ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، بحضور حشد كبير من المؤمنين.
في عظته، تحدث المطران عودة عن أهمية الوحدة المجتمعية والإيمانية. وأوضح أن الإنسان كائن اجتماعي يسعى للتعايش مع الآخرين، إلا أن هذه الوحدة غالباً ما تصطدم بأنانية البشر وتنوعهم.
وأشار إلى أن “الأنانية تفرض وحدة على قياسها، فيما التنوع يصعّب الانسجام”، موضحاً أن الكنيسة، كمجتمع من نوع خاص، تستند إلى وحدانية الإيمان لتحقيق التناغم بين أعضائها.
واستشهد بكلام الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس، مشيراً إلى أن الهدف النهائي للوحدة هو الوصول إلى “قياس قامة ملء المسيح”. وأضاف أن كل عضو في جسد الكنيسة يحمل دوراً فريداً يسهم في بناء هذا الجسد، مؤكداً أن “تنوع المواهب يجب أن يُنظر إليه كغنى يُثري الكنيسة والمجتمع”.
لفت المطران عودة إلى أن اختلاف المواهب لا يعني التمييز، بل يتطلب تضامناً بين جميع الأعضاء، تماماً كما في الجسد البشري حيث تتكامل الأعضاء رغم اختلاف وظائفها. ودعا المؤمنين إلى إدراك أهميتهم في الكنيسة والوطن، قائلاً: “ليس أحد بلا أهمية، ويجب ألا يكون أحد مهمشاً أو مستصغراً”.
انتقل المطران عودة إلى الشأن الوطني، مشيداً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغ استمر لأكثر من سنتين.
وأعرب عن أمله بأن يكون الرئيس الجديد استثنائياً في هذه المرحلة الحرجة، قائلاً: “هنيئاً للبنانيين برئيسهم الجديد الذي نسأل الله أن يوفقه في مهمته، وأن يرسي نهجاً جديداً يقوم على النزاهة والشفافية والمحاسبة”.
وأكد عودة على أهمية بناء دولة عصرية عادلة تقتلع الفساد وتعيد للقوانين والدستور هيبتهما، داعياً إلى احترام سيادة الدولة وفرض نفوذها على الجميع. كما تمنى على الرئيس الجديد أن يستمع إلى أنين الناس ويضع قضاياهم في صدارة اهتماماته، مقتدياً بوصية السيد المسيح: “إن أراد أحد أن يكون الأول فليكن آخر الكل وخادماً للكل”.
وختم المطران عودة عظته برفع الصلاة من أجل لبنان ورئيسه وشعبه، قائلاً: “نسأل الرب الإله أن يحفظ لبنان ويوفق رئيسه ومعاونيه ليبدأوا مسيرة الإصلاح بثبات، فيعيدوا لبنان درة هذا الشرق وفخره”.