ميقاتي مكلفاً بتشكيل الحكومة: مطمئن ولديّ الضمانات الخارجية

نجيب ميقاتــي مكلفا بتشكيل الحكومة اللبنانية للمرة الثالثة، الإشارة الخارجية وصلت مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي الزائر، وجرى إبلاغها إلى المرجعيات السياسية والدينية: مطلوب حكومة قبل الرابع من أغسطس، ذكرى تفجير مرفأ بيروت، برئاسة شخصية من خارج الطبقة السياسية، إذا أمكن، أو من داخلها شرط قبوله من معظم القوى السياسية.

 

وقد انتهى يوم الاستشارات النيابية الملزمة الطويل الى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة الجديدة، وهي الاستشارات النيابية الثالثة التي يجريها رئيس الجمهورية بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 أغسطس 2020 حيث تم تكليف السفير مصطفى اديب الذي اعتذر بعد 18 يوما، ثم كلف الرئيس سعد الحريري الذي اعتذر بعد 9 أشهر لتعذر الاتفاق مع عون.

 

وقال الرئيس المكلف الجديد بعد اجتماعه بعون، ان الرئيس ابلغه تكليفه من النواب بتشكيل الحكومة وان الخطوة صعبة وهو مطمئن ولديه الضمانات الخارجية وهناك قرار بالحد من امتداد النار.

 

وأضاف في تصريح للصحافيين انه سيسير بتأليف الحكومة ومتأكد من تشكيلها بالتعاون مع الرئيس ميشال عون وابرز مهامها تنفيذ المبادرة الفرنسية وإنقاذ البلد، داعيا الى منحه الثقة من الجميع «لأن المهمة صعبة ونجاحها يتطلب تضافر كل الجهود».

 

وناشد الحد من الاتهامات والمهاترات، معتبرا ان «لبنان على شفير الانهيار وإخماد الحريق لا يحصل إلا بتعاون كل اللبنانيين».

 

وحاز ميقاتي 72 صوتا من اصل 118 نائبا هم تعداد اعضاء المجلس النيابي الذي استقال من عضويته 8 نواب وتوفي نائبان، وامتنع عن التسمية 42 نائبا اغلبهم من النواب المسيحيين وحاز السفير نواف سلام صوتا واحدا بينما تغيب بعذر ثلاثة نواب.

 

وجرت الاستشارات على جولتين قبل الظهر وبعد الظهر حيث سمى ميقاتي كل من كتل «التنمية والتحرير»، «الوفاء للمقاومة»، «المستقبل»، «القومية الاجتماعية»، «الوسط المستقل»، «اللقاء الديموقراطي»، «التكتل الوطني»، بالإضافة إلى النواب: جهاد الصمد، جان طالوزيان، ميشال ضاهر، إدي دمرجيان، عبدالرحيم مراد، عدنان طرابلس، إيلي الفرزلي وتمام سلام.

 

أما الكتل التي لم تسم أي شخصية، فهي: كتلة «الجمهورية القوية»، «لبنان القوي»، «ضمانة الجبل»، كتلة «النواب الأرمن»، بالإضافة إلى النواب: فيصل كرامي، الوليد سكرية، أسامة سعد، جميل السيد شامل روكز. وربطت الكتل المسيحية الموقف من الرئيس ميقاتي بتركيبة الحكومة وبرنامجها وعلى ضوئها يمكن تعديل الموقف ومنح الحكومة الثقة. أما النائب فؤاد مخزومي فسمى نواف سلام.

 

في حين غاب عن الاستشارات النواب: ​طلال أرسلان​، ​نهاد المشنوق​، ​مصطفى الحسيني​.

 

وبعد انتهاء الاستشارات، اعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية تكليف الرئيس ميقاتي حيث عقد اجتماع ثنائي بين عون ورئيس البرلمان نبيه بري في بعبدا، تحول الى ثلاثي مع انضمام ميقاتي، ليتحول الى ثنائي بين عون وميقاتي بعد مغادرة بري.

 

والتحسب من الفوضى والفلتان، دفع بالفرنسيين الذين هم جزء من مثلث الحلول للأزمة اللبنانية المستعصية، إلى إعطاء الإشارة باسم ميقاتي، فلم يعترض الطرف الأميركي، تاركا للفرنسيين، مجال التجربة والاختبار للمرة الثانية. بينما آثر الطرف السعودي في هذا المثلث مراقبة الوضع.

 

الفرنسيون تعهدوا بالتواصل مع الأصدقاء لتسهيل عملية تأليف الحكومة، بعد الانتهاء من استشارات التكليف، بموازاة العمل على تأمين ثقة عالية في مجلس النواب.

 

من جهته، ‏رئيس مجلس النواب رأى ان امتناع الكتل المؤيدة لرئيس الجمهورية وكتلة القوات عن التصويت لميقاتي لا يمكن أن يصنف في خانة غياب الميثاقية.

 

وأكد في تصريح له ألا ميثاقية في التكليف بل في التأليف وأشار إلى أن حوالي 20 نائبا مسيحيا من خارج التشكيلة قد يسمون ميقاتي مضافا إليهم الرئيس ميشيل عون ‏بدلالة تصريحه الأخير المنوه بحسن تعامله.

 

‏والآن بعد التكليف ماذا عن التأليف؟

 

الظروف الموضوعية التي أحاطت بتكليف سعد الحريري تبدو هي نفسها تحيط بتكليف ميقاتي. وسعد الحريري نفسه سمى ميقاتي كما فعلت أمل والاشتراكي والمردة ومعظم القوى النيابية كما كان الحال مع سعد الحريري.‏

 

‏فضلا عن ذلك فإن ميقاتي نفسه لن يفرط بما تشبث به الحريري، فالانتخابات على الأبواب والتنازلات ممنوعة في ظل الاستنفار الطائفي والمذهبي والمناطقي القائم.

 

و‏بالنسبة للحريري ثمة من صنف اعتذاره عن تشكيل الحكومة في خانة الهزيمة أمام الرئيس عون ورئيس تياره باسيل، في حين يرى آخرون أن تسمية ميقاتي من بيت الوسط أعطى سعد الحريري صفة «صانع الرؤساء». ‏وثمة ملاحظة ثانية للمصادر المتابعة وهي أن الانطباعات تشير إلى أن هذه الحكومة حكومة انتخابات ليس من حق أعضائها الترشح، لكن الرئيس ميقاتي لم يعلن أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة.‏

 

والثالثة تعتقد أن هذه الحكومة ستعوم العهد في آخر سنواته العجاف وجواب المصادر أن التعويم هو للبلد الغريق حتى العنق.‏

 

ورابعة سألت لماذا القبول بميقاتي من دون سواه، وجواب المصادر لأن هناك عقوبات فرنسية وأوروبية لن توفر رئيسا او مرؤوسا.

 

أما عن التشكيل الحكومي، فيجب أن يحصل قبل الرابع من أغسطس للمشاركة بمؤتمر باريس لدعم لبنان من جهة، ولامتصاص غضب الجماهير في احتفالات الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ وهذه الأهم.

المصدر: الأنباء الكويتية

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *