الإثنين , 23 ديسمبر 2024
Muslim Sunni Mufti of the Lebanese Republic Sheikh Mohammed Rashid Kabbani delivers a sermon during the first day of the Eid al-Adha, or the Feast of the Sacrifice, morning prayers at a mosque in Beirut on November 16, 2010 as Muslims around the world mark the end of the annual hajj pilgrimage to Mecca and commemorate Abraham's willingness to sacrifice his son Ismail on God's command. AFP PHOTO/ANWAR AMRO

قباني لشعب فلسطين: معكم وخلفكم أمة لن تقف عند حدود مهما كانت المعوقات

وجه مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، رسالة في عيد الفطر بعنوان “من بيروت إلى فلسطين”، جاء فيها: “أيها الإخوة في فلسطين وفي لبنان وفي العالم العربي والإسلامي، إن فلسطين وفيها المسجد الأقصى والقدس، هي الأرض المقدسة التي بارك الله تعالى فيها وحولها في القرآن الكريم، وهي قلب بلاد العرب والمسلمين من قدسها وأقصاها إلى مكة والمدينة حرسها الله جميعها، وأنتم أيها العرب والمسلمون أمناؤها.

 

أما أنتم يا يهود وعد بلفور، فأنتم أجانب عن هذه الأرض، وطارئون عليها، وغاصبون لأرضها، ومحتلون لها، جئتم من بلاد شتى في العالم لتحتلوا فلسطين العربية بمؤامرة دولية طليعتها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في أعقاب الحرب العالمية الأولى ومخططاتها العدوانية لتقيموا عليها دولة أجنبية بعد أن قتلتم واقتلعتم شعبها وهجرتموه من أرضه ووطنه إلى لبنان وسوريا والأردن ومصر عام 1948، ليكون الفلسطينيون فيها لاجئين مشتتين وممزقين هنا وهناك، وأسميتم كيانكم الغاصب “إسرائيل”، ونبي الله إسرائيل- وهو يعقوب عليه السلام- هو براء منكم ومن أعمالكم ومن نسبتكم إليه.

 

ولذلك لا مكان لكم على أرض العرب في فلسطين، وسيستمر جهاد شعب فلسطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وما حوله وفي كل فلسطين كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “حتى يأتي أمر الله”، في يوم الوعد الحق الذي يدخل فيه الفلسطينيون والعرب والمسلمون فلسطين والقدس والمسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، ويتبروا ما علا “صهاينة وعد بلفور” فيه تتبيرا، تحقيقا لوعد الله لهم في القرآن الكريم بقوله تعالى: “فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا” سورة الإسراء/الآية 7.

 

أيها الإخوة الفلسطينيون المجاهدون، نصركم الله تعالى على عدوكم، وأمكنكم منه، وأمدكم بمدد من الملائكة من عنده، أعزكم الله تعالى كما أعززتم أمتكم بجهادكم، سدد الله رميكم عليهم بحق قول الله تعالى: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”. أفرحكم الله تعالى يا شعب فلسطين بنصر قريب من عنده، كما أفرحتمونا في صيامنا وفي فطرنا بجهادكم وانتصاراتكم بالله القوي العزيز، كونوا كما أوصاكم الله تعالى في القرآن فقال لكم ولكل المجاهدين في سبيله: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون”، وأنتم ترجون من الله النصر أو الشهادة، أيدكم الله، نصركم الله على عدوكم وأمكنكم منه، إنه عزيز متين.

 

أيها الإخوة المجاهدون في فلسطين، رسالتنا إليكم من بيروت وكل لبنان، ومن العلماء، ومن الرجال والنساء والأطفال، أن لكم منا الدعاء إلى الله أن يثبتكم الله تعالى في جهادكم، وأن لكم علينا النصرة في الله، ولكم فينا كل الاستعداد لموعد قريب نشارككم فيه الجهاد حتى النصر إن شاء الله تعالى، وليعلم العالم بأن معكم وخلفكم أمة لن تقف عند حدود مهما كانت المعوقات، حتى نستعيد فلسطين للفلسطينيين، وللعرب وللإسلام والمسلمين، لأن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة.

 

أيها الإخوة المجاهدون، نستودعكم الله في القدس وفي غزة وفي كل فلسطين وأكنافها، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، ليحفظكم الله، وليحفظ جهادكم ومجاهديكم، حتى نحرر وطننا فلسطين من احتلال “صهاينة وعد بلفور” ومن وراءهم في الشرق والغرب حتى يردهم الله جميعا على أعقابهم إن شاء الله خاسرين”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *