استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان، في حضور الوزير السابق صالح الغريب والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، حيث تم البحث في الاوضاع العامة واخر المستجدات السياسية.
والتقى رئيس المجلس السفير الياباني لدى لبنان تاكيشي أوكوبو. وتم عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
هيئة الرئاسة في أمل
وبوصفه رئيسا لحركة “أمل”، ترأس الرئيس بري اجتماع هيئة الرئاسة في حركة “أمل”، لمناسبة الذكرى السنوية السابعة والاربعين لانطلاقة الحركة، في حضور الأعضاء كافة. وتوقف المجتمعون “عند المناسبة وأبعادها الوطنية ومحطاتها النضالية منذ الانطلاقة وصولا الى المرحلة الراهنة التي يمر بها لبنان وموقف الحركة حيال مختلف العناوين السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية”.
وبعد الإجتماع صدر البيان التالي :
“في البدء كانت كلمة… ثم صرخة في برية الوطن “أن أعدلوا قبل ان تفتشوا عن وطنكم في مقابر التاريخ” . فقسم بدماء الشهداء ودموع الأيتام وأنين الامهات وآلام الجرحى والمكتومين، بقلق الطلاب والمثقفين، وبذعر الأطفال على الحدود، وبعزم المرابطين والمجاهدين وتضحياتهم وبليالي الخائفين وأيام البائسين، وبالأفكار المهملة والكرامات المهدورة والضائعة، وبالكرامة الوطنية وبجمال لبنان وجباله وشرقه وشماله وجنوبه وشمسه عند الغروب، بألا نوفر جهدا لإحقاق الحق وإبطال الباطل ومحاربة الطغيان والله على ذلك كان وسيبقى شهيدا. ثم كانت أمل،أملا من أجل أن يبقى لبنان.
في الذكرى السابعة والاربعين لإنطلاقة الحركة، وكما في كل يوم، نجدد عهد الوفاء لقائد الحركة ومؤسسها سماحة الإمام السيد موسى الصدر، وللشهداء عناوين عزتنا وسر قوتنا وللجرحى وللأوفياء من أبناء هذه المدرسة الوطنية والإنسانية الملتزمين بقضايا التحرير والعدالة، الطليعيين في حمل لواء الدفاع عن لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه.
واليوم وبعد سبع وأربعين عاما على الإنطلاقة تتطابق الظروف والأسباب والمخاطر والوقائع التي أملت على الإمام الصدر مع ثلة من إخوانه ورفاق دربه من أبناء الوطن من مختلف الوان طيفه الروحي الاعلان عن ولادة حركه “أمل” مع الظروف والوقائع والتحديات التي تحدق بلبنان الوطن والانسان والموقع والدور في هذه اللحظه التاريخية الراهنة.
وعليه ولأن حركة “أمل” هي الأمل والصدق في مواجهة اليأس والرياء، وهي التضحية مقابل الأنانية، وهي الثبات والوفاء والإيمان بالله ولبنان في مواجهة الإرتهان. وأمام المخاطر الوجودية التي تهدد لبنان جراء تفاقم الأزمات التي يتخبط فيها سياسيا وماليا وإقتصاديا وصحيا وحتى أمنيا وعدوانا صهيونيا متماديا على السيادة الوطنية برا وبحرا وجوا وثروات، تؤكد الحركة موقفها من كل تلك العناوين وفقا للآتي :
أولا: أن لبنان الكيان بجغرافيته وتعايش أبنائه مقيمين ومغتربين وأن تاريخه المشرق المعمد بدماء مئات الآلآف من الشهداء من كل الطوائف والإتجاهات السياسية ليس إرثا عائليا أو ذريا لأحد، وليس مشاعا جغرافيا للتقاسم والإقتسام والتقسيم بين الطوائف والمذاهب والقوى السياسية، إنه وطن كل اللبنانيين، هو الضرورة الحضارية للعالم وللإنسانية، فالحركة بكل مستوياتها القيادية والشعبية كما قدمت الغالي والنفيس دفاعا عن لبنان وتحرير أرضه من رجس الإحتلال الإسرائيلي ومن أجل تثبيت عروبته ووحدته وسلمه الاهلي، هي اليوم وأيضا وبنفس الروحية ستواجه بكافة الأساليب والوسائل التي كفلها الدستور والقانون ومن دون هوادة أي محاولة لتقويض أسس هذا الكيان أو جعله رهينة لأهواء ورغبات البعض أو أصحاب الأجندات الفتنوية المشبوهة.
ان الحركة تدعو اللبنانيين بشكل عام والقيادات الرسمية في مختلف مواقعها بشكل خاص الى تحمل مسؤولياتها فورا وإلى وقفة تاريخية لإنقاذ لبنان ومنع إنزلاقه نحو مهاوي الإنهيار أو لا سمح الله الزوال.
المطلوب من الجميع تضحية من أجل لبنان وليس تضحية بلبنان من أجل مصالح آنية أو سياسية او شخصية. وعليه ان حركة “أمل” تجدد التحذير من الاستمرار بالاستهتار بمصالح الناس واوجاعهم وتركهم فريسة للتفلت الاقتصادي والمالي وعلى كل المستويات.
المطلوب اليوم قبل الغد إنجاز حكومة تكون فيها كل “الأثلاث” للبنان، ليس فيها ثلثا أو ربعا او فردا معطلا.
حكومة تكرس حقيقة أن لبنان وإنسانه يمتلكون القدرة على القيامة من بين ركام الازمات. حكومة تستعيد ثقة اللبنانيين وثقة العالم بلبنان دولة المؤسسات والقانون، فمن غير الجائز تحت أي ظرف من الظروف الهروب في هذه اللحظة المصيرية من تحمل المسؤولية والإمعان في إتباع سياسة الكيد وتصفية الحسابات السياسية والشخصية لتصفية الوطن.
حكومة وفقا لما نصت عليه المبادرة الفرنسية هي المدخل لحفظ لبنان وطنا نتلاقى فيه، ونختلف بالكلمة الطيبة من أجل تقدمه وإستقراره.
ثانيا: وإزاء رفع المستويين العسكري والسياسي الإسرائيليين من وتيرة تهديداتهما للبنان، تؤكد الحركة بأنها كما كانت مبتدأ المقاومة وخبرها في مواجهة العدوانية الصهيونية ستكون رأس حربة في المقاومة وهي أبدا صدى لصوت موسى الصدر “اذا ألتقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم وأظافركم و سلاحكم مهما كان متواضعا”.
ثالثا: في موضوع الحياد ورغم أن أول شروط قيامه التوافق الداخلي، فالحركة تؤكد أنها في موضوع العداء مع الكيان الصهيوني ومخططاته العدوانية تجاه لبنان الأنموذج الحضاري وتجاه ثرواته المائية والنفطية ليست حيادية.
وأن الحركة إزاء مخططات توطين الأشقاء من اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حق العودة لن تكون حيادية . وإزاء مشاريع تثبيت النازحين السوريين في أماكن وجودهم لن تكون حيادية.
وأخيرا وليس آخرا… في يوم ولادة الأمل… العهد هو العهد… والقسم هو القسم أن نحفظ لبنان واحدا موحدا، ولن نيأس، ولن نتراجع عن أمانة حفظ الوطن والانسان وإنه قسم لو تعلمون عظيم”.