يشهد فصل الشتاء إقبالاً متزايداً على تناول الحلويات، خصوصاً الكنافة والمشروبات الساخنة المحلاة، فتكون النتيجة مزيداً من الوزن.
من الناحية العلمية، أكدت دراسات أنه بمجرد الشعور بالبرد، ولو لفترات قصيرة، تنخفض درجة حرارة الجسم، الذي يطلق آلية الحفاظ على الذات، فيبعث برسالة عاجلة إلى المراكز المعنية للعمل على إنتاج طاقة آنية.
من هنا الرغبة بتناول الأطعمة السكرية التي من خلال حرقها يمكن الحصول على تلك الطاقة اللازمة لتدفئة الجسم. ومما لا شك فيه أن تناول الحلويات سيرفع مستوى السكر في الدم، الذي لا يلبث أن يعود إلى الانخفاض سريعاً بسبب زيادة هرمون الأنسولين ما يفتح الشهية مجدداً لتناول المزيد منها، أي الحلويات.
وإذا كان لبرودة الطقس دور في زيادة الشهية على الحلويات، فإن قلة الضوء في فصل الشتاء يمكن أن تزيد من شهية بعضهم وبالتالي تدفعه إلى اللجوء إلى تناول الحلويات. ومن يدري فقد تكون حاجة الجسم الملحة للسكريات هي وراء الرغبة الملحة في استهلاك الحلويات.
لا بأس من تناول الحلويات شتاء فهي مرغوبة من الجميع شرط عدم الإفراط في تناولها، مع الانتباه إلى محتواها من السكر والمواد الدسمة والسعرات الحرارية.
ولا بد هنا من التنويه على أهمية تناول الحلويات المنزلية التي تكون مكوناتها معروفة وواضحة، بخلاف الحلويات المبتاعة في المحلات أو المطاعم والتي غالباً ما تعج بالسكر والسمن الحيواني أو الصناعي. وحبذا لو ضمت الحلويات المواد الآتية التي تجعلها مقبولة يمكن تناولها من الجميع:
– الدقيق المصنوع من القمح الكامل الذي يزخر بالعناصر المهمة، خصوصاً الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف.
– استخدام المحليات الطبيعية للحد من استعمال السكر، فهي لا تعطي المذاق الحلو وحسب بل تحمل عناصر مغذية للصحة.
– استعمال الحليب الخالي من الدسم بدلاً من نظيره الكامل الدسم الغني بالأحماض الدهنية المشبعة الضارة والمثيرة للأمراض القلبية الوعائية.
– استخدام الزبدة النباتية بدلاً من الزبدة الحيوانية، فالأولى غنية بالأحماض الدهنية عديدة عدم الإشباع التي تحمي القلب والشرايين، أما الثانية فهي غنية بالأحماض الدسمة المشبعة التي ترفع الكوليسترول الضار في الدم وتزيد من احتمال وقوع الجلطات والأزمات القلبية والدماغية.
أخيراً، لا يجب أكل الحلويات فقط لأنها في متناول اليد، بل يجب تناولها بكمية معقولة لسد الرغبة من دون إفراط. ويستحسن في هذه الحال اختيار الحلويات الفقيرة بالدسم والسكر والقليلة بالسعرات الحرارية.
نعمت الصايغ
أخصائية تغذية