إعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “لا إشارة داخلية تعطي أي أمل”، مشيراً إلى أننا “اليوم نفتقد إلى التنوع”. مضيفا في حديث لجريدة “النهار”: “اليوم أنا خائف أكثر من الماضي، خائف من الفوضى عندما أتذكر الـ 1975 وكيف إنزلقنا إلى الحرب”.
وبشأن المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية قال جنبلاط: “أنا ضدّ المطالبة باستقالة الرئيس عون، والأهم كيف نزيل سوء التفاهم بينه وبين الرئيس سعد الحريري لنتمكن من تشكيل حكومة”. وأضاف: “بعد زيارتي الأخيرة للرئيس عون هناك من دخل على خط التسوية وأسقطها والـego عند البعض أسقط التسوية”، مشيراً إلى أن “الثورة لم تضع برنامجاً واضحاً لاستبدال النظام والله يعلم كم هو صعب استبداله”.
وقال: بعد مبادرتي الأخيرة “ما بقى حدن يطيقني”، وهناك عناصر مخربة من كل الجهات وكذلك سفارات”، معتبرا أن “عون لم يأت بالباراشوت ونحن من إنتخبناه”.
وحول ملف انفجار مرفأ بيروت، قال جنبلاط: “لم أكن أعلم بوجود نيترات الآمونيوم بالمرفأ قبل 4 آب. والرئيس حسان دياب كان على علم وكان يريد أن ينزل الى المرفأ، ولكن حتماً أن كل المخابرات كانت على علم بوجود هذه المواد”، مضيفا “كيف أتت النيترات الى المرفأ شيء، وكيف إنفجرت شيء آخر، وأنا أول من صرح بالقول إن هذه المواد أتت كي تنقل الى دمشق لتستخدم في البراميل المتفجرة التي كان لها فعل رهيب بالقتل والدمار على القرى والمدن السورية. وأوتي بها الى بيروت لسبب بسيط وهو أنه في العام 2014 تم الإتفاق على سحب الكيماوي من سوريا”، مضيفا “أنا إتهمت النظام السوري لكنني لم أتهم مَن مِن أدوات النظام أتى بهذه المواد الى مرفأ بيروت وفُجرت”.
واعتبر جنبلاط ان “هناك إمكانية لخلاص لبنان، لكنها تتطلب جهداً داخلياً مشتركاً لأن هناك عدة وجهات نظر حول لبنان، وليس هناك إتفاق أكثر من أي وقت مضى على أي لبنان لذلك هناك هذا التشابك المحلي والدولي”، مضيفا “في الماضي كان هناك اجماع عربي على لبنان وكان هناك إستقرار عربي، أما اليوم فهناك فوضى عربية ودولية، وفقط فرنسا مهتمة للبنان لأسباب عاطفية لأنها هي التي خلقت لبنان الكبير من مئة سنة”.
وقال: “لبنان التعدد والتنوع وحرية الصحافة والحفاظ على الجامعات والمستوى الطبي هذا هو لبنان منذ أيام المتصرفية. وبعد الحرب الأهلية التي حصلت في القرن التاسع عشر أتت أول إرسالية الى لبنان التي هي الجامعة الأميركية واليسوعية بعدها. ويبدو أنه في ظل هذا الإنهيار الإقتصادي سنخسر هذه المؤسسات والمستشفيات بعد أن كنا مستشفى الشرق للعرب. فالأطباء والأساتذة يذهبون، والنخب ترحل”.
وأضاف “عند رؤية الخراب نتيجة الحروب من الفئات المختلفة أقول هل كان من الممكن أن أوقف هذا الخراب ففي الحرب لا نفكر، بل تمتلكنا العاطفة الحيوانية والعقل يزول”.
واعتبر جنبلاط ان “الرئيس الأفضل للبنان كان فؤاد شهاب لأنه هو من أرسى الإصلاحات الأساسية في لبنان والحداثة بالإدارة مثل الخدمة المدنية والضمان الاجتماعي. فكان له رؤية الحداثة ورفض أن يقع في فخ التجديد، وكان حاكم للبلد من خلال شعبيته والمكتب الثاني، ولاحقاً أساء المكتب الثاني التصرف، فإجتمع كمال جنبلاط مع غسان تويني وريمون إده ضده وإنقلبوا على الشهابية”
وأشار جنبلاط الى ان الخصومة مع بشير الجميل كانت كبيرة جداً وهذه الخصومة إمتدت الى أمين الجميل الذي على أيامه حصلت حرب الجبل وبعدها الإتفاق المشؤوم في 17 أيار. وقال صحيح أنه بعدها أتى مؤتمر جنيف فكان هناك وسطاء وعندما شكلنا حكومة الإنقاذ الوطني وكنت أنا وزيرا للأشغال وللسياحة وبعدها أتت الأحداث وانتهى عهده وسلم ميشال عون وثم أتت حرب التحرير ثم حرب الإلغاء.
وعن محاولة إغتياله عام 1982 قال جنبلاط: “كنت في بيت صديق لي بجوار بيتي الحالي وبجانب جامعة هايغازيان عنها حدث الإنفجار لكن بلحظتها لم أسمع شيئاً وعملياً كانت هذه محاولة الإغتيال الوحيدة. لكن نظرياً عندما التقيت بـ إيلي حبيقة بدمشق قال لي أنه حاول قتلي 3 مرات”.
وردا على سؤال اكد انه “مستحيل أن لا يكون هناك عدالة فجرّبنا العدالة الدولية ولم تعط شيئاً لأن هناك قواعد لعبة الأمم. ولا بد في يوم ما أن تتحقق العدالة تجاه الذين إستشهدوا في لبنان ولا ننسى الشعب السوري، ولكن لا أعرف متى تأتي هذه العدالة”.
وشدد جنبلاط على انه “لا بد لهذا العالم العربي أن يتغير في يومٍ ما، وأن تسوده العدالة والحرية والديمقراطية، ولا بد من شرق جديد وإلا نكون قد حكمنا على أنفسنا بالإعدام إذا فقدنا الأمل”.