق”. ولفت الى ان “الابرشية استقبلت كل رؤساء الجمهورية السابقين وهي على اتم الاستعداد لاستقبالكم بفرح وصدر رحب متى قررتم زيارتها”.
وتحدث نائب رئيس الابرشية فواز الخوري، فاعرب عن “استعداد 300 كنيسة في اميركا للمساهمة في تسجيل اللبنانيين الراغبين بالجنسية اللبنانية”.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا “اهمية التشبث بالارض التي نحمل هويتها”، مشددا على “ضرورة تسجيل اللبنانيين ابناءهم لاستعادة الجنسية اللبنانية”، مشددا على انه “رغم اختلاف المذاهب المسيحية والتقاليد والثقافات في ما بينها، الا ان ما يجمعنا واحد وهو السيد المسيح ورسالته”.
وتناول الرئيس عون “الظروف التي يمر بها الشرق”، واصفا المرحلة ب”الاصعب”. وقال: ” ان التراكم الثقافي في المشرق الذي كان نموذجا للعالم في تسامحه الديني والتعايش والذي بدأت تشعر به اوروبا اخيرا واميركا بصورة اقل، غال على المدنية والثقافة المسيحية”. وشدد ان “التعددية الثقافية والدينية والسياسية والعرقية التي شملت كل العالم، تتطلب جهدا لبقائها واستمراريتها”.
واذ اوضح رئيس الجمهورية انه يسعى الى “ان يكون لبنان مركز حوار للاديان والحضارات ما يركز مسيحيي الشرق فيه”، قال: “لقد اخترت لبنان، لان ابناءه ما زالوا يعيشون فيه بحرية وباستطاعتهم العمل فيه بهديها”، وتمنى على الوفد ان “يضم صوته الى صوت لبنان في مطالبته هذه”.
وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم، الوزير السابق عبد الله فرحات، الذي اوضح ان زيارته “كانت لتأييد الجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية من اجل انتاج قانون انتخاب جديد عادل ومتوازن ينصف التمثيل الوطني والمناطقي”. واعرب عن امله في “ان تكون مهلة التحضير لإجراء الانتخاب بعد صدور القانون قريبة، ما سيعطي الوضع العام زخما جديدا وانطلاقة اضافية للبنان”.
كذلك استقبل الرئيس عون، الوزير السابق نقولا صحناوي، الذي اجرى مع رئيس الجمهورية جولة افق تناولت “الاوضاع العامة في البلاد وقانون الانتخابات في ضوء الاتصالات الجارية لانضاجه”.
وفي قصر بعبدا، ايضا، رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي الشيخ اسعد الحريري مع وفد من الجمعية، الذي اثار مع رئيس الجمهورية “اوضاع مدينة طرابلس وضرورة تنفيذ المشاريع الانمائية فيها”.
كما تطرق البحث الى “وضع مرفأ طرابلس والاجراءات الآيلة الى تعزيزه وتطويره بعدما بات يستقبل مستوعبات ويشهد حركة متزايدة”.
واوضح الحريري ان الرئيس عون “ابلغ الوفد اهتمامه الدائم بطرابلس والمشاريع الاعمارية فيها، لا سيما ما يتعلق بالمرفأ ومعرض رشيد كرامي الدولي والمنطقة الاقتصادية التي استحدثت مؤخرا”.