الأثر النفسي للحرب على الأطفال وكيفية تخفيفه

يشكل ما يتعرض له الطفل في الحروب عبئًا يفوق قدرته على التحمل فتظهر عليه ملامح المعاناة النفسية، وقد ينعكس ذلك على انفعالاته وتصرفاته في محاولة للتنفيس عن الضغط النفسي الذي يتعرض له، فالأطفال هم أكثر الفئات تأثرًا بالحروب لعدم اكتمال النضج النفسي والمعرفي لديهم.
قد تؤدي الحرب إلى دخول الطفل في حالة من الصدمة، ومن أبرز العلامات التي قد تشير إلى إصابة الطفل بصدمة نفسية أثناء الحرب ما يلي:
الخوف الشديد والذعر.
الإصابة بحالة من الذهول والدهشة.
الارتجاف.
التلعثم وعدم القدرة على التحدث.
الفزع بسهولة.
عدم القدرة على التركيز والانتباه.
التشبث في الوالدين أو الكبار.
التهيج والعصبية.
الحزن والبكاء.
عدم القدرة على النوم.
قد تستمر هذه الأعراض بضعة أيام أو أسابيع، وفي بعض الحالات قد يتطور الأمر إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي يعاني فيه الطفل من تكرار تذكر الأحداث المؤلمة وعدم القدرة على التخلص من هذه الذكريات، والمعاناة من كوابيس تؤرقه وتزعج نومه، كما يحاول الطفل تجنب أي شيء يذكره بالحرب وما مر به.

كيف تحافظ على الصحة النفسية للأطفال وقت الحروب؟
يستدعي التعامل مع الأطفال في الحروب ووقت وقوع الكوارث طريقة خاصة للتخفيف من روعهم ووقع هذه الأحداث المؤلمة على أنفسهم، فعواقب الحروب لا تقتصر على الأضرار البدنية بل إن تبعاتها النفسية قد تدوم طويلًا؛ لذلك فإن مهمة احتواء الأطفال في هذه الفترة يقع على عاتق والديهم ومن يرعاهم حتى يتمكنوا من النجاة بأقل ضرر ممكن.
نوضح فيما يلي إرشادات حول التعامل الصحيح مع نفسية الطفل أثناء الحرب.
محاولة شرح الأحداث للطفل بأسلوب مبسط يناسب عمره مع مراعاة عدم الكذب عليه.
احتواء الطفل وطمأنته بشكل مستمر قدر المستطاع وإخباره بمدى حبك له، وألا بأس بما يشعر به من حزن وقلق فهذا أمر طبيعي.
إعطاء مجال للطفل للتحدث عما يجول في خاطره وعدم مقاطعته أثناء الحديث، والإجابة عن تساؤلاته بصدق وببساطة للتهدئة من روعه.
قضاء الوقت مع الأطفال والقيام بأنشطة ممتعة واللعب معهم لتشتيت تفكيرهم عن الحرب والخوف.
الحد من اطّلاع الطفل على الأخبار باستمرار وحجبه عن رؤية الفيديوهات المروعة للقتلى والجرحى، أو قراءة الأخبار السلبية التي تبث الرعب والفزع في نفسه.
اتباع روتين يومي وتحديد مواعيد الأنشطة والواجبات التي ينبغي القيام بها، ولا بأس في جعل الطفل يشارك في الأعمال المنزلية بما يناسب قدراته.
جدير بالذكر أن تهيئة الطفل نفسيًا لحالات الطوارئ وكيفية التصرف فيها يعد من الأساليب الصحيحة في التعامل مع الأطفال في الحروب.

كيفية التعامل مع الأطفال أثناء القصف
تعد أول خطوة في التعامل مع الأطفال وقت قصف المنازل هي محاولة تأمين الأطفال قدر المستطاع وإبعادهم عن النوافذ مع تعليمهم مسبقًا كيفية التصرف عند وجود قصف قريب بالاستلقاء على البطن وسد الأذنين وفتح الفم قليلًا، كما يجب تدريبهم على كيفية الجري واللجوء إلى مكان أكثر أمانًا عند بدء القصف.

يجب على الآباء مراعاة التعامل مع الأطفال في الحروب بالطريقة المناسبة لعمرهم والتمهيد لهم عما سيحدث مع الاحتفاظ بالهدوء قدر الإمكان رغم صعوبة ذلك ولكن حرصًا على عدم تفاقم الخوف لدى الأطفال.

قد تساعد النصائح التالية في التعامل مع الأطفال أثناء المكوث في منطقة تتعرض للقصف:
جلوس جميع أفراد الأسرة في مكان واحد وعدم ترك الطفل وحيدًا في غرفة منفصلة.
معانقة الأطفال بشدة والدعاء معًا.
محاولة إظهار القوة والصمود حيث يستمد الطفل القوة من والديه أو الكبار من حوله.
تشتيت ذهن الطفل والتخفيف من ذعره بغناء أغنيته المفضلة معًا.
الحرص على التحدث المستمر مع الطفل وطمأنته وتجنب الصمت والاستماع لأصوات الانفجارات.
تقبل أي مشاعر يظهرها الطفل ومحاولة احتوائه.
التحدث مع الطفل بإيجابية ومحاولة تخيل الأشياء الجيدة والأماكن المحببة معًا للحد من قلقه وذعره.
مساعدة الطفل على التنفس بانتظام بأخذ شهيق من الأنف والزفير من الفم لتخفيف التوتر.
الامتناع عن جعل الطفل يشاهد الأخبار والمشاهد المروعة قدر الإمكان.
تجنب الجدال أو افتعال الشجار مع بقية أفراد الأسرة.
كيفية التعامل مع الأطفال وقت الاجتياح والتهجير

يمكن أن تفيد الإرشادات التالية الوالدين في التعامل مع الأطفال في التهجير جراء الحروب والاجتياحات.

إخبار الطفل مسبقًا بمجرد بدء الحرب عن احتمالية الاضطرار إلى ترك المنزل والذهاب إلى مكان أكثر آمانًا.
تهيئة الطفل نفسيًا للاستعداد لمغادرة المنزل بحزم الحقائب أمامه.
الحرص على الصدق عند الحديث مع الطفل وعدم إعطائه وعودًا مؤكدة بالعودة مرة أخرى

 

نعمت الصايغ

دبلوم في ABA

عن Nehmat Al sayegh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *