رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حفل تدشين المبنى الجديد لجامعة سيدة اللويزة في بلدة برسا – الكورة، يرافقه المطرانان جوزيف نفاع وجورج بو جودة وأمين سر البطريرك الأب بول مطر ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح المحامي وليد غياض.
وكان في استقبال الراعي الرئيس العام للرهبنة المارونية اللبنانية الأباتي بطرس طربيه، رئيس الجامعة الأب وليد موسى، مدير الفرع الأب سمير غصوب، ولفيف من الرهبان والراهبات.
كما حضر الرئيس أمين الجميل وعقيلته، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الإله ميقاتي، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي الأرشمندريت رومانوس حنات، ممثل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري نبيل موسى، ممثل وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة المدير العام فادي يرق، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الدكتور فؤاد نخله، السفير البابوي غابريللي كاتشا، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية سمير جعجع النائب فادي كرم، النواب: نايلة معوض، سامر سعادة، ونضال طعمة، ممثل رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية نجله طوني فرنجية، الوزير السابق ريمون عريجي، ممثل مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الشيخ محمد إمام.
وتخلل الحفل عرض فيلم مصور عن تطور فرع الجامعة منذ تأسيسه حتى اليوم. وأنشدت جوقة الأب خليل رحمة ترانيم دينية ومقطوعات تراثية لبنانية.
بعد النشيد الوطني، قدم للحفل نائب رئيس جامعة اللويزة الدكتور سهيل مطر، فقال: “هذه الجامعة ليست جامعة إضافية، إنما تقف بجانب شقيقاتها متضامنة ومتعاونة. وإن الهم هو جعل هذه الجامعة مرآة للشباب والصبايا في طموحاتهم وأحلامهم، وعلينا أن نحقق لهم هذه الأحلام بدولة أجراس كنائسها ترنم، ولا تتحدى، وآذان مساجدها تكبر ولا تتصدى”.
وشكر للبطريرك الراعي حضوره، قائلا: “طلابنا ونحن برعايتكم يا صاحب الغبطة، وبتعاليم رهبانيتنا المريمية نعمل معا لنعلم أنفسنا أن الوطنية حب”.
وألقى غصوب كلمة شكر فيها للراعي رعايته وبركته لتدشين “ثمرة جهد وتعب داما 9 سنوات، أثمرت عن هذه الجامعة، عسى أن تقبلها أمنا مريم العذراء هدية لتكون لشمالنا منارة تشع بالعلوم والمعارف والقيم”.
أضاف: “وبهدي من شعاركم يا صاحب الغبطة شركة ومحبة، وبوحي من العنوان الذي أسستم عليه جامعتنا هوية ورسالة، حرصنا على العمل الجاد لتوصيل الأمانة بالالتزام في توطيد الهوية وبناء المحبة”.
وشرح غصوب “المراحل التي مر بها الفرع وجهود العاملين فيه للوصول إلى ما هو عليه اليوم”، مؤكدا أن “الشمال يستحق جودة التعليم والعطاء”.
وشكر المعنيين من “وزراء سابقين وحاليين وفاعليات ساهموا وعملوا على تحقيق هذا الإنجاز”.
ثم تحدث موسى عن تاريخ الجامعة، لافتا إلى أنها “تضم اليوم 7 آلاف طالب وطالبة موزعين على 3 مقرات: الرئيسي في زوق مصبح، الثاني في الشمال، والثالث في الشوف”.
وتوقف عند “فرع الشمال”، موجها نداء إلى “وزير التربية في موضوع ضمان الجودة”، وقال: “إن مشروع قانون ضمان الجودة، الذي يدرس الآن في مجلس النواب نأمل أن يصدر في عهدكم، لتحققوا حلما طال انتظاره. نحن نؤمن بأن الثقافة هي أساس لبناء الوطن، فصحيح أن قانون الإنتخابات ذو أهمية سياسية كبيرة، ولكن وحدها الثقافة قادرة على ان تنتج قانون انتخابات جديد، لا يكون قطعة جبن للتقاسم”.
أضاف: “بصلواتكم وتوجيهاتكم يا صاحب الغبطة نتابع طريقنا، فلا إرهاب يخضعنا، ولا تطرف يحتل عقولنا لأننا نؤمن بالله وبلبنان وبأجياله الجديدة”.
بدوره، ألقى الرئيس العام للرهبنة اللبنانية المريمية المارونية قدس الأباتي بطرس طربيه كلمة تحدث فيها عن “سبب انشاء فرع لجامعة سيدة اللويزة في الشمال”، مشيرا إلى “الظروف الأمنية الصعبة التي شهدها لبنان عام 1987″، وقال: استمرينا في شكا نحو 10 سنوات إلى أن ارتفعت مداميك هذا الصرح الجامعي، بالتعاون مع بلدية برسا وأهلها الكرام. ودشنا مباني الجامعة سنة 1999 برعاية أبينا البطريرك صفير، وباركها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني ببرقية ورد فيها: أتمنى أن تكون جامعة سيدة اللويزة مكانا دائما للتعايش من دون تمييز أو تفرقة في الأصل الاجتماعي والديني، وأن تساهم في اندماج الشباب في مجتمع غني بالنظافة”.
أضاف: “اسمح لي يا صاحب الغبطة أن أقول إن هذه الجامعة بدأت بها، وأنت راهب، تطورت معك وأنت أسقف، وسمت وأنت في سدة البطريركية، وستستمر أقوى وأرقى لأنكم زرعتم فيها بذور الخير والثقافة والحرية، والرهبانية التي أنجبت بطريركا عظيما لن تكون إلا على مثال هذا البطريرك، أخلاقا ووطنية وثقافة”.
وألقى يرق كلمة الوزير حمادة قال فيها: “جامعة سيدة اللويزة صنيعة الرهبانية المريمية العريقة، التي خرج من أديارها صاحب الغبطة صوتا صارخا بالحق والحرية واحترام الآخر، وتوالى على رئاستها آباء متميزون، بذلوا جهودا جبارة مع المفكرين، وفي أصعب الظروف، حتى وصلت الجامعة إلى ما هي عليه من التألق والنجاح. لقد لفتني في مسيرتها الجانب الثقافي الذي جعل منها منارة، وقلبها المفتوح الذي شكل منصة لكل رأي وقضية وطنية وقومية”.
أضاف: “إن رؤيتكم البعيدة المدى لمستقبل لبنان يا صاحب الغبطة، وإيمانكم العميق بالله، دفعكم إلى الرهان على الشباب كطاقة خلاقة وقادرة على التطوير والتحديث. ومن هنا، كان نضالكم من أجل تأسيس الجامعة بحسب أفضل المعايير العالمية للجودة. وها نحن نحصد في كل عام ثمار الزرع الذي أسستم له، ونضع الرهان على المستقبل بين أيديكم لتباركوا هذا الوطن بكل عائلاته، وتدفعوا به إلى بر الأمان والاستقرار من خلال دعمكم للمؤسسات الدستورية الوطنية لتعمل يدا واحدة وتنجح الجمهورية ويزدهر لبنان”.