وسط غموض يلف مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وما إذا كانت ستنجح في إحراز تقدم جدي على صعيد تشكيل الحكومة، من المتوقع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت في الساعات المقبلة، لإعادة تحريك الملف الحكومي استناداً إلى ما سيطرحه الرئيس بري على الرئيس الحريري في لقائهما المنتظر، اليوم أو غداً. وأشارت معلومات “السياسة” أن رئيس المجلس سيطلب من ضمن مبادرته من الرئيس المكلف تقديم صيغة حكومية جديدة على أساس 24 وزيراً، لا يكون الثلث المعطل مع أحد، وهو ما يريده البطريرك بشارة الراعي الذي أبلغ الرئيس عون، أن الرئيس الحريري سيبادر إلى تسليمه تشكيلة جديدة، قابلة للأخذ والرد، إلى أن يتم التوافق عليها. وفيما لم تبد أوساط رفيعة في “تيار المستقبل” كما أبلغت “السياسة” تفاؤلاً بإمكانية تجاوز الأزمة، “بعد بيان التيار الوطني الحر الأخير”، مشددة على أن “قرار التأليف عند حزب الله”، غرد الرئيس الحريري، أمس، رداً على ما ذكر عن توقيفه في الإمارات، كاتبا: “يسعد صباحكم بالخير… كيفكم اليوم”. وفي السياق، كشف نائب رئيس تيار “المستقبل”، مصطفى علوش، أن الرئيس المكلف سعد الحريري” سيكون في بيروت في الساعات الـ 24 المقبلة”، لافتاً إلى أنّه “سيقوم بدراسة ما تقدم من معطيات جديدة من خلال مبادرة الرئيس نبيه بري والتي في ضوئها ستكون للحريري خيارات جديدة أو قرار جديد”. وأوضح أنّ “التواصل مع الحريري في إطار المبادرة الجديدة لم يبدأ إلا منذ 48 ساعة”، منتقداً خطوة رئيس الجمهورية بإرسال صيغتين حكوميتين للبطريرك الماروني” والتي تؤكّد أن فريق رئيس الجمهورية يسعى إلى خربطة الأمور عندما تقترب إلى الحلّ”. وقال علوش إن الحريري “منفتحٌ على العمل على المواقع والأسماء ولكنه لن يقبل أبداً بأي ثلث معطل أو نيل فريق الرئيس عون حقيبتي العدل والداخلية”، لافتاً إلى أنّ “مشكلة “التيار الوطني الحر” أنه ينظر إلى فترة ما بعد العهد ومن سيخلف الرئيس عون”. ومن جهته، لفت عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب محمد الحجار، إلى أنه “في الجو العام الذي نعرفه، لا مانع للرئيس المكلف باعتماد مبادرات جديدة لتشكيل حكومة لكن ضمن الأطر الدستورية، وفرض الرئيس عون طريقة جديدة غير دستورية لتسمية الوزراء مرفوضة”.
وفي وقت أعلن البابا فرنسيس، أمس، أنه سيجتمع بممثلين عن مسيحيي لبنان في الأول من يوليو لمناقشة الوضع الصعب في بلادهم، أكّد البطريرك الراعي في عظته الأسبوعية، أن “لبنان سيخرج من تحت الأنقاض، وسيعود دولةً مستقلّة سيدة وحرّة وحيادية”. وأردف: “نُحيّي القوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة والفساد والمحسوبيّات والخيارات الخاطئة والتقصير في تحمّل المسؤوليّة”، مشيراً إلى أنه “عليها يُبنى لبنان، لا على جماعة سياسيّة غير قادرة على تأليف حكومة، ولا حتى على تأمين دواء ورغيف وكهرباء ومحروقات، فأعلنت هي بنفسها فشلها”.
المصدر: السياسية الكويتية