استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائبين غازي العريضي وهنري الحلو موفدين من قبل النائب وليد جنبلاط، وجرى عرض الاوضاع الراهنة.
بعد اللقاء قال العريضي: “إلتقينا صاحب الغبطة ونقلنا اليه تحيات واحترام ومحبة الزعيم الوطني وليد جنبلاط، ووضعناه ايضا وهذا الواجب في نتائج الزيارة التي قام بها وليد بك الى الفاتيكان وكانت مصافحة بينه وبين قداسة البابا فرنسيس، اضافة الى اللقاء المطول مع امين سر الدولة ووزير الخارجية، والنقاش الذي دار حول اوضاع المنطقة من جهة، والواقع السياسي الداخلي اللبناني من جهة اخرى، اضافة الى وقفة دائمة ثابتة عند العلاقات التاريخية التي تجمع المختارة مع حاضرة الفاتيكان”.
وأضاف: “في الواقع نتائج الزيارة ايجابية، وتأكيد من قبل المسؤولين على اهمية استكمال مسيرة الخروج من الشغور الرئاسي الذي كان متعبا ومقلقا بالنسبة لهم انطلاقا من حرصهم على لبنان وعلى استمرار عمل مؤسساته الدستورية واستقرار الوضع فيه على المستوى السياسي والاقتصادي والعودة الى تفعيل عمل المؤسسات. واليوم الحرص على انجاز قانون انتخابات بالتفاهم بين اللبنانيين كي لا يقع فراغ من جهة، وكي تستمر في تفعيل مسيرة عمل المؤسسات”.
وتابع: “الموقف بالنسبة لنا لم يحمل جديدا، وبالعكس كان ثمة تقدير ومباركة من الفاتيكان للموقف الحريص على المصالحة في الجبل وعلى ما ذكرناه هنا منذ فترة عندما التقنيا صاحب الغبطة، وهو الذهاب الى قانون انتخابات يؤكد التنوع والشراكة وهذا امر مقدر ومبارك من قبل الفاتيكان. وبالتأكيد كان ثمة دور كبير لصاحب الغبطة وهو على تواصل دائم مع المسؤولين في الفاتيكان، والاثر الواضح للحركة والموقف الذي يعبر عنه ويسعى اليه صاحب الغبطة”.
وردا على سؤال يتعلق بموقفهم من النسبية مع 15 دائرة، أجاب: “كما تعلمون نحن منذ فترة انكفأنا عن الحديث في الاعلام عن مسألة قانون الانتخابات لكن لم ننكفىء سلبا بل ايجابيا اي افساح المجال امام النائب جورج عدوان الذي بدأ بالتواصل مع الافرقاء كافة، ونحن باركنا هذه الحركة والخطوة، وسلفا نبارك الوصول الى اي اتفاق بين القوى المعنية وما نأمله من الربع الساعة الاخير بعد ان قطعنا شوطا كبيرا للوصول الى الاتفاق، ونحن لن ندخل في تفاصيل اكثر من ذلك”.
سئل: يبدو انكم اعطيتم مساحة اكبر لعدوان من باسيل؟ أجاب: “لسنا نحن من يعطي دورا لاحد او يوسع او يضيق مساحة على احد على الاطلاق، في المبدأ نحن لسنا في هذا الموقع ودورنا متواضع اكثر من ذلك بكثير، حصل اتفاق بين مكونات اساسية ان يقوم النائب عدوان بدور او غيره يهدف الى لم الشمل ولملمة الوضع للوصول الى اتفاق بين اللبنانيين هو دور مبارك وخطوة مباركة، وعدوان هو زميل عزيز ويمثل فئة في المنطقة التي نتواجد فيها وله دور مقدر وما يمثل لها حضور مقدر، ونحن نتحدث عن شراكة والمسألة بالنسبة لنا هي طبيعية على ان لا ينقطع الحديث مع الاطراف الاخرى من قبلنا”.
واكد ردا على سؤال انه “لا بد من الوصول الى اتفاق على قانون انتخابي ونأمل ذلك”.
ثم التقى البطريرك الراعي على التوالي: نائب المنسق الخاص المقيم للامم المتحدة فيليب لازاريني، ثم الدكتور سمير الضاهر.
وظهرا، استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وكان عرض للاوضاع الامنية السائدة في البلاد.
كما التقى وفدا من نقابة المعلمين في المدارس الخاصة برئاسة النقيب نعمة محفوض الذي قال بعد اللقاء: “تشرفنا بزيارة سيدنا وطرحنا عليه ما يعانيه كل اللبنانيين وعلى الاخص المعلمين في المدارس الخاصة من الضائقة الاقتصادية والحياتية والمعيشية، واعطيناه بعض الامثلة حيث اننا في هذه الفترة تصرفنا كمواطنين صالحين فلم نلجأ الى الاضراب ولم نعطل المدارس ولم نعطل الشهادة ولم نقاطع التصحيح، آخذين ظروف البلد في عين الاعتبار، اما وان المسؤولين يربطون كل شيء بقانون الانتخابات يعني انهم لا يقومون بأي حل لاي مشكلة في البلد من موضوع النفايات وصولا الى موضوع السلسلة، وهنا اعطي مثلا انه كان هناك جلسة سابقا أدرج على جدول اعمالها بندان وهما قانون الانتخابات وسلسلة الرتب والرواتب، فلم يتفقوا على قانون الانتخابات، فلماذا لم تستمر الجلسة وأقروا السلسلة للناس، لم تتمكنوا من اقرار قانون للانتخابات منذ تسع سنوات تأخذون البلد الى الهاوية، لا يمكنكم ان تحلوا مشكلة سلسلة الرتب والرواتب؟ لا يمكنكم اقرار قانون غلاء المعيشة؟ وهذا ما شرحناه لسيدنا، وهناك بعض المدارس الخاصة دفعت غلاء المعيشة للمعلمين منذ خمس سنوات والان عندما يبلغون سن ال 64 يعودون ويطالبونهم برد غلاء المعيشة، لان قانون غلاء المعيشة لم يصدر في المجلس النيابي، وهذه مهزلة كبيرة، والاكيد ان هذا الوضع غير قانوني ولا نقبل به ولا سيدنا يقبل به، واطلب هنا اعداد ورقة رسمية بالمطالب”.
واكد ان “المطلوب من السلطة السياسية في البلد تشريع غلاء المعيشة الذي صدر في شباط من العام 2012، كما المطلوب الاسراع باقرار السلسلة في اسرع وقت ممكن، والمطلوب ايضا عدم استثناء المعلمين في المدارس الخاصة من الضمان الصحي بعد بلوغهم سن ال 64، ومن غير المقبول ان تحاول الدولة اعفاء نفسها عن تسديد اكثر من 3 مليار مستحقة عليها للضمان، وغير مقبول ان تحاول الدولة اصدار مادة في الموازنة تلغي عليها الغرامة الموجودة لها لانها لا تسدد للضمان الصحي. والضمان هو آخر مؤسسة تحمي ظهر اللبنانيين، وايضا تحاولون ضرب هذه المؤسسة؟ وسيدنا سيتابع هذه المواضيع مع المسؤولين وسيكون صوتنا في كل عظاته”.
وشدد على ان “الوضع لم يعد يحتمل واذا ما استمرت هذه الحالة، فهذا ما سيجبرنا على العودة الى الطرق والاضرابات”.
واضاف: “في ما يختص بالامتحانات والشهادة، نحن تعلمنا درسا في السنوات الماضية الثلاث ان المسؤولين غير حرصاء وآخر همهم الشهادة والطلاب، لهذا السبب نحن هذا العام نطمئن الطلاب والاهالي ان الامتحانات طبيعية جدا، والاسئلة هي كما باقي السنوات، وسيكون لنا الخميس المقبل لقاء مع وزير التربية للبحث في الامور اللوجستية للامتحانات”.
وأكد “حرصه على الطلاب والشهادة والمستوى التعليمي في البلد، معتبرا ان “الوضع الاقتصادي والمعيشي والحياتي للمعلمين سنحله بوسائلنا الخاصة وسيكون صاحب الغبطة الى جانبنا”.