يبدو الاسبوع الطالع مرشّحا لتطورات متسارعة، ماليا وحكوميا ايضا. ويمكن القول، وفق مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، ان الملفين يتسابقان، واذا بقيت الغلبة لانهيار العملة الوطنية وتحليق الدولار، فإن سيناريو “الانفجار” الاجتماعي الشعبي المعيشي، الشامل وغير المسبوق، سيكون قريبا، وما النسخاتُ التي رأيناها منه على الارض في الايام الماضية، سوى “بروفا” لما ينتظرنا، تتابع المصادر.
الانظار حكوميا، تتّجه الى موسكو، حيث يُجري وفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد محادثات مع مسؤولين روس استدعوا الحزبَ الى زيارة روسيا. فهل سيدفع هؤلاء الضاحيةَ الى تفعيل دورها على خط التشكيل، والتدخّل بقوة اكبر، لدى حلفائها لدفعهم الى خفض سقوفهم؟ لننتظر ونر، علما ان رعد اعلن اليوم من موسكو ان “الحزب حريص على التأليف سريعا”، وتبقى الترجمة العملية لهذا الموقف.
المصادر تشير الى ان قبيل “سفرة” الحزب، حرص الاخير على إظهار نفسه عاملا مساعدا في عملية التشكيل. وفي السياق، زار منذ يومين، المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين الخليل، رئيسَ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وناقش معه الملف الحكومي. غير ان الاخير، وفق المصادر، بقي متمسكا بشروطه رافضا ما يُطرح من مبادرات، خاصة تلك التي نشط على خطّها منذ ايام، رئيسُ مجلس النواب نبيه بري. فالمسعى الذي كان يضطلع به المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، قرّر الاخيرُ تجميده، فتُركت الساحة لعين التينة التي اقترحت المخرجَ التالي: حكومة من 18 وزيرا، لا ثلث معطلا فيها لاحد، على ان يتم الاتفاق على اسم وزير الخارجية (الماروني) مسبقا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، من بين شخصيات كفوءة غير حزبية وغير مستفزة، ويَسري الامر عينه على حقيبة العدل (ستؤول لسني). وعند الاتفاق على الاسمين يعقد اجتماع بين الرؤساء عون وبري والحريري لاعلان الحكومة. وقد تردّد ايضا ان بري اقترح ان يقدّم بنفسه، اسماء لعون والحريري ليتفقا على اثنين من بينها، للداخلية والعدل.
وبينما تشير الى ان باسيل رفض بشدة الفكرتين، كاشفة ان الفريق الرئاسي عاد ليتمسك بالثلث المعطل، تعتبر المصادر ان الاسبوع هذا مفصلي، وستتعاظم خلاله الضغوط الدولية، من كل حدب وصوب، من فرنسا الى روسيا مرورا ببريطانيا وصولا الى الولايات المتحدة ومصر وجامعة الدول العربية، لمحاولة كسر المراوحة السلبية المحلية، خوفا من الاسوأ المالي – الاجتماعي، الذي بات وشيكا جدا. لكن من غير المعروف بعد، ما اذا كانت هذه النداءات والمناشدات ستثمر وستُنزل المتخاصمين عن شجرة مطالبهم العالية.
الاكيد ان “حزب الله” بات يرى ان التأليف ضرورة، وهذا ما اكده رعد عشية انتقاله الى روسيا قائلا “لا ينبغي التفكير بأي خيار الان غير خيار الاسراع في تشكيل حكومة لانه المدخل الطبيعي لاعادة الامور الى نصابها ولو على مراحل وهو مفتاح الاستقرار في لبنان الان”، خاصة بعد ان لمس لمس اليد، مدى الاحتقان الشعبي في بيئته الحاضنة، من تدهور الاوضاع المعيشية والغلاء الفاحش للاسعار. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل سيفضّل ارضاء ناسه عبر فك اسر الحكومة، ام سيبقي الاولوية لمصالح ايران- راعيته الاقليمية- التي ترى في الحكومة اللبنانية ورقة قوة لا تريد التنازل عنها قبل الجلوس الى طاولة التفاوض مع واشنطن؟!
المصدر: المركزية