اجتماع في دار الطائفة الدرزية… وهذه أبرز المواضيع

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، اجتماعا موسعا، اليوم، في دار الطائفة في بيروت، ترأسه شيخ العقل الطائفة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، بمشاركة النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفاعليات وشخصيات روحية، وذلك لمناقشة الأوضاع الراهنة.

 

شيخ العقل

استهل الاجتماع بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ثم ألقى ابي المنى كلمة جاء فيها:

“نلتقي وإياكم مجددا اليوم في إطار الهيئة العامة للمجلس وفي رحاب داركم الجامعة هذه، واسمحوا لي أن أرحب باسمي وباسمكم بالضيوف الكرام، الأخوة المشايخ، الذين أردنا أن نتشارك وإياهم والقيادة السياسية الرأي والموقف حيال الأوضاع الراهنة في جنوب لبنان وفي فلسطين، كما تشاركنا الرأي والموقف منذ أسابيع قليلة حيال الأوضاع في السويداء العزيزة وأكدنا تضامننا مع أهلنا هناك في تحركهم السلمي للمطالبة بحقوق أبناء جبل العرب بالحياة الكريمة والعيش اللائق، وفي مطالبتهم باحترام الدور الوطني والتاريخ النضالي والتراث التوحيدي لجبل سلطان باشا الأطرش الذي ما كان ابناؤه يوما الا مدافعين عن وحدة سوريا واستقلالها، ومنادين بالحرية والعدالة والمساواة”.

 

أضاف: “وها نحن اليوم بعد التشاور مع القائد الزعيم الأستاذ وليد بك جنبلاط نتداعى للقاء مجددا قبل أن يتداعى البنيان، لكي نطلق النداء الانساني أولا، بضرورة لجم آلة القتل والتدمير والإجرام الإسرائيلية بحق الأبرياء سريعا، ووقف التمادي في اغتصاب الحقوق وانتهاك الكرامات والمقدسات، ولنوجه صرخة للعالم ولعواصم القرار ليتحركوا من أجل الاتفاق على حل عادل للقضية الفلسطينية بعيدا عن الهيمنة والقهر وسفك الدماء، وقد تآمروا وتوانوا وصموا آذانهم طويلا، ولو أسرعوا في إيجاد الحل العادل لكانوا وفروا الكثير من الدم والمعاناة اليومية على الشعب الفلسطيني المجاهد وعلى المنطقة بأسرها، والحل العادل لا يكون إلا بالاعتراف بحقوق هذا الشعب وحماية كرامته ونبذ التعصب والعنصرية ورفض الاحتلال وطرد شبح الحرب من سمائه والاعتراف بحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة والمطلقة السيادة على أرضها، فيتمكن الشعب الفلسطيني إذ ذاك من ضمان مستقبل أبنائه ويتمكن اللاجئون منه من العودة الكريمة الى ديارهم وينعم الجميع بالاستقلال والازدهار”.

 

 

وتابع: “أما إخواننا الموحدون الدروز في الجليل والكرمل والجولان، فهم أدرى بواقعهم، ولكننا حريصون على صيانتهم وسلامة مجتمعهم لما تجمعنا بهم من روابط الدم والروح والتاريخ، وتوحدنا وإياهم الهوية العربية الإسلامية التوحيدية، فالعقيدة الدينية موحدة، والمناقب المعروفية هي هي، وسمة العنفوان والتجذر بالأرض واحدة وأصيلة، والتراث الروحي والاجتماعي المشترك غني بالعبر وسير السلف الصالح الذين كانوا وما زالوا أوتاد هذه الأرض في بلاد الشام وحراس المعتقد والمجتمع منذ مئات السنين، والعلم المخمس هو ذاته هنا وهناك بمعناه الروحي وبمغزاه الجهادي وبقيمته الاجتماعية الجامعة، علم يرفرف فوق دور العبادة وبيوت الخير ومؤسسات الطائفة التوحيدية وفي المحطات المفصلية من حياتنا، ولا يرفع في غير مكان أو لغير هدف، إذ من غير اللائق ولا المسموح به أن يستغل علم الآباء والأجداد ليرفرف إلى جانب علم دولة محتلة أو جماعة خارجة على القانون، وفي هذا المجال استنكرنا ما تسرب عبر وسائل التواصل من فيديوهات مركبة اختلط قديمها بحديثها، وقد تواصلنا مع أخوة لنا بهذا الخصوص، فصدر موقف مقدر من مشيخة العقل ومن إخواننا في فلسطين يعلنون فيه رفضهم لهذه الرواية، وذلك في اجتماع تشاوري عقدوه في مقام النبي الخضر، أكدوا خلاله أن الطائفة كانت ولا تزال من دعاة السلم والسلام، رافضة قتل الأبرياء والأطفال والمدنيين العزل، مشيرين الى دور الطائفة كجسر للسلام والتعايش بين كافة الطوائف، وتوجهوا إلى عموم أبنائهم بالامتناع عن استخدام الرموز الدينية في غير محلها، إذ إن العلم المخمس كان وسيبقى رمزا دينيا فقط، داعين إلى ضرورة زيادة التوعية للشباب وأبناء الجيل الصاعد لتهدئة النفوس وتحكيم العقل لعبور هذه الفترة الحرجة من تاريخنا”.

 

واردف: “موقفنا واضح وصريح تجاه ما يجري من عدوان واجرام بحق الشعب الفلسطيني، وقد قلنا منذ اليوم الأول إن ما حصل كان نتيجة لسلسلة طويلة من الاعتداءات على المقدسات والأراضي وعلى أبناء الشعب الفلسطيني، ونتيجة لصمت العالم وخنوعه أمام صلف إسرائيل ومن وراءها، وقد آن الأوان لوضع حد لهذا المسلسل العدواني والانحياز الفاضح وازدواجية المعايير والقفز فوق القرارات الدولية والاستهتار بالمبادرات العربية والتسويات المنصفة.

أمام هذا الواقع الميداني المعقد ودوامة العنف المتصاعدة وردة الفعل الوحشية على غزة، طالبنا المجندين العرب في الجيش الإسرائيلي بالامتناع عن المشاركة في قتال إخوانهم الفلسطينيين وفي حرب الإبادة المدمرة، وحيينا المعروفيين الأحرار الراسخين في أرضهم وهويتهم، وأمام المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان، والتحليلات المتضاربة حول احتمال توسع الحرب، قلنا بواجب الدفاع عن الوطن اذا ما تم الاعتداء عليه، ولكن ناشدنا المقاومين المجاهدين كما ناشدهم وليد بك بألا يستدرجوا إلى الحرب لأن كلفتها ستكون باهظة جدا على بلد كلبنان يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتت سياسي وانهيار مالي واقتصادي، إذ هو بحاجة الى علاج داخلي قبل أن يدخل في علاج الخارج، مع الاحتفاظ بهيبة المقاومة والاستعداد لأي طارئ، وإذاك فكلنا نكون معنيين بواجب الدفاع والاحتضان والوحدة الوطنية”.

 

وقال: “إننا ندعو إلى مواجهة الأزمة بتماسك داخلي على مستوى الطائفة، وبتلاق وطني لتحصين الداخل اللبناني وتفادي الانهيار الشامل، بإزالة العوائق المصطنعة أمام انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء التعيينات الأساسية في المواقع الحساسة، وأولها في رئاسة الأركان لجيشنا الوطني، علنا نستطيع أن نواجه المرحلة الصعبة والمجهولة الأفق بمزيد من الوعي والإرادة الصلبة، وبمواكبة ما أطلقه وليد بك من نداءات ومواقف وطنية، ومن استعدادات تنظيمية وعملية لاستقبال النازحين إذا ما وقعت الواقعة وسيطر جنون الحرب على رؤوس الأعداء وكان لا بد مما هو غير مستحب، وفي هذا الاتجاه أوفدنا أخوة لنا للتواصل والتشاور مع المشايخ الأجلاء في المناطق، وأصدرنا بيانا موجها إلى الخلوات والمجالس للتوصية بحسن المعاملة والانضباط والتنظيم في حال حصل نزوح وفوضى، ولنا في القيادة السياسية الحكيمة ملء الثقة والاعتزاز بمواقفها العقلانية ومبادراتها السباقة لاحتواء الأمور وتغليب مصلحة الوطن على ما عداها”.

 

وختم شيخ العقل: “سنستمر في العمل بعون الله لتعزيز الصمود الاجتماعي والثبات في الأرض، كل في مجاله وحيث يستطيع العمل والخدمة، وتحت هذا العنوان سيفتتح المجلس المذهبي بعد عشرة أيام، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة، معرض بيروت الأول للمنتجات القروية في الأونيسكو، إذا لم تحصل تطورات دراماتيكية لا سمح الله، لنساهم مع أهلنا في تأمين تصريف إنتاجهم، ومع العائلات البيروتية في تعزيز صمودها بالتموين من خيرات الأرض ومن أيادي الخير والبركة. لن أطيل أكثر، فوليد بك أولى منا بالكلام ورسم صورة الواقع وآفاق المستقبل، والمجال مفتوح أمام الجميع لتبادل الآراء وتقديم المداخلات ذات الصلة فقط بموضوع الجلسة، أملا في توحيد الموقف والرؤية، مع الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ أهلنا ووطننا من كل سوء”.

 

جنبلاط

ثم القى وليد جنبلاط كلمة قال فيها: “في المرة السابقة وفي هذه الدار الكريمة وتحت رعاية سماحة شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى والحضور الكريم اجتمعنا آنذاك من أجل مناقشة الحدث في سوريا، حين اندلعت الثورة السلمية التي تعبر عن حقيقة الوطن والشعب السوري، واتفقنا على تأييد هذه الانتفاضة السلمية، ثم اتى حدث هذا اليوم في غزة الذي فاق بكثير حدث سوريا، مع العلم أنه يجب أن لا ينسينا الحدث السوري، فغزة مدينة قديمة قدم التاريخ، وهي سجن كبير محاصر بالشرائك الشائكة والجدران، فالحروب على غزة تعد ولا تحصى”.

 

وأضاف: “انتفض فريق من مناضلي غزة واستطاع أن يقوم بعملية 7 تشرين، وهنا أقول مناضلين، اما غيري فيقول إرهاب، وهو فريق حركة “حماس”، فليس كل الفلسطينيين “حماس”، هناك “حماس” وهناك “فتح” و”الشعبية” والمواطن العادي، هناك تنوع فلسطيني، انتفض واستطاع أن يقوم بهذه العملية”، سائلا: “كيف استطاع هذا وكيف انهارت بقدرة قادر كل الاحتياطات الإسرائيلية وكل التحضيرات، والتي ذكرتني بحرب الـ 1973 عندما اجتاحت الجيوش العربية الجولان والجيش السوري وصل إلى بحيرة طبريا، والجيش المصري وصل إلى نصف سيناء، اجتاحوا وحطموا اسطورة الاسرائيلي الذي لا يقهر، نفس الشيء حدث في غزة اليوم، لكن بأسلوب مختلف، وقامت القيامة في كل العالم، الإرهاب الفلسطيني في مواجهة حماس”.

 

وتابع جنبلاط “سأقبل بهذه المقولة لكن هل أحد منكم رأى “اليوتيوب” لدى المذيع باسم يوسف الذي أدان “حماس” على طريقته؟ عندما قال هناك من يقتل يوميا في الضفة من هم؟ هل هم من حركة “حماس”؟ هم ليسوا “حماس”، لقد هاجموا مستعمرات بدأت في الأربعينيات وأواخر القرن التاسع عشر مستعمرات زراعية لكن يملكها يهود على أرض العرب وفيها سلاح”.

 

واستطرد قائلا “قامت القيامة لماذا جرت مجزرة بحق المدنيين الذين كانوا يقيمون في احدى المستعمرات حفلة، مع العلم انه موقع عسكري، وهل من اللائق أن يأتوا إلى موقع عسكري ويقيموا حفلة رقص أمام هذا الكئيب والتعيس المنكل يوميا”؟، مضيفا “بعدها خرجت كذبة كبيرة تقول أن نحو 40 أو 50 رأس طفل يهودي قد قطع، وتبين لاحقا أنها كذبة كبيرة لكن شبكة الـ “سي. ان. ان. “هي التي اخترعت هذه الكذبة ومشت في العالم واستشهد بها الرئيس الاميركي جو بايدن لكن اعترف انه لم ير الصورة ولكن العالم اليوم موتور مع العالم الغربي ضدنا”.

 

وفي السياق أشار جنبلاط إلى أن “بعض المعلقين في لبنان يقولون ان هذه مؤامرة إيرانية، فلتكن مؤامرة إيرانية”، سائلا “هل قام أحد من الأنظمة العربية من الملوك وكبار العرب وساعد “حماس” بمال عربي؟، لقد استفادت إيران في كل مكان من العراق إلى سوريا وفي فلسطين، ومنظمة التحرير عندما قامت (يعني ياسر عرفات ومجموعته كانت تسمى بالارهابية) نعلم هذا الامر منذ زمن طويل ، ثم عندما عقدوا مؤتمر “اوسلو” وضعوا في حديقة البيت الابيض (ابو عمار ربين شيمو باريس) وتم تسميتهم آنذاك برجال السلام ونال جميعهم جائزة نوبل”.

 

وتابع جنبلاط “الارض مقابل السلام، هكذا علمني والدي كمال جنبلاط، الارض مقابل السلام بتسوية في الضفة الغربية ثم تعالج قضية المهجرين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن، ولكن هل بقي شيء من هذه الارض؟”، مضيفا “الامير عبدالله قالها في لبنان عام 2002 وقالها الملك فهد قبله ونرددها الآن الأرض مقابل السلام، لكن ليس هناك أرض، هناك 800 ألف مستوطن يهودي على هذه الأرض يحاصرون ما تبقى من عرب، والعرب مليونين وخمسمئة يعني تقريبا نصفهم، وابو عمار حينها رفض التوقيع في آخر لحظة على تسوية “اوسلو” لأنه ترك الحرم مجهول الهوية، ولأن المشروع اليهودي بناء كنيس يهودي على المسجد الاقصى”.

 

واردف “حدثت هذه العملية والعالم بأسره انتفض وأتت الأساطيل الأميركية والإيطالية والبريطانية، كما حاملات الطائرات الفرنسية لكنها لم تصل بعد”، مؤكدا انه “علينا أن نتوقع في حال بدأ الهجوم على غزة، وعندما أقول الهجوم على غزة ليس هجوما سريعا إنما هجوم تدريجي لأن هناك مدينة فوق الأرض دمرت، وسيحاولون ان يدمروا ما تبقى، وهذا الهجوم سيكلفهم”، لافتا إلى أن هذا “الهجوم ممكن ان يرتد الى الداخل اللبناني، لذلك شعاري وكانت نصحيتي الشخصية مع وفيق صفا والحاج حسين خليل من خلال الوزير السابق غازي العريضي أن لا نستدرج الى الحرب، فاليوم في الجنوب الحرب “ماشية” ولغاية الان هناك 28 شهيدا لحزب الله، لكن من أجل عدم توسيع رقعة الحرب وتجنيب الداخل، اجتمعت مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وجميعنا نتفق على نصح الحزب أن لا نستدرج، لكن طبعا الأمر لا يعود فقط الى الحزب، هناك أيضا ماذا تريد اسرائيل وقد يكون لها نيات عدوانية”.

 

وقال جنبلاط “لذلك نجتمع اليوم برعاية سماحة الشيخ سامي أبي المنى كي نفكر في حال كبرت الازمة كيف سنتخذ الاحتياطات اللازمة، ولا أعتقد ن هناك ازمة تموين مواد غذائية، ومن الناحية الطبية قيل لي بأن الدواء موجود والمستشفيات في الجبل الى حد ما جاهزة، فلقد اقمنا في الحزب التقدمي الاشتراكي خلية أزمة بالتعاون مع الدولة فلا نستطيع الخروج عن مساعداتها والهيئة العليا للإغاثة مع الصليب الاحمر والدفاع المدني وغيرها من المؤسسات”.

 

وأشار إلى أنه “في حال نزوح كثيف وبعد الإذن الرسمي من وزير التربية (في حكومة تصريف الاعمال) عباس الحلبي لا بد تدريجيا وفق حجم النزوح أن نستخدم المدراس للإيواء، ويبقى لاحقا المستلزمات الطبية والمعيشية”.

 

وختم جنبلاط “لا بد أن نتوقع الأسوأ، وهذه المرة استفاق بعض القادة العرب على مقولة قديمة وهي تهجير الفلسطينيين “الترانسفير”، عام 1967 بعدما احتل الإسرائيليون الضفة خرجت أصوات بأن شرق الأردن هو البديل واليوم الرئيس المصري تذكرها”، لافتا الى موقف لشيخ العقل وللشيخ موفق طريف بخصوص الراية التوحيدية المخمسة التي يجب ان تبقى ضمن الاطار الديني”.

 

 

وكانت هناك مجموعة من المداخلات والاسئلة التي رد عليها كل من جنبلاط وأبي المنى.

 

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *